إيران مستعدة لجولة محادثات جديدة في فيينا

بريطانيا وروسيا تطالبان ايران برد سريع حول الاتفاق

طهران: إعتبارات فنية واقتصادية على مسودة الاتفاق

فيما أعلنت إيران إستعدادها لعقد إجتماع دولي جديد في فيينا طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بسرعة الرد على اقتراحه بشان تخصيب اليورانيوم.

نيويورك: طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مجددا الاثنين إيران بسرعة الرد على اقتراحه بشان تخصيب اليورانيوم، وذلك في كلمة القاها في مقر الامم المتحدة. وأعلنت إيران استعدادها لعقد اجتماع دولي جديد في فيينا لبحث قضية الحصول على وقود نووي لمفاعلها للابحاث، وذلك وسط مزيد من المطالبات الدولية بتقديم ردها في شان مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال علي اصغر سلطانية ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما نقلت عنه وكالة الانباء الإيرانية الرسمية quot;نحن على استعداد للقاء جديد في فيينا بشان تزويد مفاعل طهران للابحاث بالوقودquot;. واضاف من فيينا quot;نحن مستعدون لجولة جديدة من المفاوضات الفنية بهدف التاكد من ان تساؤلاتنا حول نقاط فنية سيتم اخذها في الاعتبار، وخصوصا قضية الضمانات حول تسليم الوقودquot;.

واوضح ان المفاوضين الإيرانيين مستعدون لعقد هذا الاجتماع quot;في اسرع وقت في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فييناquot;. ولتهدئة القلق حيال البرنامج النووي الإيراني، اقترحت الوكالة الذرية في 21 تشرين الاول/اكتوبر مشروع اتفاق يلحظ ان تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم الضعيف التخصيب في الخارج للحصول على وقود لمفاعلها للابحاث في طهران.

ووافقت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على مشروع الاتفاق، لكن طهران لم تعلن حتى الان موافقتها عليه كما لم ترفضه. واعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الموجود في كوالالمبور (ماليزيا) ان إيران quot;درست الاقتراح (لكن لديها) بعض الملاحظات الفنية والاقتصادية حولهquot;. وقال quot;قبل يومين، سلمنا ملاحظاتنا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اذا يمكن تماما تشكيل لجنة فنية لاعادة النظر في مختلف المسائلquot;.

وبحسب دبلوماسيين غربيين، يقضي المشروع الاولي للوكالة الذرية بان تسلم إيران قبل نهاية 2009 ما مقداره 1200 كلغ من اصل 1500 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه (بنسبة تقل عن خمسة في المئة) لتقوم روسيا بتخصيبه الى نسبة 19,75 في المئة، على ان تتولى فرنسا تحويله الى quot;قضبان نوويةquot; لاستخدامه في مفاعل الابحاث في طهران الذي يعمل باشراف الوكالة الذرية.

وارتفعت اصوات عدة في طهران تنتقد تسليم طهران القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم، ودعا بعض المسؤولين الى ان تقوم إيران بشراء وقودها النووي بدل ان تقايضه بقسم من اليورانيوم الذي تملكه. وقال سلطانية الاثنين quot;نحن مستعدون لشراء الوقود من اي جهة كانت، كما سبق ان فعلنا قبل عشرين عاما مع الارجنتين، باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (...) المسالة الرئيسية تتمثل في ضمان الحصول على الوقودquot;.

وطلب ان ياخذ الاتفاق quot;التساؤلات الفنيةquot; في الاعتبار. ولكن لا يزال غير واضح ما اذا كانت تصريحات سلطانية تعني ان طهران تخلت عن فكرة تخصيب اليورانيوم من جانب طرف ثالث. واعلنت الوكالة الذرية الخميس انها تسلمت quot;ردا اولياquot; من إيران على مشروع الاتفاق. لكن الجمهورية الاسلامية طالبت باجراء مزيد من المفاوضات حول المشروع.

واعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي يزور موسكو الاثنين ان روسيا وبريطانيا تريدان quot;ردا سريعاquot; من جانب إيران. وقال نظيره الروسي سيرغي لافروف انه ينتظر ردا ايجابيا من طهران. كذلك، طالبت باريس وواشنطن برد في اسرع وقت، واكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان لصبر المجتمع الدولي quot;حدوداquot;.

وتسعى الدول الغربية عبر مشروع الوكالة الذرية الى اخراج سبعين في المئة من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 في المئة من إيران، في ظل مخاوف هذه الدول من سعي إيران الى استخدام هذا اليورانيوم لتصنيع القنبلة النووية. وقضية اليورانيوم ترتدي طابعا مركزيا في الازمة بين طهران والقوى الكبرى، فاذا كانت هذه المادة الضعيفة التخصيب تستخدم في المحطات النووية، فان تخصيبها بنسبة تسعين في المئة يتيح استخدامها لتصنيع سلاح نووي.