قضية الفساد السياسي والرشاوى كليرستريم التي شغلت فرنسا باتت سياسية بامتياز مع وقوف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ندا لرئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان.
باريس: تنتهي الجمعة المحاكمة في قضية كليرستريم باخر المرافعات بعدما شهدت مواجهة عبر القضاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان، وذلك قبل النطق بالحكم بداية السنة المقبلة.
وبعد شهر من النقاشات في محكمة باريس، برز الطابع السياسي لهذه المحاكمة. وقد ركز دفاع دومينيك دوفيلبان على هذا المجال، علما انه متهم بالمشاركة سنة 2004 في مؤامرة تهدف الى الايقاع بنيكولا ساركوزي الذي كان حينها غريمه في اليمين في السباق الى الانتخابات الرئاسية سنة 2007.
واعلن دومينيك دوفيلبان هذا الاسبوع ان quot;نيكولا ساركوزي وعد بتعليقي على عكافة بائع لحوم وارى انه وفى بالوعدquot;، مقتبسا عبارة نسبت الى الرئيس الفرنسي في هذه القضية.
وكانت النيابة طلبت عقوبة السجن 18 شهرا مع وقف التنفيذ والغرامة 45 الف يورو بحق رئيس الوزراء السابق الذي ما انفك يندد بانعدام التوازن في محاكمة ارادها ساركوزي على قوله.
وقال احد محامي دومينيك دوفيلبان، لوك بروسوليه ان quot;المحاكمة مطبوعة برغبته (ساركوزي)، تلك الرغبة الهستيرية لطفل مدللquot;.
ويفترض ان تنتهي المحاكمة الجمعة بمرافعات محامي جان لوي جرغوران النائب السابق لرئيس مجموعة الصناعات الجوية quot;اي.ايه.دي.اسquot; الذي اعتبرته النيابة المدبر الاساسي لهذه المؤامرة التي ادت الى ادراج اسم ساركوزي في لوائح مصرفية مزورة لمستفيدين مفترضين من حسابات مصرفية ورشاوى في بيع اسلحة.
وطلب الادعاء الثلاثاء انزال اقسى عقوبة بحق جرغوران اي السجن ثلاث سنوات نصفها نافذة والغرامة 45 الف يورو. واعتبر نائب المدعي رومان فيكتور ان جرغوران quot;هو الذي قام بالوشاية منفذا خطة ليس للصدفة اي دور فيهاquot;.
واعتمد دفاع جان لوي جرغوران على تحليل انتهجه محامو دومينيك دوفيلبان ومفاده ان الفرنسي اللبناني عماد لحود استاذ الرياضيات هو الذي دبر كل شيء وهو الاول الذي بحث عن لوائح مؤسسة كليرستريم المالية في لوكسمبورغ وزورها.
واوضح محامو جرغوران الذي سلم اللوائح المزورة الى القضاء، ان موكلهم وقع ضحية خدعة رغم انه خريج معهد quot;بوليتكنينكquot; ومتخصص في الاستراتيجية.
واكد جرغوران خلال المناقشات انه سلم من دون كشف هويته اللوائح المزورة الى قاض مع علمه تماما بانها مزورة، وذلك بناء على امر من دومينيك دوفيلبان. وشهد على ذلك ايضا مسؤول الاستخبارات السابق الجنرال فيليب روندوه. لكن دوفيلبان نفى الامر بشدة.
ونسب محامي الرئيس الفرنسي تيري هرزوغ الى دوفيلبان دور مدبر المؤامرة. لكن النيابة لم تتبن هذه الفرضية وقالت ان رئيس الوزراء السابق تعمد عدم الابلاغ عنها رغم علمه بها.
ويجازف دومينيك دوفيلبان الذي يحاول الظهور في مظهر البديل من ساركوزي في اليمين، بمستقبله السياسي في هذه القضية التي يتوقع ان تنتهي مطلع السنة المقبلة مع نطق المحكمة بالحكم.
لكن المحاكمة التي تعتبر ايضا محاكمة لبعض التقاليد السياسية، اثارت امتعاض العديد من المسؤولين، حتى ان رئيس المجلس الدستوري جان لوي دبري تحدث عن quot;رغبة في التقيؤquot; فيما اشارت الزعيمة الاشتراكية مارتين اوبري الى quot;حكاية مرعبةquot; وزعيم الوسط المعارض فرنسوا بايرو الى quot;وضع غير عادي في نظام ديموقراطيquot;.
التعليقات