طهران: قررت السلطات الإيرانية منع رئيس مجلس الخبراء في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني من إمامة صلاة الجمعة غدًا والتي توافق quot;يوم القدسquot; الذي يقام سنويًا دعمًا للفلسطينيين، حيث من المتوقع أن يتحول هذا العام إلى مناسبة لقادة المعارضة للخروج إلى الشارع مع آلاف الإيرانيين،بهدف التعبير عن احتجاجاهم على نتائج الانتخابات الإيرانية. وفي محاولة لإنهاء حركة الاحتجاجات قررت السلطات أن يحل رجل الدين المتشدد آية الله أحمد خاتمي محل رفسنجاني الذي عادة ما يؤم الصلاة quot;يوم القدسquot;، وذلك بسبب مخاوف من أن تؤدي إمامة رفسنجاني للصلاة إلى تشجيع الإصلاحيين على الخروج بأعداد أكبر.

ودعم رفسنجاني خلال الأزمة الإيرانية التي عقبت الانتخابات المعارضة الإصلاحية. وعلى الرغم من تحذيرات السلطات وتهديداتها فإن آلاف المؤيدين للحركة الإصلاحية أكدوا أنهم سيتظاهرون يوم 18 سبتمبر / أيلول ضد الانتخابات ونتائجها وما تعرض له المعتقلون في السجون من انتهاكات وتعذيب. وقد يستفيد الإصلاحيون من صعوبة تحكم السلطات في الوضع الأمني، إذ سيصعب على السلطات التفريق بين مؤيدي الحكومة الذين يتجهون غالبًا إلى الشارع في يوم القدس وبين مؤيدي الحركة الإصلاحية.

وقال موقع quot;نيوجكامبquot; الإصلاحي في بيان له أمس: quot;منعوا رفسنجاني من إمامة صلاة الجمعة بسبب خوفهم منه. هذه الخطوة السيئة سوف تؤدي إلى رد مناسب من الشعب الإيرانيquot;. ويشير إقصاء رفسنجاني من صلاة الجمعة يوم القدس إلى استمرار الخلافات بينه وبين النخبة الحاكمة في إيران، خصوصا المقربين من الرئيس محمود أحمدي نجاد. وكان محافظون قد دعوا إلى اعتقال مهدي رفسنجاني، ابن رفسنجاني، بدعوي استمرار عمله ودعمه للحركة الإصلاحية بقيادة مير حسين موسوي.

هذا وأعلن قادة المعارضة الثلاثة البارزون مشاركتهم في يوم القدس. وعبر مير حسين موسوي (معتدل) الذي احتل المرتبة الثانية بعد المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو، والمرشح الاخر الذي هزم في الانتخابات مهدي كروبي (اصلاحي) وكذلك الرئيس السابق محمد خاتمي (اصلاحي) عن نيتهم في المشاركة في التجمع.

وسينظم التجمع لمناسبة يوم القدس السنوي الذي اعلنه الامام الخميني مع بداية الثورة الاسلامية في 1979. وتجري هذه التظاهرة في اخر يوم جمعة من شهر رمضان. وسيكون اول تجمع مهم منذ ان تحدى الاف المتظاهرين تحذيرات الحكومة من النزول الى الشارع في التاسع من تموز/يوليو لاحياء ذكرى الاضطرابات الطلابية في 1999. واعلن مكتب زعيم حركة المعارضة ان quot;يوم القدس هو احياء لذكرى الراحل الامام الخميني وتمثل يوم الاسلام. وسيشارك (موسوي) في التجمع الى جانب الشعبquot;.

ويستمر موسوي في رفضه اعادة انتخاب احمدي نجاد بحجة حصول عمليات تزوير كثيفة. وفي الايام التي تلت الانتخابات قمعت السلطات بشدة حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة في الجمهورية الاسلامية. واوقف اربعة الاف شخص على الاقل لا يزال نحو 150 منهم قيد الاعتقال او تجري محاكمتهم بينهم رجال سياسة اصلاحيون وناشطون وكذلك موظفون في السفارتين البريطانية والفرنسية.

وقتل 36 شخصًا في اعمال العنف التي تلت الانتخابات بحسب حصيلة رسمية، بينما تتحدث المعارضة عن 72 قتيلاً. وفي الاسابيع الاخيرة احكمت السلطات الطوق على المعارضة فاغلقت مكاتب معارضين واوقفت بعض المقربين منهم او مناصرين لهم. وسيشارك خاتمي الذي تولى الرئاسة من 1997 الى 2005، ودعم ترشيح موسوي في الاقتراع الرئاسي الاخير، في تظاهرة يوم القدس بحسب مسؤول في مكتبه.

وسيتوجه الرئيس احمدي نجاد الى المتظاهرين الجمعة. وستتبع كلمته خطبة رجل الدين المحافظ احمد خاتمي لمناسبة الصلاة في جامعة طهران كما ذكرت وكالة الانباء فارس. ولا يعرف حتى الان ما اذا كان المعارضون يعتزمون اغتنام فرصة تظاهرة القدس للاحتجاج مجددا على فوز احمدي نجاد او انهم مزمعون على احترام توجيهات السلطات.

وكان خلف الامام الخميس المرشد الاعلى علي خامنئي وجه الاسبوع الماضي تحذيرا الى الإيرانيين وطلب منهم الامتناع عن تحويل التجمع الى امر اخر غير تظاهرة دعم للفلسطينيين. كما حذرت الشرطة من انها ستمنع اي تظاهرة معادية للسلطة. وقال الجنرال اسماعيل احمدي مقدم quot;ان يوم القدس مقرر لدعم حقوق الفلسطينيين ويجب ألا يحول لغايات سياسيةquot;.

إلى ذلك تم توقيف عدد كبير من أقارب آية الله العظمى حسين علي منتظري في الأيام الأخيرة، على ما أوردت الصحف الإيرانية أمس. ونقلت صحيفة quot;اعتمادquot; اليومية الإصلاحية عن أحمد نجل منتظري قوله: quot;تم توقيف أولادي الثلاثة يوم الاثنين من قِبل أشخاص لديهم مذكرة من محكمة خاصة لرجال الدين في قمquot; جنوب طهران. وأضاف أن السلطات وقفت أبناء حسين موسوي تبريزي الذي يقود مجموعة رجال الدين الإصلاحيين في قم إضافة إلى رجل دين عرفته بأنه آية الله ناظم وهو أيضا من أقارب منتظري. وأضاف أحمد منتظري أن أغلب الأشخاص الذين تم توقيفهم في العشرين من العمر.

وحسين علي منتظري وهو في أعلى رتبة دينية في المرجعية الإيرانية الشيعية، كان أحد أول منتقدي السلطات لإدارتها للاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابات 12 يونيو (حزيران) 2009. وبحسب حصيلة رسمية قُتل 36 شخصًا في تلك الاضطرابات في حين تقول المعارضة أن عدد القتلى بلغ 72 شخصًا. وطلب منتظري من مراجع التقليد الدينية في قم يوم الاثنين الماضي التنديد بمحاكمة المتظاهرين وبأعمال العنف المرتكبة في السجون، كما انتقد السلطات الإيرانية، واصفا إياها بـquot;النظام العسكريquot;.