تسعى الأممالمتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية لمواجهة تحديات الإنماء الرئيسة في بغداد، والتركيز على مواضيع أساسية تشمل الإدارة والاقتصاد المناصر للفقراء وضمان جودة الخدمات الأساسية، واعتبرت بغداد أن هذه الخطوة تمثل خطوة نحو مستوى أعلى من الشراكة مع الأمم المتحدة. يأتي ذلكمعبدء برنامج الأغذية العالمي بمشروع جديد لتوزيع القسائم الغذائية إلكترونيًا لمساعدة ألاف ألاسر من اللاجئين العراقيين في سوريا، حيث يعد هذا المشروع الأول من نوعه في العالم الذي يستخدم تكنولوجيا الهواتف المحمولة.

لندن : وقّعت الأمم المتحدة والحكومة العراقيةعلى إعلان نوايا مشترك للتعاون ويهدف إلى تحديد التحديات الإنمائية الرئيسة التي تواجه العراق في سعيه لتحقيق الاستقرار والنمو... بينما بدأ برنامج الأغذية العالمي مشروعًا تجريبيًا لتوزيع القسائم الغذائية على اللاجئين العراقيين في سوريا باستخدام الهاتف المحمول .

ووقعت نعيمة القصيرالقائمة بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في العراق بالنيابة عن المنظمة الدولية وعلي بابان وزير التخطيط العراقي في حفل كبير أقيم في بغداد على وضع الصيغة النهائية لأول تقييم قطري موحد تجريه الأمم المتحدة في العراق، ويهدف إلى تحديد التحديات الإنمائية الرئيسة التي تواجه العراق في سعيه لتحقيق الاستقرار والنمو. ويركز الإعلان على مواضيع أساسية تشمل الإدارة والاقتصاد المناصر للفقراء وضمان جودة الخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية والصرف الصحي والمأوى بهدف دراسة تأثير ما يقرب من ثلاثة عقود من المعاناة للشعب العراقي والإمكانات المستقبلية للإصلاح والتحديث والإنعاش الاجتماعي والاقتصادي.

وقالت القصير quot;يشكل إعلان النوايا هذا خطوة نحو مستوى أعلى من الشراكة مع الأمم المتحدة التي تعمل لتقديم دعم استراتيجي أوفى وتحقيق فائدة أفضل للحكومة العراقية والشعب العراقيquot;.
ويعد التقييم القطري الموحد هذا الخطوة الأولى نحو صياغة إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية للأعوام 2011 إلى 2014 لدعم التقدم باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير مؤخرًا إن صندوق تنمية العراق الذي يدير عائدات مبيعات النفط قد تلقى مبلغ 180 مليار دولار . وقد أنشأ مجلس الأمن صندوق تنمية العراق عام 2003 ليحل محل برنامج النفط مقابل الغذاء والذي كان العراق يستخدم بموجبه عائدات النفط لشراء الاحتياجات الإنسانية برعاية الأمم المتحدة.

واضاف أن لجنة الخبراء الماليين التي شكلها مجلس الوزراء العراقي عام 2006 ستكون مسؤولة عن الرقابة عن الصندوق. وأشار الأمين العام في تقريره إلى أن لجنة مراجعة حسابات الصندوق قد أفادت بوجود بعض القصور فيما يتعلق بضعف السيطرة واستخدام الموارد بصورة سليمة.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; في بيان إن العراق لديه احتمال ليس فقط لتخطي التحديات بل وأيضا للازدهار مضيفة أن الكثير يعتمد على عدد من الأولويات بما في ذلك تحسين الحياة اليومية للمواطنين وإنهاء التوتر السائد.

وأضافت قائلة quot;إذا ما أراد العراقيون نزع فتيل التوتر ورأوا تحسنا في حياتهم اليومية عبر المكاسب الأمنية والحصول على الخدمات الأساسية ومشاركة سياسية واسعة ستزدهر البلاد حتمًاquot;. واوضحت quot;لقد استطعنا المساعدة في بدء صفحة جديدة حول كيفية رؤية العراقيين لنا وللمنظمة وللمجتمع الدولي وساهمنا في أن يكون لدى العراق حضور جديد في المجتمع الدولي وكدولة مستقرة وذات سيادةquot;.

