تعهد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بالعمل على استئصال الفساد في البلاد ومد يده إلى متمردي طالبان مطلقاً بذلك برنامجه لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات.

كابول: رفضت حركة طالبان اليوم الثلاثاء عرض الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي اعيد انتخابه الاثنين، معتبرة ان ندءاه الموجه الى quot;الاشقاء في طالبانquot; مجرد quot;كلام فارغ من اي مضمونquot;. لكن حركة طالبان اعتبرت في رد فعلها ان كرزاي ليس سوى quot;العوبةquot; في يد القوى الغربية التي اتخذت قرار الغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وحرص كرزاي الذي يتعرض لضغوط من الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الفساد ومن قادة العالم لتوحيد البلاد، على توجيه تعهدات بهذا الصدد في اول ظهور علني له منذ ان اعلنته السلطات الانتخابية رئيسا الاثنين. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي حضره نائبه محمد قاسم فهيم المتهم بتجاوزات في مجال حقوق الانسان ان quot;السلام سيكون ممكنا حين يتحد كل الافغان ويتحدثون بصوت واحد ويعملون معا على تشكيل حكومة وحدة تمثل كل الافغانquot;.

واضاف quot;سنحاول احلال السلام في كافة انحاء البلاد في اسرع وقت ممكن، وندعو اشقاءنا من طالبان لكي يعودوا الى افغانستان وبهذا الصدد نحن نطلب مساعدة وتعاون المجموعة الدوليةquot;. وتقول كابول ان ابرز قادة طالبان لجأوا الى باكستان المجاورة.

وكان حميد كرزاي عرض عدة مرات على الملا عمر القائد الاعلى لطالبان ومسؤولين اخرين من المتمردين الانضمام الى العملية السياسية مع ضمان امنهم ازاء القوة الدولية لكن بدون جدوى. وتشهد افغانستان تمردا لحركة طالبان التي اطيح بها من السلطة في نهاية 2001 رغم انتشار حوالى مئة الف جندي اجنبي في البلاد.

من جانب اخر وعد الرئيس الجديد بquot;استئصالquot; الفساد المستشري في الحكومة والسلطات المحلية الافغانية على اعلى المستويات وهو مطلب للدول الغربية. وقال كرزاي quot;الفساد شوه صورة افغانستان، وحكومتنا شوهت صورتها من جراء الفساد. سنستخدم كل الوسائل اللازمة لاستئصال هذه الوصمةquot;. واضاف quot;سنحاول ان نثبت للامة الافغانية والعالم ان الافغان صادقين في جهودهم وانهم سينجحونquot;.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا الاثنين كرزاي الى quot;بذل المزيد من الجهودquot; في مكافحة الفساد. وقال اوباما انه ابلغ كرزاي في اتصال هاتفي quot;ان هذه المرحلة يجب ان تكون بداية كتابة فصل جديد يستند على اساس تحسين ادارة الحكمquot;. واشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الى ان ادارة اوباما تحث كرزاي على تشكيل لجنة لمكافحة الفساد ترسي quot;محاسبة صارمةquot; لمسؤولي الحكومات المحلية والوطنية.

واعلن كرزاي رئيسا لافغانستان الاثنين لولاية ثانية من خمس سنوات بعدما الغت اللجنة الانتخابية في البلاد الدورة الثانية اثر انسحاب منافسه وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله من السباق. وقال كرزاي quot;كنا نامل، وكان ذلك ليكون افضل لبلادنا وللعملية الديموقراطية ولجميعنا، ان يشارك شقيقنا الدكتور عبد الله في الدورة الثانية وان تنظم الدورة الثانيةquot;.

واضاف quot;ذلك ما كنا نرغب بهquot;. وكان عبد الله اشار الى مخاوف من حصول تزوير مثل ذلك الذي شهدته الدورة الاولى والذي ادى الى الغاء ربع بطاقات الاقتراع لتبرير قراره الانسحاب من السباق الرئاسي. وتواصلت ردود الفعل على اعادة انتخاب كرزاي رئيسا. وجاء في بيان اصدرته حركة طالبان ان quot;الغاء الدورة الثانية من الانتخابات اظهر ان القرارات المتعلقة بافغانستان تتخذ في واشنطن ولندن فيما يتم الاعلان في كابولquot;.

واضاف البيان quot;الامر المستغرب هو انه قبل اسبوعين كانوا يقولون ان الرئيس الالعوبة حميد كرزاي ضالع في تزوير انتخابي ... لكن الان انتخب رئيسا استنادا الى نفس الاصوات المزورة فيما وجهت له واشنطن ولندن على الفور التهانيquot;. وفي بروكسل وجه الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الثلاثاء التهاني للرئيس الافغاني.

وقال راسموسن في بيان quot;اهنىء الرئيس كرزايquot; مشيرا الى ان quot;حلف شمال الاطلسي سيواصل تقديم دعمه للحكومة والشعب الافغانيين بهدف مساعدتهما على تامين مستقبل افضل واكثر امانا بما يشمل تشجيعهما على احراز تقدم اكبر في مجال حسن الادارة ومكافحة الفسادquot;.

كما هنأت الصين الثلاثاء الرئيس كرزاي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوجو quot;نحترم خيار الشعب الافغاني، ونوجه التهاني لكرزاي على انتخابه رئيسا لافغانستانquot;. واضاف quot;نامل بصدق ان تتمكن افغانستان من تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في اسرع وقت ممكنquot;.