يحاول صهر الرئيس التونسي الى ترسيخ التدين المعتدل في بلد عرف بعلمانيته لمواجهة التطرف في البلاد ونشر القيم السمحة للدين الاسلامي الحنيف والمذهب المالكي حسب قوله

تونس: يسعى رجل الاعمال محمد صخر الماطري، صهر الرئيس التونسي الذي سطع نجمه بشكل لافت مؤخرا، الى ترسيخ التدين المعتدل في بلد عرف بعلمانيته، لمواجهة الغلو والتطرف على حد قوله. وبالاضافة الى نفوذه الاعلامي والمالي واصل الماطري ذو ال 28 عاما صعوده على الساحة التونسية بانتخابه عضوا في مجلس النواب في الانتخابات العامة التي جرت الاحد وفاز فيها والد زوجته زين العابدين بن علي بولاية رئاسية خامسة. واطلق الماطري عام 2007 quot;اذاعة الزيتونة للقرآن الكريمquot; المتخصصة في شؤون الدين والتي اصبحت اليوم الاكثر سماعا في تونس متقدمة على الاذاعة الوطنية.

وقال الماطري ذو القسمات النحيفة واللحية الخفيفة في مقابلة مع وكالة فرانس برس quot;هذا المشروع بدأته ، مدعوما من الرئيس، كمشروع خيري لوجه الله بهدف بث القرآن الكريم ونشر القيم السمحة للدين الاسلامي الحنيف والمذهب المالكي والتصدي للتيارات المتطرفةquot;. واضاف مسترسلا بحماسة ان quot;الزيتونة تسعى لترسيخ مذهب مالك بن انس امام دار الهجرةquot; صاحب احد المذاهب السنية الاربعة وهو المذهب السائد بشكل شبه تام في بلدان المغرب العربي.

وبحسب قوله فان هذه الاذاعة quot;اسهمت في ازالة الخوف الذي كان يعتري البعض في العهد السابق من الذهاب الى المسجد او حتى الاستماع للقرآن بعد ان حاول (الرئيس التونسي السابق الحبيب) بورقيبة بلا جدوى فرض العلمانية في دستور البلاد وكان من اول اجراءاته بعد الاستقلال (1956) غلق جامعة الزيتونة التي كانت منارة للاسلام قبل الازهرquot; في مصر. وتابع quot;ان الدولة استفادت بعد ذلك من هذه الاذاعة التي اظهرت ان الناس بحاجة ايضا الى قناة مغاربية مالكية متسامحة ترتبط بهويتهمquot;.

واضافة الى الزيتونة، استحوذ الماطري بداية العام الحالي على 70 بالمئة من اسهم quot;دار الصباحquot; اعرق المؤسسات الصحافية في تونس، وقال بفخر انه quot;انقذ هذه المؤسسة العريقة التي كانت وصلت الى الحضيضquot; ويطمح ان يجعل منها quot;قاطرة تدفع الاعلام المكتوب في تونسquot;. وتم تجهيز الصحيفة بقاعة تحرير عصرية متطورة التجهيزات ويجري العمل حثيثا للانتهاء من تصور واخراج جديدين للصحيفة يتوقع دخولهما حبز التنفيذ بعد اسابيع قليلة.

ويؤكد الماطري الذي يدير عدة شركات في مجال الصناعات الدوائية والعقار والسياحة، انه يتعرض لحملة من quot;التشهير والاشاعات والاكاذيبquot; يعزوها لقربه من الرئيس بن علي الذي تزوج ابنته نسرين في العام 2004. ويعلق على هذا الامر قائلا quot;حين تكون قريبا من شخصية بحجم الرئيس بن علي وتكون صهر رئيس دولة ورئيس حزب، تكون مستهدفا وتدخل سواء احببت ام كرهت معترك السياسةquot;. واعترف ان قربه من الرئيس quot;يمنحه امتيازاتquot; غير ان ذلك quot;لا يجعلني فوق القانونquot;.

وقال الماطري الذي اشرف الاسبوع الماضي على اجتماع تاسيس quot;بنك الزيتونةquot; بمساهمة رجال اعمال تونسيين آخرين والذي سيبدا العمل في نيسان/ابريل 2010 ليطرح خصوصا منتجات متطابقة مع مبادىء الشريعة الاسلامية، انه قرر بعد فترة من التكتم ان يعلن من الان فصاعدا عن كل مشروع يقوم به منعا للاقاويل.

كما حرص الماطري على نفي اتهامات التلاعب التي اثيرت بعد شرائه جزءا من اسهم بنك الجنوب عام 2005 مؤكدا انه حصل حينها على قرض من بنك خاص لتمويل هذه العملية وليس من بنك الجنوب نفسه الذي كان غارقا حينها في الديون.

يذكر ان صخر الماطري سليل اسرة عريقة في عالمي السياسة والمال في تونس انجبت محمود الماطري عم والده، وهو اول رئيس للحزب الحر الدستوري الجديد الذي تأسس سنة 1934 وكان امينه العام الحبيب بورقيبة اول رئيس لتونس المستقلة. كما ان والده العقيد منصف الماطري كان شارك عام 1962 في محاولة انقلابية حكم عليه اثرها بالاعدام قبل ان يعفو عنه بورقيبة بتدخل من زوجته وسيلة بن عمار. وهو عضو منذ 2005 بمجلس المستشارين (الشيوخ).

وبدأ صخر مسيرته السياسية قبل خمس سنوات رئيسا لاحدى شعب الحزب الحاكم في الضاحية الشمالية للعاصمة واصبح عضوا في لجنته المركزية اثر مؤتمره الاخير في آب/اغسطس 2008. وازاء تزايد التخمينات بشأن دور مستقبلي له في السلطة في تونس، اكد بوضوح quot;ليست لدي طموحات في الحكومةquot;.