تقع اقليات شمال العراق وخصوصا الاقليات المسيحية ضحايا الصراع الجاري بين العرب والاكراد من اجل السيطرة على منطقة نينوى، وهذه الاقليات في موقع هش بالنزاع

بغداد: اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء ان اقليات شمال العراق وخصوصا الاقليات المسيحية، تقع ضحايا الصراع الجاري بين العرب والاكراد من اجل السيطرة على هذا المنطقة، داعية الى حمايتها.

وذكرت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في تقرير ان هذه الاقليات quot;تستهدف في الصراع الجاري بين العرب والاكراد من اجل السيطرة على الاراضي في منطقة نينوىquot; وعاصمتها الموصل.

والاقليات التي تستهدفها الهجمات والضغوط هي الاقليات المسيحية (550 الفا) واليزيدية (طائفة من عبدة الشيطان، 220 الفا) والشبك (اقلية اتنية، 60 الفا) فضلا عن الاقليتين التركمانية والكردية الكاكائية. وجاء في التقرير ان هذه الاقليات quot;في موقع هش في النزاع القائم بين الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب في بغداد والحكومة الكردستانية الاقليمية للسيطرة على الارضquot;. وتابع التقرير ان quot;واحدة من جبهات المعركة الأساسية في هذا النزاع هي نينوي، ثاني أكبر محافظة في العراق من حيث تعداد السكان، مع تشكيلة فريدة من الأقليات التاريخيةquot;.

واتهمت هيومن رايتس ووتش التي تتخذ مقرا لها في نيويورك، القوات الكردية باللجوء الى quot;التهديدات والترهيب والاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفي بعض الحالات المتطرفة العنف، (..) والتعذيب، لاكراه الأقليات على دعم خطة الحكومة الكردستانية بشأن المناطق المتنازع عليهاquot;. وقالت ان quot;العناصر المتطرفة من صفوف المتمردين شنت هجمات مروعة على الكلدان الأشوريين واليزيديين والشبك ووصموهم بأنهم صليبيون وعبدة شيطان وكفار على التواليquot;، مشيرة الى سقوط مئات القتلى من المدنيين.

ودعت هيومن رايتس ووتش حكومة كردستان الى تعديل دستورها من اجل ان يتم الاعتراف بالشبك واليزيديين quot;كمجموعات اتنية وان تكف فورا عن اعمال الاحتجاز التعسفي بحق النشطاء من الاقليات وان تكف عن قمع المنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تعارض السياسات الكردستانية في المناطق المتنازع عليهاquot;. كما طالبتها بالتحقيق في سلوك الميليشيات الكردية المتهمة بمهاجمة الاقليات.

كذلك جاء في التقرير ان quot;على الحكومة العراقية على مختلف مستوياتها، ومنها المستويين الإقليمي والمحلي، ان تحمي الأقليات، وعليها أن تشرع في التحقيق المستقل لتحديد المسؤول عن تنسيق حملة استهداف المدنيين بالقتلquot;.

ووقعت اعتداءات متزامنة بالشاحنات المفخخة في نينوى في اب/اغسطس 2007 نفذها على ما يبدو اسلاميون من السنة واسفرت عن مقتل اكثر من 400 يزيدي في اعنف هجوم على المدنيين منذ العام 2003.

وفي نهاية 2008 ادت حملة منهجية من اعمال القتل والعنف المحددة الاهداف الى مقتل اربعين مسيحيا ما حمل اكثر من 12 الف مسيحي على مغادرة الموصل. وتتبادل مختلف الطوائف الاتهامات بتحمل مسؤولية هذه الهجمات.

كما استأنف المتمردون الاعتداءات بالقنابل منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن في 30 حزيران/يونيو. وادت الاعتداءات على الاقليات الى سقوط اكثر من 157 قتيلا و500 جريح بين تموز/يوليو وايلول/سبتمبر، بحسب التقرير.