يعد اجتماع مجلس روسيا - الناتو الذي اُنعقد في يوم الجمعة الماضي هو أول لقاء يجمع وزراء خارجية روسيا والبلدان الـ 28 الأعضاء في حلف الناتو بعد الحرب في أوسيتيا الجنوبية عام 2008. وتقوم موسكو والحلف بتغيير صيغة التعاون للتركيز بصورة خاصة على أفغانستان.

موسكو: في هذا السياق قام الطرفان بتشكيل فريق مشترك مختص بشؤون أفغانستان، لتواصل روسيا أعمالها في ثلاثة اتجاهات، كالسابق. ويقتضي أحد هذه الاتجاهات مشاركة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في إنشاء حدود آمنة في المنطقة، بما في ذلك لمنع تهريب المخدرات. وتتمثل النقطة الجديدة في التعاون من أجل منع دخول نوع جديد من المخدرات الكيميائية القادمة من أوروبا الغربية، الأمر الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة.

ستواصل روسيا تقديم دعم لوجستي لقوات الناتو في أفغانستان. وقد تسعد روسيا لنبأ إبرام اتفاق حول صيانة المعدات السوفيتية الموجودة لدى قوات عدد من دول الناتو. ومن المنتظر أن يتأكَد هذا الخبر نهائيا إبان زيارة ممثلي الناتو إلى موسكو في الأسبوع الحالي. وأوضح المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الناتو دميتري روغوزين أن ذلك quot;قد يسمح لنا باكتساب المزيد من الأموال وتحسين السمعةquot;.

أما بالنسبة للمشروع الروسي لمعاهدة الأمن الأوروبي، فإن حلف الناتو عبر عن استعداده لمناقشة هذه المبادرة، إلا أن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسين أشار إلى أن quot;منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تصلح بدرجة أكبر أن تكون ساحة لمناقشة هذه القضيةquot;. وعلل المسؤول بالناتو تحويل المناقشة حول الأمن الأوروبي إلى ساحة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها تضم كل الدول الأوروبية.

ويرى الخبراء في ذلك رفضا دبلوماسيا. وأوضح مدير مركز الإعلام السياسي ألكسي موخين أن quot;الغرب لم يرحب بهذه المبادرة منذ البداية، والاقتراح الخاص بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ليس سوى ردا دبلوماسياquot;. إلا أنه لا يتوقع أن تنجح موسكو في ساحة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أيضا.