يأمل لاجئون من الإيرانيين الأكراد يقيمون في العراق بنقلهم للخارج، مشيرين إلى أن المناطق التي يقيمون بها تتعرض لقصف دائمبحجة وجود مقاتلين بها.

طريبيل:يرفض لاجئون من الاكراد الايرانيين يقيمون في مخيم على الحدود مع الاردن الانتقال الى مكان اخر داخل العراق، حيث وصلوا قبل ثلاثين عاما، مطالبين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بنقلهم الى الخارج. وكانت المفوضية العليا اعلنت في تموز/يوليو الماضي نيتها اغلاق المخيم الذي يسكنه 186 لاجئا في الارض الحرام على الحدود العراقية الاردنية ونقلهم الى مخيم الوليد حيث يعيش نحو 1400 لاجىء فلسطيني، قرب الحدود مع سوريا.

ووجه سكان المخيم المعتصمين رسالة اليوم الاثنين الى مدير مكتب مفوضية اللاجئين في العراق دانيال اندرس اكدوا فيها رفضهم العودة الى داخل العراق او اقليم كردستان. وقالوا في الرسالة التي ضمت ستة مطالب وكتبت بخط اليد quot;نرفض الانتقال الى اي مخيمات داخل العراق، نريد ترحيلنا الى خارج العراق واكمال معاملاتنا هناك (...) فالعراق ليس بمكان امن للمعارضة الايرانية وذلك بسبب النفوذ الايرانيquot;.

واضافوا ان quot;المناطق الحدودية في اقليم كردستان العراق تتعرض الى قصف مستمر من قبل النظام الايراني، بذريعة وجود مقاتلينquot;. ونصت الرسالة على ان quot;التدخلات الايرانية والتركية في شؤون كردستان الداخلية ستعقد قضيتنا بشكل كبير، لذا لا نريد باي شكل من الاشكال وتحت اي ظرف من الظروف العودة الى العراق بعد ثلاثة عقود من اللجوء فيهquot;.

من جهته، قال جمال حسين مسؤول المخيم ان quot;المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم تساعدنا للخروج من العراق وقد قتل منا ما يقارب الثلاثين شخصا وخطف اكثر من مئة اخرين ويبلغ عددنا حاليا اكثر من مئة وثمانين شخصا في هذا المخيمquot;. واضاف quot;نحن نرفض الانتقال الى اي مخيم داخل العراق ونطالب بترحيلنا الى اي مكان خارج العراق فالاوضاع التي مررنا بها منذ ثلاثين عاما كانت قاسية جدا ومتقلبة فضلا عن الخوف وعدم الاستقرارquot;.

وختم قائلا quot;نرفض نقلنا من مخيم طريبيل الحدودي الى مخيم الوليد المجاور على الحدود السورية العراقية. كما نطالب الحكومة العراقية بالتدخل في اسرع وقت ممكن لحل مشكلتناquot;. وكان اندرس اعتبر نقل هؤلاء اللاجئين quot;خطوة في غاية الاهمية بالنسبة للمفوضية لصعوبة الوصول الى موقعهم السابق ما يضع قيودا على مستوى الدعم الذي كان يقدم لهمquot;.

وقد هرب هؤلاء الاكراد الايرانيون، ومعظمهم من منطقة سربيل زاها كرمنشاه القريبة من الحدود العراقية، من ايران عام 1979 بعد قيام الثورة الاسلامية واستقروا في مخيم طاش غرب بغداد بين مدينتي الرمادي والفلوجة (غرب). وذكرت مفوضية اللاجئين في وقت سابق ان quot;معظم اللاجئين الاكراد الايرانيين في العراق، يعيشون في مستوطنة كاوة التي انشأتها المفوضية عام 2006، بالتعاون مع حكومة اقليم كردستان العراق، اثر اغلاق مخيم طاش في محافظة الانبارquot;.

لكن المجموعة التي تريد الانتقال الى خارج العراق، فرت الى منطقة طريبيل، بسبب الصعوبات الامنية لدى تصاعد موجة العنف في العراق. وبعد الاطاحة بالنظام السابق ونظرا لانعدام الامن في مخيم طاش، قرر عدد من اللاجئين مغادرته فانتقل بعضهم الى محافظة السليمانية والبعض الاخر باتجاه الحدود الاردنية العراقية.

اما الذين فضلوا البقاء في مخيم طاش، فقد انتقلوا الى كاوة قرب اربيل، في شمال العراق، بتوجيهات من المفوضية. وكانت السويد استقبلت 185 كرديا ايرانيا في كانون الاول/ديسمبر 2004 ظلوا عالقين على الحدود العراقية الاردنية طيلة 18 شهرا ومنحتهم حق اللجوء السياسي.