يستعد الجيش الأميركي للانسحاب بشكل كامل من العراق عام 2012، بينما يجري تحويل القوات التي تنسحب من هناك الآن للمشاركة في حرب أفغانستان.
مطار قندهار (أفغانستان):يتطلع كثير من الجنود الاميركيين الى الانضمام للحرب في افغانستان في ظل احباطهم من تراجع دورهم العسكري في العراق مع تسليم المسؤولية لقوات الامن العراقية.
غير أنهم حين يصلون الى هناك يصاب البعض بصدمة بسبب العنف المتصاعد والظروف القاسية نسبيا.
وانخفضت وتيرة العنف بشدة في العراق خلال العامين الماضيين ويواصل الجيش الاميركي سحب جنوده ومعداته قبل انسحابه الكامل بحلول عام 2012. ويجري تحويل الكثير من قوات وعتاد الجيش الاميركي الى افغانستان حيث قفز معدل الخسائر البشرية بين قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في الاشهر القليلة الماضية.
ومع مقتل 53 جنديا حتى 29 اكتوبر تشرين الاول أصبح الشهر الماضي الاكثر دموية للقوات الاميركية في افغانستان منذ بدء الحرب ضد طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة قبل ثماني سنوات.
وقال السارجنت بيتر دازو من سلاح المدفعية متحدثا في قاعدة جوية أميركية بالكويت quot;أتطلع الى الاشتباك مع العدو بشكل حاسم وتدميره. افغانستان الان هي محور التركيز وهذا هو المكان الذي ينبغي أن نكون فيه.quot;
وقال اخرون كانوا بانتظار أن تقلهم طائرة قبل الفجر الى افغانستان انهم سيسعدهم استخدام مهاراتهم القتالية.
وانسحبت القوات الاميركية المقاتلة من المراكز الحضرية بالعراق في يونيو حزيران بموجب اتفاق امني أبرم بين الولايات المتحدة والعراق يتضمن ايضا الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011. وتتولى قوات الامن العراقية المسؤولية حيث تمضي القوات الاميركية مزيدا من الوقت في القواعد.
وقال الكوربورال جيسون فارني quot;في افغانستان سوف أستطيع القيام بعملي. العمل بالعراق لا يلائم جنديا بالمشاة.quot;
وانخفضت حدة أعمال العنف الطائفية التي سببها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق لكن التفجيرات وحوادث اطلاق النيران لا تزال شائعة. وأسفر تفجير انتحاري مزدوج عن مقتل 155 شخصا في بغداد الاسبوع الماضي غير أن عدد القتلى في صفوف القوات الاميركية انخفض انخفاضا قياسيا في الاشهر الاخيرة.
وتبددت السعادة بمغادرة العراق من اجل مزيد من العمل في افغانستان سريعا بالنسبة لكتيبة اميركية بعد سقوط عدد من القتلى منذ بدأ جنودها الوصول الى قندهار في ابريل نيسان.
وتشعر وحدة خبراء المفرقعات التي تطهر الطرق من القنابل والمتفجرات الاخرى بعد فقدان 11 عضوا بالصدمة وقد أقيم نصب تذكاري للقتلى في مقرها الذي بني مؤخرا في مطار قندهار.
وقال السارجنت مارشال رايت quot;كان الامر جيدا في البداية وكان آخذا في التحسن بينما كنا نستعد للقيام بعملنا. لكن مع استمرار المهام بدأنا نفقد اشخاصا. اشخاص كنا نعمل معهم ونمزح معهم رحلوا.quot;
وقال اللفتنانت ماثيو فيتزجيبون ان الوحدة أحدثت أثرا في افغانستان اكبر بكثير مما كانت ستحققه في العراق لكن الروح المعنوية منخفضة.
وأضاف أن احدى فصائل الكتيبة سحبت من على الجبهة مؤخرا بعد أن قتل أربعة من افرادها في انفجار قنبلة على جانب طريق.
وقال quot;من الواضح أن الروح المعنوية انخفضت. اي شخص لا يشعر بالاحباط بشأن فقد زميل لا يحتاج الا لبعض الوقت الاضافي كي ينظر الى الصورة الكبيرة.quot;
ولا يمكن مقارنة المنشآت في مطار قندهار وهو مركز النقل الجوي الرئيسي لحلف شمال الاطلسي في افغانستان ومقر نحو 20 الف جندي ومتعاقد بمعظم القواعد الاميركية الكبيرة بالعراق التي تشبه بلدات صغيرة.
وتشتهر قاعات الطعام بالقواعد الاميركية في العراق بتقديم الايس كريم ( البوظة) فضلا عن الحلويات الفاخرة. وهناك انشطة ترفيهية مثل العاب الفيديو وبطولات البوكر الى جانب مراكز التسوق الكبيرة.
ويجري تقليل حجم المنشآت المحدودة بالفعل في افغانستان بموجب خطة وضعها الجنرال الاميركي ستانلي مكريستال قائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان لتحسين عمليات الامداد والحد من تشتت للقوات.
وتمضي قوة خبراء المفرقعات التي كانت ذات يوم متمركزة في قاعدة كبيرة بالعراق الان أياما في مواقع نائية على الجبهة بافغانستان. وقد بنت مقرها في قندهار بعد أن وجدت المبنى الذي خصص لها مليئا بالخشب المتعفن والقوارض.quot;
التعليقات