بعد مظاهرات إحياء ذكرى اقتحام السفارة الأميركية، عاد المتشددون من المحافظين يطالبون باعتقال زعماء الإصلاح، رغم محاولات الاعلام الرسمي التقليل من أهمية مشاركة أنصار الاصلاحيين في المظاهرات، فيما طالب الاصلاحيون بتشكيل quot;حكومة خضراءquot;.

طهران: هاجمت صحيفة quot;كيهانquot; المتشددة الزعيمين الاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بسبب دعمهما المتظاهرين وأكدت اعتقال قيادات طلابية بارزة خلال المظاهرات. واعتبرت quot;كيهانquot; أن الاعتقالات هي الأكثر تأثيراً في الحركة الاصلاحية، لكن مواقع الإصلاحيين شددت على أن هذه الاعتقالات لا تزيدهم الا إصراراً على مواصلة الاحتجاجات في المناسبات المقبلة، وهم بدأوا يعبئون لمظاهرات جديدة في يوم الطالب، بعد شهر تقريباً ويطالبون بتشكيل quot;حكومة خضراءquot;.

ويرى الإصلاحيون أن حجم المشاركة في المظاهرات، وطريقة تحدي المتظاهرين أساليب القمع، وشعاراتهم، من شأنها أن تشجع على اللجوء مرة أخرى الى خيار الشارع مهما كانت التكاليف. ويرى خبراء أن هذه المظاهرات من شأنها أن تكرس الانقسام داخل نظام الجمهورية الاسلامية، وتعمّق الهوة بين الشارع والسلطة.

يذكر ان الشرطة الايرانية التي انتشرت باعداد غفيرة في شوارع طهران الاربعاء استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق الاف من انصار المعارضة كانوا يحاولون التجمع في وسط العاصمة. واكد الشهود ان عددا من المتظاهرين اعتقلوا او اصيبوا بجروح خلال الصدامات التي استمرت لساعات بينهم وبين القوى الامنية، والتي انتهت عند الظهيرة باخلاء المتظاهرين الشوارع باستثناء قلة قليلة منهم كانت حتى بعد الظهر لا تزال موزعة في الشوارع المؤدية الى وسط العاصمة.

ورغم قرار السلطات حظر تظاهرتهم نزل انصار المعارضة التي تطعن بفوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية في حزيران/يونيو، الى الشارع مغتنمين فرصة تنظيم السلطات هذا التجمع الرسمي المناهض للولايات المتحدة. واورد موقع الكتروني للمعارضة الايرانية ان مهدي كروبي، احد قادة المعارضة، تعرض للضرب على ايدي انصار النظام خلال تظاهرة في طهران ما اضطره الى مغادرة المكان تحت حماية حراسه الشخصيين. ولم يورد الموقع تفاصيل اخرى.

واثارت الانتخابات، التي طعنت المعارضة بنزاهتها ورفضت الاعتراف بنتائجها، اعنف ازمة سياسية شهدتها ايران منذ قيام الثورة عام 1979، وتخللتها اضطرابات ادت الى مقتل العشرات واعتقال حوالى 4000 شخصا.