اعتبرت بريطانيا ان اعلان اسرائيل وقف بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر يتعين ان يكون خطوة نحو مفاوضات مثمرة بشأن احلال السلام في المنطقة

غزة، وكالات: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليوم ان اعلان اسرائيل وقف بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر يتعين ان يكون خطوة نحو مفاوضات مثمرة بشأن احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح ميليباند في بيان quot;ان بريطانيا أيدت بشدة وعلى الدوام رؤية اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن استنادا الى حدود العام 1967 وتكون القدس عاصمة مشتركة بينهما وتوفير مساكن ملائمة للاجئينquot;. وأضاف quot;ان بريطانيا تريد ان يصبح اعلان اسرائيل اليوم خطوة نحو استئناف مفاوضات مثمرة لتحقيق هذه الرؤيةquot;.

وشدد في الوقت نفسه على موقف لندن التي تواصل النداء لتجميد بناء المستوطنات بشكل كامل في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية بما في ذلك ما يطلق عليه quot;النمو الطبيعيquot; للمستوطنات وفقا للمسؤوليات التي حددتها بنود خارطة الطريق للجانبين في عام 2003 لافتا الى ان الحكومة البريطانية تعتبر بناء المستوطنات اجراء غير شرعي. وتعهد وزير الخارجية البريطاني ببذل كافة الجهود المتاحة لدعم المساعي الاميركية الرامية الى اعادة اطلاق المفاوضات التي وصفها بأنها quot;السبيل الأوحد للاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى سلام عادل وآمنquot;.

يذكر ان البيت الأبيض رحب يوم امس بالعرض الذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر الا ان الفلسطينيين رفضوا العرض على الفور لأنه لا يشمل تجميد بناء المستوطنات في مناطق السكان العرب في القدس الشرقية.

ليبرمان:الكرة الآن في الملعب الفلسطيني

بدوره قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم ان الكرة اصبحت الان في الملعب الفلسطيني بعد اعلان اسرائيل عن تعليق اعمال البناء في المستوطنات لعشرة اشهر. وقال ليبرمان في تصريح للاذاعة الاسرائيلية ان quot;الحكومة الاسرائيلية الحالية قدمت خلال الاشهر العشرة الاخيرة بوادر حسن نية الى الفلسطينيين اكثر من اي حكومة سابقة غير انها لم تلق بالمقابل الا الشتائم والمناورات السياسيةquot;. واضاف ان quot;اخر شيء يجب ان يهمنا الان هو رد الفعل الفلسطيني على القرار الاخير وان المستوطنين في الضفة الغربية واصدقاء اسرائيل في العالم اهم من ذلكquot;.

ووفق ليبرمان فان quot;الاشهر الاخيرة شهدت تجميدا فعليا لاعمال البناء الاستيطانية في الضفةquot; مؤكدا انه بعد انتهاء مدة العشرة اشهر من تعليق هذه الاعمال ستستأنف اسرائيل البناء هناك على غرار ما قامت به في الماضي. واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطرح قرار تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية على مجلس الوزراء خلال جلسته الاسبوعية الاحد القادم. ورجحت مصادر سياسية اسرائيلية للاذاعة حصول هذا القرار على دعم اغلبية اعضاء الحكومة.

روما ترى في العرض الاسرائيلي خطوة اولى

بدورها اعتبرت ايطاليا ان العرض الاسرائيلي quot;خطوة اولى في الاتجاه السليمquot; كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الخميس. وقال موريسيو ماساري quot;نرحب بهذا الاعلان ونعتبر انه يشكل خطوة اولى في الاتجاه السليم ونامل ان تتبعها خطوات اخرىquot;. واضاف ان المبادرة الاسرائيلية تتيح quot;بناء اجواء من الثقة بين الجانبين ما يشجع استئناف المفاوضات الرامية الى تسوية النزاعquot;.

