بين توقعات سولانا وقرار الصين وروسيا تستمر إيران يوميا في تخصيب اليورانيوم.

نيويورك: قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يوم الثلاثاء انه لا يتوقع أن تعارض روسيا والصين القوى الغربية اذا دعت الى فرض عقوبات جديدة على ايران لرفضها تجميد برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.

وقال سولانا للصحفيين ردا على سؤال عن احتمال فرض مجموعة رابعة من العقوبات الدولية على طهران لاحجامها عن وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم quot;لا أعتقد أن الروس والصينيين سيقولون.. لا مزيد من العقوبات.quot;

وأضاف quot;لا أعتقد أنه سيحدث انقسام في المجموعةquot;.

وسينضم سولانا الى وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا في نيويورك اليوم الاربعاء لمناقشة البرنامج النووي الايراني.

وتابع أنه لا يتوقع أن يسفر اجتماع القوى الست بشأن ايران يوم الاربعاء عن قرار جوهري. وقال انه سيناقش هو ووزراء خارجية الدول الست الاجتماع المزمع عقده لهذه المجموعة مع ايران في جنيف في أول أكتوبر تشرين الاول.

وكان يبدو حتى وقت قريب ان موسكو ترفض رفضا قاطعا فرض عقوبات جديدة على ايران. لكن عضوا في الوفد الروسي في الجمعية العامة للامم المتحدة اشار الى ان تقييم سولانا لموقف موسكو من احتمال فرض عقوبات دولية جديدة على طهران دقيق.

وقال المندوب الروسي الذي طلب عدم نشر اسمه للصحفيين quot;هذا هو موقفنا العام بشأن الوضع في كل من ايران وكوريا الشماليةquot;. غير انه اضاف انه quot;من السابق لاوانه الحديث عن مواقف محددة.quot;

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الاسبوع الماضي انه لا يستبعد فرض عقوبات جديدة على طهران. واشار المندوب الروسي الى تعليقات ميدفيديف قائلا ان الزعيم الروسي اوضح ان quot;العقوبات يمكن ان تكون حلا في بعض المواقف.quot;

ويشتبه الغرب في أن ايران تكتسب القدرة على صنع أسلحة نووية وراء ستار برنامج مدني للطاقة الذرية. وتصر طهران على أن طموحاتها في المجال النووي تقتصر على توليد الكهرباء سلميا وتحدت خمسة قرارات لمجلس الامن تطالبها بتعليق كل الانشطة النووية الحساسة.

واجتمع وزير الخارجية الايراني مانوشهر متكي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في الامم المتحدة يوم الثلاثاء. وقال متكي للصحفيين بعد ذلك ان القوى الغربية تعلم ان العقوبات هي quot;سياسة فاشلةquot;.

وقال quot;اذا أرادوا أن يختبروا مرة اخرى تلك السياسات الفاشلة فهذا شأنهم. لا يمكننا منعهم من اتخاذ اي قرارات جديدةquot;.

وعقدت الدول الست اجتماعها المباشر الاول والاخير مع وفد ايراني في يوليو تموز 2008. وحضر مسؤول اميركي ذلك الاجتماع برغم ان واشنطن قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران عام 1980 اثناء ازمة الرهائن الاميركيين في طهران.

وكان ذلك الاجتماع تحولا كبيرا في سياسة حكومة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش التي كانت ترفض التحدث الى ممثلي ما كان بوش يسميه quot;محور الشرquot; اي ايران وكوريا الشمالية والعراق قبل حرب عام 2003.

وقال الرئيس باراك اوباما انه مستعد للحوار مع القيادة الايرانية. وسيحضر وليام بيرنز المسؤول الاميركي الجديد المكلف بالملف الايراني اجتماع الاول من اكتوبر تشرين الاول في جنيف.

وقال دبلوماسيون من القوى الغربية الاربع ان رسالة جديدة من ايران ارسلت الى الدول الست في الاونة الاخيرة ووصفتها طهران بانها اقتراح مضاد لعرض القوى الست تقديم حوافز اقتصادية وسياسية مقابل وقف تخصيب اليورانيوم لا تحوي شيئا يمكن ان يحل المواجهة النووية.

واضافوا ان الرسالة تبدو محاولة من طهران لابطاء التحرك الغربي نحو استصدار قرار جديد من مجلس الامن يفرض عقوبات جديدة مشددة على ايران.

وقال سولانا انه لا يعتقد ان القوى الست ستدع ايران تبطئ المفاوضات بشأن ملفها النووي. ودعت الدول الغربية الاربع الى استهداف قطاع الطاقة الايراني لكن روسيا والصين ردتا بفتور على الفكرة.

وأيدت موسكو وبكين ثلاث جولات من العقوبات التي شملت حظرا للسفر وتجميدا للاموال استهدفا الصناعات الايرانية في مجال الصواريخ والمجال النووي. غير انهما بذلتا جهدا كبيرا اثناء التفاوض على صياغة قرارات العقوبات لتخفيف الاجراءات.
ونفى المندوب الروسي وجود اتفاق على المقايضة فيما يتعلق بقرار اوباما الاسبوع الماضي الغاء خطط اقامة درع دفاعية صاروخية اميركية في بولندا وجمهورية التشيك والتي أثارت غضب موسكو.

وسئل متكي هل يخشى ان يكون الروس والاميركيين اتفقوا على الغاء خطط الدرع الصاروخية في مقابل مساندة موسكو لفرض مزيد من العقوبات فرد بقوله quot;نحن نرحب بتخفيض الاسلحة بين القوتينquot;.