وأضافت أن العراقيين أبدوا مقاومة وصمودًا ويستطيعون حاليًا أكثر من أي وقت تحديد مصير بلادهم هذا على الرغم من الاعتداءات ضد المدنيين والتي قال الممثل الخاص أنه يجب النظر إليها على أنها محاولات من قبل جماعات معزولة تحاول خلق إحساس بعدم الأمان.
وأكدت ان المصالحة تبقى الأولوية بالنسبة إلى العراق إلا أن هناك أولويات أخرى مثل الحصول على الخدمات الأساسية والحوار بين الحكومة العراقية وحكومة كردستان لنزع فتيل التوتر في كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها والاستعداد للانتخابات المقبلة ومساعدة اللاجئين والمشردين داخليًا في العودة والانتعاش الاقتصادي.


مشروع اممي لتوزيع قسائم الاغذية للاجئين العراقيين بالنقال
ومن جهة اخرى، بدأ برنامج الأغذية العالمي مشروعًا جديدًا لتوزيع القسائم الغذائية إلكترونيًا لمساعدة آلاف الاسر من اللاجئين العراقيين في سوريا حيث يعد هذا المشروع الأول من نوعه في العالم الذي يستخدم تكنولوجيا الهواتف المحمولة التي تمكنهم من الحصول على أغذية طازجة من المتاجر المحلية.

وسوف يتلقى اللاجئون العراقيون الذين يعيشون في دمشق رسالة نصية على هواتفهم المحمولة تحتوي على رمز يمكنهم من تبديل quot;القسيمة الافتراضيةquot; كلها أو جزء منها مقابل سلع غذائية من بعض المتاجر الحكومية المختارة. ومن المقرر أن تحصل كل أسرة على قسيمة واحدة لكل فرد من أفرادها كل شهرين حيث تبلغ قيمة القسيمة الواحدة لكل فرد 22 دولارًا وبعد كل معاملة تتلقى كل أسرة رسالة قصيرة على هاتفها المحمول تطلعها على الرصيد المتاح لها.

وقال الدالي بلقاسمي المدير الإقليمي لمكتب البرنامج بمنطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا وشرق أوروبا quot;سيتمكن برنامج الأغذية العالمي من خلال هذا المشروع التجريبي من تلبية احتياجات اللاجئين الذين يعيشون في مدينة يتوفر بها الغذاء ولكن ليس بوسعهم شراؤه، والبرنامج في رحلة بحث دائمة عن حلول مبتكرة لمساعدة المحتاجينquot;.

ومن جانبه اوضح مهند هادي المدير القطري للبرنامج في سوريا quot;لن يحتاج المنتفعون بعد الآن إلى الانتظار في نقاط توزيع المساعدات الغذائية أو السفر لمسافات طويلة إلى مراكز التوزيع بل سيتاح لهم الحصول على مواد غذائية أكثر تنوعا حسب خياراتهم الشخصيةquot;.
وفي حين أن هناك وكالات إغاثة قد استخدمت رسائل الهاتف والبطاقات الذكية لتحويل الأموال للمحتاجين إلا أنه يعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الهواتف المحمولة لإرسال قسائم غذائية.

وهناك أكثر من 1.2 مليون نازح عراقي في سوريا وفقًا لإحصاءات الحكومة ويتلقى بصفة منتظمة حتى الآن حوالى 130.000 شخص مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي بالإضافة إلى مواد غذائية تكميلية ومواد غير غذائية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
ولم يستخدم برنامج الاغذية العالمي ومقره روما من قبل الهواتف المحمولة لتوزيع قسائم بالاغذية وهو يتولى مهمة اطعام 105 ملايين شخص في 74 دولة العام الحالي.