كوشنير: تجميد الاستيطان خطوة في الاتجاه الصحيح

كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الخميس ان قرار اسرائيل تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر هو quot;خطوة في الاتجاه الصحيحquot;. وقال الوزير الفرنسي quot;ارحب بقرار تجميد بناء المنشآت الجديدة واصدار رخص بناء جديدة لمدة عشرة اشهر في الضفة الغربيةquot;. واضاف ان quot;فرنسا تعتبر، على غرار المجتمع الدولي بأسره، ان الاستيطان في الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، يشكل عائقا امام السلامquot;. واعرب كوشنير عن امله في ان quot;تساهم هذه الاجراءات في استئناف مفاوضات السلام من دون تأخير، كونها السبيل الوحيد للتوصل سريعا الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام وامن جنبا الى جنب مع اسرائيلquot;.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن الاربعاء ان حكومته الامنية اقرت quot;وقف بناء وحدات سكنية جديدةquot; في الضفة الغربية quot;لمدة عشرة اشهرquot;. ورفض الفلسطينيون هذا القرار مطالبين بتجميد كامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل قبل استئناف المفاوضات.

روسيا تطالب اسرائيل بوقف الاستيطان في كل فلسطين

طالبت روسيا الاتحادية اسرائيل بضرورة وقف الاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان وزع هنا اليوم quot;ان الحديث يدور حول ضرورة وقف النشاط الاستيطاني في جميع الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقيةquot;.

واكد على رفض موسكو للاجراءات الحادية الجانب التي من شانها ان تستبق الحل النهائي. واضاف ان روسيا تلقت علما بقرار الحكومة الاسرائيلية مشيرا الى ان من شان هذه الخطوة ان تساهم في تطبيع الوضع حول العملية التفاوضية لكن بشرط ان تتبعها خطوات لاحقة نصت عليها خطة خارطة الطريق. واوضح ان روسيا ستواصل جهودها في اطار مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية الدولية بهدف استئناف العملية التفاوضية التي يجب ان تؤدى الى قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967.

جبهتان فلسطينيتان ترفضان الخطة

في المقابل أعربت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين اليوم عن رفضهما خطة نتنياهو داعيتان الى استصدار قرار دولي بوقف الاستيطان بالكامل. واعتبر مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية الفلسطينية في بيان هنا اعلان نتنياهو كذبة كبيرة على العالم تحت شعار تجميد الاستيطان في الضفة لمدة عشرة اشهر.

وقال ان الجبهة ترفض خطة نتنياهو وترفض كذلك استئناف المفاوضات قبل ان يتوقف الاستيطان بالكامل فالقدس والضفة ارض فلسطينية محتلة داعيا الى الاجماع الوطني على ذلك. واعتير تصريحات المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام جورج ميتشيل التي أعلن فيها ان واشنطن ترى في بيان نتنياهو خطوة ايجابية قد تفتح الطريق لاستئناف المفاوضات وان واشنطن لا توافق على سياسة الاستيطان الاسرائيلية في القدس تراجعا عن خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في القاهرة في يونيو الماضي الداعي لوقف الاستيطان بالكامل في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال ان quot;عربدةquot; حكومة نتنياهو تستدعي قرارا دوليا من مجلس الامن بوقف الاستيطان بالكامل تحت طائلة العقوبات على دولة اسرائيل كما وقع مع الحكومة العنصرية في جنوب افريقيا. وأكد ان الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية العربية وغياب الموقف العربي الموحد وراء تصرف حكومة اليمين الصهيوني التوسعي برئاسة نتنياهو.

من جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان هنا رفضها اقتراحات الحكومة الاسرائيلية بالوقف المؤقت للاستيطان الاسرائيلي بالضفة الغربية لمدة عشرة اشهر واستثناء القدس المحتلة. وذكرت الجبهة ان هذه الاقتراحات محاولة لصرف الانظار عن ارتفاع الصوت عالميا لمحاسبة اسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني اثناء العدوان الاخير على قطاع غزة مؤكدة ضرورة التمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر اقامة المستوطنات امرا غير شرعي وغير قانوني. ودعت المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لتفكيك المستوطنات بدلا من تجميدها.