نضال وتد من تل أبيب: نجحت المخابرات في الإمارات العربية المتحدة في إحباط خطة لتفجير أعلى بناية في العالم، quot;برج دبيquot;، التي يشتبه بأنها وضعت وحيكت في طهران. وتقول صحيفة معاريف الاسرائيلية في تقرير نشر يوم الثلاثاء انه قد اعتقل حتى الآن ثمانية مشتبه فيهم، يحملون جنسيات عربية مختلفة، فيما تفرض حكومة دبي تعتيماً كاملاً على القضية، وترفض الكشف عن أية تفاصيل عنها. وكان من المفترض أن تكون هذه العملية، quot;11 سبتمبرquot; العرب، لكن الحظ ابتسم في وجه الضحايا المستهدفين.
وتكشف المعلومات، التي وصلت لمعاريف من جهات غربية، للمرة الأولى، تفاصيل العملية الكبرى التي أنتجها حرس الثورة الإيراني. ويتضح من التفاصيل أنه عثر لدى القبض على أفراد الشبكة بحوزتهم على متفجرات بكميات تصل إلى أطنان عدة، وأحزمة ناسفة جاهزة للتفجير، وكميات كبيرة من البنادق الأوتوماتيكية، كانت أرسلت جواً من إيران. كما يتضح من مجريات التحقيق أنه، إضافة إلى ذلك، فقد خططت الشبكة لمهاجمة قاعدة عسكرية على أراضي الإمارات العربية المتحدة.
ومن المزمع أن يدشّن برج دبي في مراسم رسمية في الثاني من ديسمبر 2009، بعد ست سنوات من البناء. ويصل ارتفاع البرج إلى 818 متراً عن سطح الأرض، وهو مكوّن من 160 طبقة، ومعد للسكن والتجارة والترفيه. وقد صمّم وجرى بناؤه على يد شركة quot;إعمارquot; الإمارايتة، بكلفة تصل إلى مليار دولار.
وهذا البرج في الواقع هو برج بابل العرب، وكان هدف الشبكة، التي تم اكتشافها، إحباط افتتاحه الرسمي. زوفقاً للمعلومات التي وصلت لمعاريف، فقد جرى اكتشاف المؤامرة قبل شهرين على أثر اعتقال 8 مشتبهين، قُبض على قسم منهم في إمارة رأس الخيمة، وهي واحدة من سبع إمارات تشكل دولة الإمارات، أما الآخرون فقبض عليهم في مدينة خورفكان في إمارة الشارقة.
وبعد التحقيق مع المشتبه بهم بصورة جذرية وأساسية، اتضح أن لهم علاقات وثيقة تربطهم بحرس الثورة الإيراني. ومن بين المعتقلين الثمانية، ثلاثة من مواطني الإمارات، والباقون سوريون وفلسطينيون. أما المحليون الثلاثة فهم عبد اللطيف محمد، وعبد الله صبلح، وجاسم السويدي. وقد كان المشتبه بهم اعتقلوا جميعاً في سجن أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، وهم رهن التحقيق. كما تم فحص طبيعة علاقات المتهمين مع عضو بلدية خور فاكان، د. محمد منصور، وطارق القاسمي، صهر ولي العهد المتزوج من شقيقته.
وتعتبر إمارة رأس الخيمة، حيث جرى معظم نشاط أفراد الشبكة، مقربة من طهران، خلافاً للسياسة التي يعتمدها الحكم المركزي للإمارات، الذي يملك علاقات باردة مع الإيرانيين. وهي تقع على شاطئ الخليج شمالي الإمارات المتحدة، بالقرب من مضيق هرمز، وتعتبر أقرب منطقة على إيران. أما أميرها الشيخ صقر بن محمد القاسمي، فبسبب مرضه يقوم ابنه، ولي العهد سعود بن صقر بإدارة دفة الإمارة.
وتلاحظ الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة، أن إمارة رأس الخيمة الخاضعة لسيادة الدولة، تتبلور باتجاه تحولها لقاعدة إيرانية، إذ إن حرس الثورة الإيراني اطلقوا خط رحلات جوية مباشرة للطائرات الخفيفة بين طهران وبين إمارة رأس الخيمة، يعمل ثلاث أيام في الأسبوع. وقد تمتعت هذه الطائرات بحصانة، ولم يتم فحص حمولتها عند هبوطها. وعلى أثر ذلك بدأت أجهزة الأمن الإماراتية بالانتباه بصورة أكبر للرحلات الجوية من وإلى طهران.
وبهذه الطريقة، كشفت أجهزة الأمن الإماراتية أن المتهمين الثمانية يقيمون علاقات وثيقة مع جهات عسكرية في طهران، ومع مواطنين إيرانيين، يمكثون داخل الإمارة، وقاموا بفرض مراقبة عليهم. وفي منتصف شهر تموز اكتشفت أجهزة الأمن والمخابرات الإماراتية أن الطائرات الخفيفة، التي وصلت من إيران، كانت محملة بالمتفجرات وبكميات كبيرة.
تخوف من أزمة شديدة في العلاقات بين واشنطن وطهران
واكتشفت المخابرات أن شحنة المتفجرات معنونة للمشتبه بهم الثمانية، فقامت باعتقالهم. وتتواصل التحقيقات في ظروف القضية، ويحتمل أن تقوم السلطات باعتقالات إضافية. وتركز أجهزة المخابرات الإماراتية في تحقيقها على مدى مشاركة وتورط حرس الثورة الإيراني، لكنها تفحص أيضاً احتمالات أن من يقف وراء الشبكة والخطة، منظمة القاعدة أو مجموعات وهابية سعودية متطرفة.
وتخشى حكومة دبي من أن يؤدي الكشف عن القضية إلى أزمة شديدة في العلاقات مع طهران، وأن تعرقل مشروع بالغ الأهمية تم الاتفاق عليه مع واشنطن؛ حيث من المفروض أن يصادق مجلس الشيوخ الأميركي على اتفاق لبيع معلومات وخبرات ذرية للإمارات العربية، للمرة الأولى، لدولة عربية. وتخشى دبي من أن يؤدي الكشف عن القضية، إلى تردد الأميركيين في المساهمة في مشروع حساس ومهم للدولة المعرضة، للوهلة الأولى، لتهديدات إيرانية.
وتتكتم حكومة دبي على تفاصيل القضية، لكن مصادر في أجهزة المخابرات شمروا عن سواعدهم سراً، واعترضوا قبل ثلاثة أسابيع سفينة أرسلت من كوريا الشمالية إلى إيران كانت محملة بأسلحة للجيش الإيراني، خلافاً للحظر الدولي المفروض عليها، وتم احتجاز السفينة، ومصادرة ما على متنها.
ولم تمر أيام عدة على القضية، وإذ بوزارة الداخلية الإماراتية تبدأ بعملية طرد واسعة لمئات من المواطنين الإيرانيين، واللبنانيين، وبالأساس فلسطينيين، بعضهم من رجال الأعمال من أراضيها. وقد نفذت غالبية عمليات الطرد والترحيل في العاصمة دبي، العاصمة الاقتصادية للدولة. ولم يتم تفسير سبب عمليات الطرد، على الرغم من أنها كانت مفاجئة، لكن تم إبلاغ بعض المبعدين أن الخلفية أمنية.
التعليقات