مفاعل بوشهر

أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانًا هدّدوا فيه بفرض إجراءات جديدة على إيران إذا أوقفت تعاملاتها مع وكالة الطاقة، فيما أعلنت الخارجية الإيرانية أنَّ العقوبات الجديدة لن تدفعها إلى التراجع عن مواقفها المتعلقة ببرنامجها النووي.

طهران، بروكسل: قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن المؤشرات التي صدرت مؤخرًا من الولايات المتحدة وحلفائها بشأن احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران لن تدفعها إلى التراجع عن مواقفها المتعلقة ببرنامجها النووي. وتعليقًا على الأنباء التي أشارت إلى أن واشنطن تدرس احتمال تحديد نهاية العام الجاري موعد نهائي لفرض عقوبات جديدة على طهران قال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الوزارة:

quot;إن هذه التواريخ النهائية التي تهدف إلى التخويف لن تنجح في ممارسة ضغط علينا، كما أنها لن تدفعنا للتخلي عن حقنا الأساسي في الحصول على هذه التقنية النووية المهمةquot;. وقال مهمان باراست إن بلاده لا ترفض التعاون مع الدول الغربية من حيث المبدأ quot;إذا وفرت تلك الدول ظروفا تمكننا من الثقة فيها، فنحن مستعدون دائمًا لتبادل الوقود النووي معها، غير أن ذلك لا يتناقض مع قيامنا نحن بإنتاج وقود يتم تخصيبه بنسبة 20 في المئة في بلادناquot;.

وهدد مهمان باراست بأن تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقتصر على الحد الأدنى المطلوب منها quot;سنتوقف عن تنفيذ الالتزامات القصوى التي وافقنا على تنفيذ العديد منها بصورة طوعية، وسنكتفي بتنفيذ الحد الأدنى من الالتزامات المنصوص عليها في أنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

وفي إجابة له عن سؤال حول التفاوض مع الولايات المتحدة قال المسؤول الإيراني: quot;لم تكن مسألة التفاوض مع الولايات المتحدة مطروحة على الطاولة في أي وقت من الأوقات، وعليه فليس هناك حديث عنها في الوقت الراهنquot;. تجدر الإشارة إلى أن طهران أعلنت اخيرًا اعتزامها بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعةَ النطاق من جانب المجتمع الدولي الذي يطالبها بوقف تلك الأنشطة.

هذا وأكد وزراء الخارجية الاوروبيون الثلاثاء استعدادهم لدعم عقوبات جديدة على إيران في الامم المتحدة في حال استمر تعثر المفاوضات بشان برنامجها النووي المثير للجدل. واعتبروا في بيان اعتمد اثناء اجتماع في بروكسل ان quot;فشل إيران المستمر في الوفاء بالتزاماتها يتطلب ردًّا واضحًا واتخاذ تدابير مناسبةquot; من جانب الاتحاد الاوروبي.

وسيعرض هذا النص على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي خلال قمة تعقد في بروكسل الخميس والجمعة. ويشدد النص في الوقت نفسه على ان quot;عرض التفاوض (الدولي) لا يزال قائمًاquot; الا انه يؤكد من جانب اخر ان الاتحاد الاوروبي سيدعم اي quot;تحركquot; يتخذه مجلس الامن الدولي quot;في حال استمرت إيران في عدم التعاون مع المجتمع الدولي بشان برنامجها النوويquot;.

ودعا البيان وزراء الخارجية الاوروبيين الى quot;البحث في الخيارات المحتملة في المراحل المقبلة خلال اجتماعهم المقبلquot; المقرر في كانون الثاني/يناير. وقد اصدر مجلس الامن الدولي اربعة قرارات بشأن إيران، ثلاثة منها مرفقة بعقوبات، لرفضها تجميد تخصيب اليورانيوم الذي تؤكد طهران انه لاهداف مدنية بحتة، لكن القوى العظمى تشكك في هذا الامر. ويشتبه الغرب بان طهران تسعى لاقتناء القنبلة الذرية.

وقال وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندلغر في بروكسل لوكالة الانباء النمساوية انه ان لم تغير إيران موقفها الان quot;فإن مسالة العقوبات ستكون الخيار الاولquot;. واضاف ان النظام الاسلامي ما زال امامه في الواقع quot;بضعة ايام في كانون الاول/ديسمبرquot; للرد على quot;اليد الممدودةquot; للمجتمع الدولي.

وقال دبلوماسي اوروبي ان النص الذي اعتمد الثلاثاء يمثل quot;تدرجاquot; في الموقف الاوروبي تجاه إيران بغية quot;تحضير المراحل التاليةquot; في حال بقيت المفاوضات في الطريق المسدود. وقد رفضت إيران مشروع اتفاق يقضي بتبادل جزء كبير من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% مقابل يورانيوم مخصب بنسبة 19,75% لمفاعلها الخاص بالابحاث في طهران.

وينص مشروع الاتفاق على ان يرسل اليورانيوم الإيراني الى روسيا ثم الى فرنسا قبل ان يعاد اليها على شكل وقود. لكن إيران رفضت ارسال اليورانيوم الذي تملكه الى الخارج وعرضت ان يتم التبادل بشكل متزامن على اراضيها الامر الذي رفضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ادان في تشرين الثاني/نوفمبر السياسة النووية الإيرانية مطالبا بوقف بناء محطة التخصيب في فردو التي اعلن عن وجودها اواخر ايلول/سبتمبر 2009. من جهته حث وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الثلاثاء الدول التي صوتت ضد إيران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تغيير موقفها، بحسب ما اوردت وكالة ايلنا.

وجاء في رسالة متكي التي وجهها الى هذه الدول quot;نطالبكم بتغيير موقفكم والاتعاظ من التجارب السابقةquot;، دائمًا بحسب الوكالة. وقد تم توجيه الرسالة الى الدول ال25 التي صوتت لصالح قرار الادانة (ضد طهران) الذي قدمته مجموعة الست (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين والمانيا).

وكان سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية بيار لولوش اعتبر الاحد ان الوقت قد حان quot;للسعي الى توقيع عقوبات اشد ضد إيرانquot; اثر تصريحات متشددة لمرشد الجمهورية علي خامنئي. وقد انتقد خامنئي الاحد خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا وقال ان الغربيين quot;لن يتمكنوا من عزل إيرانquot;.