على الحدود السعودية اليمنية لا يكاد المتابع يعلم كيف تسير الأمور، لا بسبب قلة المصادر الإعلامية ولكن بسبب المناورات الكبيرة والكثيرة التي تجري على أرض العمليات أو في فضاء القنوات. في الوقت الذي يخرج فيه الزعيم الحوثي، يحيي الحوثي على شاشات القنوات الفضائية مطالبًا بالتفاهم والحوار ويعلن أن مقاتليه ليسوا في حالة عداء مع السعودية، تنشب في الوقت نفسه معارك على الأرض بين جماعات متسللة وجنود سعوديين تنتهي غالبًا بمقتل جميع المتسللين وأسرهم.

ميدان العمليات يشهد مدًا متسللاً على دفعات صغيرة ولا ينتهي، على الرغم من كلّ الاحتياطات الأمنية، لأن الشريط الحدودي يمتد لـ1500 كلم، ولأن النازحين من اليمن يعبرون باستمرار بحثًا عن قطعة quot;أمنquot;.

الأخبار الواردة اليوم من هناك تقول بأن جماعة من ماتسميهم السعودية بالمتسللين استطاعوا الدخول لإحدى القرى الخالية من سكانها عبر الجبال وهاجموا مركزًا عسكريًا لدوريات المجاهدين (فرقة تابعة لقطاع الأمن العام مهمتها الحراسات على المنشآت المدنية) واشتبكت معهم قبل أن تصل تعزيزات عسكرية وتحاصر المتسللين في إحدى الدور الخالية.

يقول المراقبون حول عمليات التسلل الدائمة quot;إنها لا تعني تكتيكًا عسكريًا بقدر ماهي انتحار جماعي, لا أحد يصدق أن هؤلاء بتسليحهم البسيط وتجهيزهم وتدريبهم البدائي من الممكن أن يشتبكوا مع جيش منظم, بالتأكيد أن الدوافع الغيبية محرك رئيس في هذه التصرفات التي أقل ما يقال عنها بأنها مثل تهافت الحشرات على النارquot;.

ويقول شاهد عيان يمني لإيلاف quot;رأيت في إحدى المعارك بين الجيش اليمني ومجموعة حوثية تحصنوا خلف حائط مسلح وتبادلوا إطلاق النار، فقصفهم الجيش اليمني بقوة حتى سقط جميع الحوثيين قتلى, لكن أحدهم كانت إصابته غير مميتة، فنهض واستقبلهم بسلاحه يريد الموتquot;.

يقول الصينيون القدماء، quot;ينتصر في المعركة أكثر الطرفين كراهية لهاquot;، والأخبار المتتابعة من هناك في جيزان على الحدود السعودية اليمنية تقول إن ثمة طرف لا يمهمه النصر أو الهزيمة بقدر أهمية الموت والذهاب نحو الغيب.

على الأرض، عدد الأسرى الحوثيين في ازدياد وكل يوم تزداد الحصيلة دون قبس يضيء حقيقة أن التسلل سيتوقف على الرغم من تطمينات الحوثيين عبر الإعلام، والجيش السعودي على الرغم من سيطرته على الأوضاع وتعامله القوي معهم إلا أن التعزيزات تتواصل ما ينذر بأن إعلان السعودية تقسيم الحدود لمنطقتين هو ما سيحصل.

المنطقة الأولى هي منطقة القتل كما سماها مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان, والمنطقة الأخرى هي فراغ يمتد عشرات الكليومترات يفصل منطقة القتل عن تواجد الحوثيين, وبذلك تحقق السعودية المطلوب من حملتها القوية ضد من حملتهم مسؤولية قتل جنديين غيلة في أحد المراكز الحدودية قبل أقل أسبوعين.

مستوى العمليات السعودية أخذ تسلل البحر في الحسبان فأكملت البحرية السعودية تأمين حدودها البحرية في البحر الأحمر رغبة في قطع الإمدادات العسكرية الآتية من الخارج ومنعًا لتسلل بحري قد يكون متوقعًا بغرض الالتفاف.

وعلى الجو لا يمكن التسلل, ولكن تأمين الشريط الحدودي يمنع على الأقل تسلل قذائف الهاون والمدافع التي قتلت عائلة سعودية بكاملها في ثاني أيام العمليات.