تتهم السلطات الإيرانية باكستان بايواء مجموعات متمردة تشن عمليات في طهران، وكان الحرس الثوري الإيراني قد تعرض لهجوم الأحد الماضي.

طهران: رجح محللون ايرانيون اليوم الاربعاء ان تصعد طهران الضغوط الدبلوماسية على جارتها باكستان التي تتهمها بايواء مجموعات متمردة تشن عمليات في ايران، وقد تذهب الى حد شن عمليات عسكرية عبر الحدود.
الا انه من غير المرجح ان تتاثر العلاقات الودية القائمة بين البلدين على المدى الطويل بسبب الهجوم الانتحاري الذي شنه متمردون الاحد على الحرس الثوري الايراني في جنوب شرق ايران، حسب المحللين.

وتزعم ايران ان منفذي الهجوم الذي ادى الى مقتل 42 شخصا من بينهم 15 من الحرس الثوري، عبروا الى ايران من باكستان بدعم من اجهزة استخبارات باكستانية اضافة الى بريطانيا والولايات المتحدة.
وفجر انتحاري نفسه في اجتماع بين الحرس الثوري وعدد من رجال القبائل الاحد في مقاطعة سيستان-بالوشستان الجنوبية الشرقية مما ادى الى مقتل اكثر من 40 شخصا من بينهم 15 من عناصر الحرس الثوري.

واعلنت جماعة جند الله السنية مسؤوليتها عن الهجوم. وتشن تلك الجماعة تمردا ضد الحكم الشيعي في طهران منذ نحو عشرة اعوام.
وفي بيان على الانترنت، ذكرت جماعة جند الله ان الهجوم هو انتقام quot;لجروح الشعب البلوشي التي تنزف منذ سنوات دون انقطاعquot;.

وذكر مسؤولون ايرانيون ان عبد المالك ريغي زعيم جند الله متواجد في باكستان وطالبوا بتسليمه. الا ان مسؤولين باكستانيين نفوا ان يكونوا في باكستان.
وقال اكبر مونتجبي المحلل السياسي الاصلاحي quot;في الايام المقبلة ستمارس ايران مزيدا من الضغط على باكستان للحصول على نتائج سريعة نظرا لان عليها ان تواجه شعبها في الداخلquot;.

وغداة الهجوم، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لنظيره الباكستاني اصف علي زرداري ان تواجد المسلحين السنة المعادين لايران في اراضيه quot;غير مبررquot; وانه يجب quot;مواجهتهم بسرعةquot;.
كما صعد وزرا الخارجية والاستخبارات الايرانيين الثلاثاء الضغط على اسلام اباد وحثاها على التحرك بسرعة ضد المتمردين.

واعلنت اسلام اباد ان الهجوم نفذته قوى تسعى الى quot;تخريب العلاقاتquot; بين الدولتين الجارتين الا انها نفت معلومات طهران بان اراضيها تستخدم كنطقة انطلاق لشن هجمات داخل الجمهورية الاسلامية.
وتقيم ايران وباكستان علاقات ودية حيث يشارك البلدان بانتظام في مؤتمرات سياسية واقتصادية وبخاصة المؤتمرات التي تهدف الى احلال الاستقرار لدى جارتهما المشتركة افغانستان.

وتوقع المحلل المستقل محمد صالح سيدغيان ان تقوم اسلام اباد بعمل سريع ضد المتمردين.
وقال ان quot;باكستان لن تؤخر الرد على المتمردين، ولكن علينا ان نفهم انها تواجه وضعا معقداquot;، مشيرا الى المعركة الداخلية التي تخوضها اسلام اباد ضد طالبان السنية.

واوضح ان quot;الرئيس لا يمسك بكافة الخيوط في ذلك البلد (باكستان) والايرانيون يعلمون ذلكquot;.
ولم يستبعد محمد باكبور الجنرال في الحرس الثوري احتمال شن ضربة عسكرية عبر الحدود الايرانية مع باكستان للقضاء على المسلحين اذا فشلت المبادرات الدبلوماسية الايرانية في اقناع اسلام اباد.

وقال محللون ان quot;شن مثل هذه الضربات العسكرية عبر الحدود، ورغم انها ممكنة، لا تزال تمثل احتمالا بعيدا نظرا الى الوضع السياسي في المنطقةquot;.
وبدوره اوضح سيدغيان ان quot;شن هجمات مثل تلك التي شنتها تركيا داخل شمال العراق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني ممكن دائما، ولكن لكي يدخل الايرانيون باكستان .. يتعين على باكستان الحصول على اذن بذلك من القوات المتعددة الجنسيات في المنطقةquot;.

واكد ان quot;دخول الايرانيين منطقة باكستانية سيكون نوع من الاختبار للموقف الاميركي من طهرانquot;.

وايران والولايات المتحدة عدوان لدودان ولا تربط بينهما علاقات دبلوماسية منذ العام 1979. الا ان البلدين بدآ حوارا اوليا بشان برنامج ايران النووي المثير للجدل.
وقال المحلل منتجبي انه quot;من غير المرجح اطلاقاquot; شن ضربة عسكرية داخل الاراضي الباكستانية، وان ايران ستلجأ الى ممارسة الضغوط الدبلوماسية على باكستان لتسليمها المتمردين.

الا ان غلام رضا غلانداريان المحلل المحافظ والمدير الاداري لصحيفة القدس قال ان ايران لن تسمح لباكستان بالتاخر في التحرك.
واضاف ان quot;ايران قدمت جدولا زمنيا لباكستان لتسليم الارهابيين .. واعتقد انه اذا لم تف باكستان بوعودها، فقد تعيد ايران النظر في علاقاتها معها لان ايران اوضحت ان من واجب باكستان اعتقال الارهابيين وتسليمهمquot;.