تحاول تركيا إنهاء الازمة الكردية التي تؤرق البلاد منذ ربع قرن عبر مبادرة يقودها رجب طيب أردوغان.

انقرة: شرع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم في جولة على الاقاليم التركية يسعى من خلالها الى حشد الدعم الشعبي لمبادرته السياسية الرامية لانهاء المعضلة الكردية التي تؤرق البلاد منذ ربع قرن.
واستهل اردوغان جولته باقليم (مالاطيا) بشرقي تركيا المختلط سكانيا مابين مواطنين اتراك واكراد في نطاق حملته السياسية الرامية للترويج لتلك المبادرة المثيرة للجدل التي تواجه منذ طرحها في يوليو الماضي معارضة شديدة من الاحزاب القومية والعلمانية من جهة وتحفظات من الحزب الكردي الوحيد الممثل في البرلمان التركي من جهة اخرى.
وقال اردوغان في حشد من اهالي (مالاطيا) ان حكومته ستواصل جهدها بشكل حثيث لشرح quot;خريطة الطريقquot; امام الشعب التركي اجمع لوضع حد للصراع الدامي الذي خلف حتى الان اكثر من 40 الف قتيل وانها ستعقد لاجل ذلك المؤتمرات والندوات ومنتديات الحوار في كل المدن والمناطق التركية.

واكد ان الجهد الحكومي بهذا الشأن سيتواصل حتى نهاية موسم الربيع المقبل وحتى يتحقق الاجماع الشعبي على المبادرة التي تتوخى من خلال منح حقوق وحريات ثقافية للاقلية الكردية في تركيا حقن الدماء التي فجرها التمردي الكردي في عام 1984.
واضاف ان الصراع مع حزب العمال الكردستاني كلف خزينة البلاد حوالي 300 مليار دولار جاءت من اموال دافعي الضرائب وانه quot;لو تم توفيرها لامكن بناء اكثر من 100 مدرسة وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية للمواطنينquot;.
وهاجم اردوغان المعارضة لرفضها الحلول السلمية مع المتمردين الاكراد متهما اياها بالاستفادة من استمرار اراقة الدماء لتعظيم مصالحها واعمالها التجارية وقال ان quot;ثمة جماعات لا تريد لهذه الحلقة المفرغة ان تنتهيquot;.

ويرى حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة في المبادرة الحكومية مشروعا خطيرا يقسم البلاد ويبرر معارضته لهذه المبادرة بانها تهدد الوحدة الوطنية للشعب التركي الذي لايضم سوى اتراك على حد تعبير رئيس الحزب دينيز بايكال.
وكان اردوغان قد دشن امام البرلمان الجمعة الماضي الحملة الحكومية للترويج لمبادرة الانفتاح الديمقراطي التي تحظى بدعم اوروبي ومن دول الجوار لاسيما العراق وسوريا.(