يرفض المتمردون المتشددون في الصومال إجراء محادثات ترعاها الجامعة العربية بهدف التوصل لاتفاق مع الحكومة. في وقت يدور فيه الحديث عن إرسال قوات افريقية أخرى قريبا إلى الصومال.
مقديشو: تحاول الجامعة العربية إجراء مفاوضات وساطة بين الحكومة الصومالية الضعيفة المدعومة من الأمم المتحدة والمتمردين الإسلاميين، لكنها قالت يوم السبت أن المتمردين المتشددين لا يريدون الدخول في محادثات. وتقول وكالات الأمن الغربية إن البلد الذي ضربه الجفاف أصبح ملاذا امنا للمتشددين بمن فيهم الجهاديون الاجانب الذين يستخدمون الصومال في التامر لشن هجمات في انحاء المنطقة.
وقال ابراهيم الشويمي سفير الجامعة العربية في الصومال انه يحاول سرا الوساطة في محادثات بين الحكومة والمتمردين منذ ان فتحت الجامعة مكتبا في العاصمة مقديشو في يوليو تموز عام 2008 . وقال لرويترز في مقابلة ان الساحة السياسية في الصومال معقدة للغاية لكنه لن يفقد الامل ابدا في تحقيق مصالحة بينهم. وأضاف انه يلتقي مع مسؤولين من الحكومة ومن الاسلاميين في اطار جهد لتحقيق السلام لكن المشكلة ترجع الى حزب الاسلام وحركة الشباب اللذين لا يريدان الدخول في حوار.
وتعهدت حركة الشباب التي تقول واشنطن انها ممثل تنظيم القاعدة في الصومال بضرب عاصمتي بوروندي واوغندا ردا على الهجمات الصاروخية التي تشنها قوات حفظ السلام من البلدين والتي قتلت 30 شخصا في مقديشو. ولبوروندي واوغندا نحو 2500 جندي في قوت حفظ السلام في العاصمة الصومالية ضمن قوات الاتحاد الافريقي.
وأدى القتال في الصومال الى مقتل 19 الف صومالي منذ بداية عام 2007 ونزوح 1.5 مليون شخص مما ادى الى واحدة من أسوأ حالات الطواريء الانسانية في العالم. وقال الشويمي ان حالة انعدام الامن التي تتفاقم جعلت تسليم المساعدات الانسانية أكثر صعوبة بالنسبة للمجتمع الدولي.
وقال انه حتى عمال الاغاثة المحليين يتعرضون للقتل والجماعات المتشددة تحرم النازحين محليا من المساعدات الغذائية. واضاف انه لا توجد جماعة يمكن الاعتماد عليها في نقل المساعدات. ورغم عدم تحقيق تقدم قال السفير ان الجامعة العربية ستواصل جهود الوساطة. وقال ان الصومال عضو في الجامعة العربية وانه واجب الجامعة ان تقوم بدور مهم في استعادة السلام وانها ستكون مستعدة دائما لاقناع جماعات المعارضة.
واضاف ان اراقة الدماء يجب ان تتوقف وان ما يحتاج اليه الصومال هو حكومة وبعد ذلك يمكن للصوماليين ان يناقشوا نوع الشريعة أو المباديء التي تتبناها الحكومة. وقال ان السلام يأتي قبل الشريعة. وفي مقابلة منفصلة مع رويترز في اوغندا قال وزير الخارجية الصومالي علي جاما أحمد انه سيتم ارسال قوات افريقية اخرى قريبا الى الصومال لتعزيز قوة السلام الافريقية الى حجمها المزمع عند ثمانية الاف جندي.
وقال أحمد ان بلاده تتوقع من الاخوة الافارقة استكمال نشر قوة اضافية قوامها 2800 جندي في الشهرين القادمين. واضاف انه توجد بعض الدول التي اشارت الى انها سترسل قوات حفظ سلام وانه يجري تدريبها بمعرفة الامم المتحدة لانها قالت انها ليس لديها خبرة في عمليات حفظ السلام. ولم يدخل وزير الخارجية الصومالي في تفاصيل. ووافقت عدة دول افريقية على ارسال قوات للانضمام الى قوات حفظ السلام الافريقية لكنها لم تفعل ذلك حتى الان وقالت بعض تلك الدول ان ذلك يرجع الى العنف المستمر.
التعليقات