فيينا: استبعدت مندوبة الجزائر ورئيسة مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية طاووس فيروخي أن يتم اليوم انتخاب أي من المرشحين الخمسة لمنصب المدير العام للوكالة. ورأت السفيرة فيروخي أن عملية الانتخاب لخلافة المدير العام الحالي محمد البرادعي الذي ستنتهي ولايته الثالثة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2009، أصبحت أكثر تعقيداً نظرا لأجواء الانقسام السائدة بين رؤساء المجموعات الجغرافية وبين أعضاء مجلس المحافظين (35 دولة)، والمؤشرات التي تؤكد عدم التوصل إلى حلٍ توافقي حتى الآن.

وأوضحت فيروخي قبل بدء الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس المحافظين قبل ظهر اليوم أنها قررت الدعوة إلى اجتماع طارئ في التاسع من شهر حزيران/يونيو المقبل، على أن يخصص فقط لاجراء انتخاب مدير عام جديد قد يكون أحد المرشحين الخمسة.

وأعربت رئيسة مجلس المحافظين عن اعتقادها أنه في حال عدم حصول أي من المرشحين الخمسة على أغلبية الثلثين (24 صوتاً من أصل 35 صوتاً)، فإن المجلس سيدخل في مأزق قانوني بحيث يتم إحالة البند المتعلق بانتخاب مدير عام جديد إلى المؤتمر العام الذي يمثل أعلى سلطة في الوكالة الذرية، والمقرر انعقاده في منتصف شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك في مبادرة تهدف إلى انتخاب أو تعيين مدير عام جديد، كما جرى في حالات سابقة.

ولكن رئيسة مجلس المحافظين تعهدت بأن لا يحصل مثل هذا المأزق خلال فترة رئاستها للمجلس، وأكدت أنها ستباشر اعتباراً من اليوم سلسلة مشاورات دبلوماسية مع رؤساء المجموعات الجغرافية ومندوبي الدول الأعضاء في المجلس من أجل التوصل إلى حل توافقي على أحد المرشحين الاثنين الذين سيحصلان على أعلى معدل من الأصوات خلال الاجتماع الطارئ في التاسع من شهر حزيران/يونيو المقبل.

وأوضحت السفيرة فيروخي أن اجتماع مجلس المحافظين اليوم هو اجتماع غير رسمي ومفتوح أمام مندوبي جميع الدول الاعضاء في الوكالة الذرية، ولكنه سيكون مغلقاً بالنسبة إلى الصحافيين والمراسلين. وأشارت إلى أن المجلس سيعطي الفرصة أمام كل مرشح من المرشحين الخمسة لاستعراض برنامجه في حال فوزه بمنصب المدير العام، على أن يتلو القاء الكلمات التي ستكون قصيرة ومقتضبة، نقاش شامل ومكثف بين أعضاء المجلس والمرشحين الخمسة حول تطبيق برنامج عمله في الوكالة الذرية.

كما اعتبرت مندوبة الجزائر أن اجتماع مجلس المحافظين اليوم يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو انتخاب مدير عام جديد للوكالة الذرية يحظى بتوافق الآراء، ومن هذا المنطلق تعهدت بعدم إحالة البند المتعلق بانتخاب المدير العام العتيد إلى المؤتمر العام المقبل، ولكنها استدرت بقولها quot;في الواقع، إن الدلائل تشير إلى أن كافة الاحتمالات ما تزال واردة، وهناك سوابق كما حصل في العام 1961 عندما انتخب المؤتمر العام، العالم الفيزيائي السويدي سيغفارد إكلوند مديراً عاماًquot;. كما استبعدت رئيسة مجلس المحافظين إحالة البند المتعلق بانتخاب المدير العام إلى اجتماع المجلس المقرر خلال الفترة من 15 حزيران/يونيو إلى 19 منه، لأنه سيناقش سلسلة قضايا تتعلق بالميزانية العامة وتحضير جدول أعمال المؤتمر العام المقرر في منتصف شهر أيلول/سبتمبر 2009، على حد وصفها.

من جهة ثانية، رأى مندوب العراق السفير طارق عقراوي أنه في حالة فشل مجلس المحافظين في التوصل إلى حل توافقي بشأن انتخاب أي من المرشحين الخمسة لمنصب المدير العام للوكالة الذرية خلال اجتماعه اليوم، وخلال اجتماعه الطارئ في التاسع من شهر حزيران/يونيو المقبل، فإنه سيكون لمصلحة المدير العام الحالي البرادعي، حيث يصبح هناك اتجاه قوي نحو إعادة التمديد له لفترة ثالثة كما حصل مع المدير العام السابق السويدي هانز بليكس. وجدير بالذكر أن خمسة مرشحين يتنافسون على خلافة البرادعي هم: المندوب الياباني يوكيا أمانو، ومندوب جنوب أفريقيا عبد الصمد منتي، ومندوب إسبانيا لويس إشافاري، ومندوب سلوفنيا إرنست بيتريتش ومندوب بلجيكا جان بول بونسوليه.