طهرن: أعلن قادة المعارضة الثلاثة البارزون مشاركتهم في تظاهرة كبرى مؤيدة للفلسطينيين تنظم الجمعة في ايران حيث حذرت السلطات من اي احتجاج على حكم الرئيس محمود احمدي نجاد في هذه المناسبة. وعبر مير حسين موسوي (معتدل) الذي احتل المرتبة الثانية بعد المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو، والمرشح الاخر الذي هزم في الانتخابات مهدي كروبي (اصلاحي) وكذلك الرئيس السابق محمد خاتمي (اصلاحي) عن نيتهم في المشاركة في التجمع.

وسينظم التجمع لمناسبة يوم القدس السنوي الذي اعلنه الامام روح الله الخميني مع بداية الثورة الاسلامية في 1979. وتجري هذه التظاهرة في اخر يوم جمعة من شهر رمضان. وسيكون اول تجمع مهم منذ ان تحدى الاف المتظاهرين تحذيرات الحكومة من النزول الى الشارع في التاسع من تموز/يوليو لاحياء ذكرى الاضطرابات الطلابية في 1999. واعلن مكتب زعيم حركة المعارضة ان quot;يوم القدس هو احياء لذكرى الراحل الامام الخميني وتمثل يوم الاسلام. وسيشارك (موسوي) في التجمع الى جانب الشعبquot;.

ويستمر موسوي في رفضه اعادة انتخاب احمدي نجاد بحجة حصول عمليات تزوير كثيفة. وفي الايام التي تلت الانتخابات قمعت السلطات بشدة حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة في الجمهورية الاسلامية. واوقف اربعة الاف شخص على الاقل لا يزال نحو 150 منهم قيد الاعتقال او تجري محاكمتهم بينهم رجال سياسة اصلاحيون وناشطون وكذلك موظفون في السفارتين البريطانية والفرنسية.

وقتل 36 شخصا في اعمال العنف التي تلت الانتخابات بحسب حصيلة رسمية، بينما تتحدث المعارضة عن 72 قتيلا. وفي الاسابيع الاخيرة احكمت السلطات الطوق على المعارضة فاغلقت مكاتب معارضين واوقفت بعض المقربين منهم او مناصرين لهم. وسيشارك خاتمي الذي تولى الرئاسة من 1997 الى 2005، ودعم ترشيح موسوي في الاقتراع الرئاسي الاخير، في تظاهرة يوم القدس بحسب مسؤول في مكتبه.

وقال هذا المسؤول ان quot;فلسطين هي رمز الطغيان (الاسرائيلي) (...) وعلينا ان نكرم هذا اليوم العظيم الذي يشكل الارث الابدي للامام الخميني. وكما في السنوات الماضية سيشارك خاتمي في تجمع يوم القدس الى جانب شعب طهرانquot;. وكان كروبي رئيس مجلس الشورى السابق اول مسؤول في المعارضة يدعو انصاره الى المشاركة بكثافة في التظاهرة.

وسيتوجه الرئيس احمدي نجاد الى المتظاهرين الجمعة. وستتبع كلمته خطبة رجل الدين المحافظ احمد خاتمي لمناسبة الصلاة في جامعة طهران كما ذكرت وكالة الانباء فارس. ولا يعرف حتى الان ما اذا كان المعارضون يعتزمون اغتنام فرصة تظاهرة القدس للاحتجاج مجددا على فوز احمدي نجاد او انهم مزمعون على احترام توجيهات السلطات.

وكان خلف الامام الخميس المرشد الاعلى علي خامنئي وجه الاسبوع الماضي تحذيرا الى الايرانيين وطلب منهم الامتناع عن تحويل التجمع الى امر اخر غير تظاهرة دعم للفلسطينيين. كما حذرت الشرطة من انها ستمنع اي تظاهرة معادية للسلطة. وقال الجنرال اسماعيل احمدي مقدم quot;ان يوم القدس مقرر لدعم حقوق الفلسطينيين ويجب ان لا يحول لغايات سياسيةquot;.