يخوض الجيش الباكستاني معارك ضارية في الشوارع مع مقاتلي طالبان في محاولة لإخراجهم من المعاقل التي يسيطرون عليها.

اسلام اباد: وقال الجيش الباكستاني إن جنوده يخوضون معارك ضارية في الشوارع اليوم الأربعاء بينما يقتحمون قاعدة كبيرة لحركة طالبان في معقل المتشددين بوزيرستان الجنوبية. وبدأ الجيش يوم 17 أكتوبر تشرين الأول هجوما بهدف القضاء على متشددي طالبان الباكستانية والحاق الهزيمة بهم في منطقة قبائل البشتون المضطربة الواقعة على الحدود مع أفغانستان.

وتصاعد القتال في الايام القليلة الماضية بعدما اقتحمت القوات الباكستانية ثلاث قواعد رئيسية للمتشددين هي ساراروغا ومكين ولادا في اطار هجومها الذي يستند الى ثلاثة محاور. وقال الجيش ان الجنود سيطروا على quot;جزء كبيرquot; من ساراروغا واقتحموا لادا أيضا.

وأضاف في بيان quot;دخلت قوات الامن بلدة لادا المعقل المهم للارهابيين. هناك اشتباكات ضارية في الشوارع.quot; واصبحت وزيرستان الجنوبية ببيئتها الوعرة التي تتكون بالاساس من جبال قاحلة ووديان مخفية مركزا عالميا للتشدد الاسلامي ويعتقد ان كثيرا من مقاتلي القاعدة الاجانب يتمركزون فيها الى جانب الاف المتمردين الباكستانيين.

ويضغط الجيش على المتشددين لاخراجهم من معاقلهم لكنهم ردوا بتصعيد الهجمات التفجيرية على أهداف في الحضر. ويقول مسؤولو أمن ان quot;هيكل القيادة والتحكمquot; للمتشددين موجود في القواعد الثلاثة وانهم يتوقعون مقاومة شرسة من مقاتلي طالبان.

وذكرالجيش مطلع الاسبوع أن القوات الحكومية اقتحمت مكين من ثلاثة اتجاهات. وسيكون سقوط القواعد الثلاثة انتكاسه كبيرة لطالبان لكن محللين أمنيين يقولون ان المتشددين قد يعززون هجماتهم في البلدات والمدن للضغط على الحكومة ومحاولة احباط مسعاها.

وقتل أكثر من مئة شخص غالبيتهم من النساء في انفجار سيارة ملغومة في سوق بمدينة بيشاور شمال غرب باكستان في أدمى هجوم تشهده باكستان منذ عامين. وقتل 35 شخصا في هجوم انتحاري أمام بنك في مدينة راوالبندي يوم
وقال الجيش الباكستاني بعد ظهر يوم الاربعاء ان 30 متشددا قتلوا في وزيرستان الجنوبية خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوفهم الى 394 شخصا خلال 19 يوما. وقالت أرقام حكومية ان 39 جنديا قتلوا في الهجوم لكن لا يوجد تأكيد مستقل لاعداد القتلى حيث يمنع الصحفيون والمحققون الاخرون من زيارة مناطق القتال.

وتراقب الولايات المتحدة وقوى أخرى لها قوات في افغانستان المجاورة الهجوم العسكري عن كثب اذ اصبحت المنطقة الحدودية ملاذا لجماعات متمردة من البلدين. وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الثلاثاء أن غالبية الباكستانيين يؤيدون الهجوم في وزيرستان الجنوبية رغم أن عدد من يحملون الولايات المتحدة مسؤولية العنف منهم يفوق عدد من يلقون باللائمة على طالبان.

ويتشكك الكثير من الباكستانيين في تأييد الحكومة للحملة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب وتبنى الكثير لفترة طويلة موقفا معارضا للعمل العسكري ضد الاسلاميين. لكن محللين سياسيين يقولون ان التفجيرات العديدة في البلدات والمدن الباكستانية خلال الشهور الاخيرة أقنعت الكثيرين بضرورة ذلك.