أكد ممثل علي السيستاني أن العراقيين يدفعون ثمن الخلافات السياسية داعيا لطرد البعثيين وتنظيف الأجهزة الامنية بعد أن تم اختراقها من قبل جماعات إرهابية حسب اعتقاده

لندن:دعا ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق أية الله السيد علي السيستاني الى طرد البعثيين من اجهزة الدولة وعبر عن الاستياء من اختراق الاجهزة الامنية واشار الى ان المواطنين يدفعون الان ثمن الخلافات بين القوى السياسية.. فيما اكد المرجع الشعي الشيخ محمد اسحاق الفياض انه لا يدعم اي قائمة في الانتخابات المقبلة ولايؤيد أي طرف وحذر من تسييس الدين واستغلال المناسبات الدينية واماكن العبادة للدعوة الى بعض الجهات الحزبية.

وأعتبر احمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) أن الأجهزة الأمنية العراقية quot;مخترقةquot; بشكل كبير من قبل الجماعات quot;الإرهابيةquot; مشيرا إلى أن السياسيين العراقيين مسؤولون عن عودة البعثيين للسلطة. وأضاف إن العراقيين بدؤوا يتساءلون لماذا نعيش هذه المآسي وما هي الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة؟ وهل هذه التفجيرات كانت متوقعة أم لا ؟ هل هذه التفجيرات ستتكرر أم لا ؟ وهل يوجد حل في الأفق لإعادة الأمن والأمان للبلد أ م لا ؟ .. وقال ان هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة مقنعة لكل أولئك المسؤولين عن الملف الأمني.

واتهم الصافي القوى السياسية المختلفة في مجلس النواب بأعادة البعثيين إلى السلطة من خلال زجهم في قوائمها الانتخابية بعد أن منعهم الدستور العراقي من المشاركة في حكم البلاد مرة أخرى . وشدد على ان هناك خطوط حمراء يجب أن توضع بنظر الحساب لدى المسؤولين وعدم تجاوزها وهي أرواح المواطنين لأنها مسؤولية كل من يعمل في حكومة الوحدة الوطنية .
وحول الجدل عن عودة البعثيين قال السيد الصافي quot;قبل أسبوعين أو أكثر حدثت زوبعة في البرلمان محذرة من عودة البعثيين مرة ثانية إلى السلطة .. وإذا كان السياسي يحذر والبرلماني يحذر وانتم بيدكم الأمر هذه الطريقة تخيفون الشعب بطريقة كأنكم لا تعلمون مكمن الخطر وبعض التصريحات صورت لنا القضية كأنما مجلس النواب يزخر بالرفاق البعثيين وهذه السياسة لا ينبغي أن تصدر عن المسؤول الصادق لان عليه أن يجتهد ويبذل قصارى جهده من اجل أن يمنع الناس القتلة أن يتسللوا بطريقة قد لا يعلم بها الشعبquot;.

وشدد الصافي في خطبته التي بثها موقع quot;نونquot; المقرب من المرجعية من مدينة كربلاء بالقول quot;لا تخافوا من هذه الحفنة من البعثيين اطردوهم فالقانون والدستور معكمquot; .

واشار الى أن الخلافات السياسية التي تشهدها العملية السياسية بدأت تنعكس بشكل سلبي على المواطنين الأبرياء الذين اخذوا يدفعون ثمن تلك الخلافات بدس العدو الذي وصفه بالهمجي وغير الأخلاقي ولايمتلك أي واعز من الرحمة حيث اخذ يقتل الأبرياء بتفجيرات كان معظم العاملون في القوات الأمنية يتوقعون حدوثها . واوضح أن هناك بعض السياسيين يقومون بالتدخل وبقوة لإخراج المطلوبين والإرهابيين من السجون بعد أن يلقى القبض عليهم وهذا ما سيجعل الأمن يعود إلى المربع الأول . وعبر عن استغرابه من عودة البعثيين إلى السلطة، متسائلا quot;إذا كان البرلمان يحذر من عودة هؤلاء إلى السلطة فما بال المواطنين الأبرياء الذين ذاقوا الأمرين من نظام لم يعرف الرحمة بهم خلال فترة دامت أكثر من ثلاثة عقود؟quot;.

وشهدت بغداد خلال الاشهر الابعة الاخيرة ثلاث عمليات تفجير دامية ادت الى مصرع واصابة اكثر من ثلاثة الاف عراقي .

واشار الصافي الى انه في بلد كالعراق يعيش أبناءه تحت ظلال التعددية السياسية لا بد من وجود خطوط حمراء عند كل السياسيين مهما اختلفوا لا يمكن تجاوزها وهذه الخطوط الحمراء في كل العالم لها أولويات quot;مهما اختلفنا وتكلم احدنا على الآخر ومهما شنعت الصحف وكتبت المجلات والأقلام لكن لابد من وجود هذه الخطوط ألا وهي مسألة دماء العراقيينquot;. وقال quot;قبل شهرين حدثت انفجارات مرعبة وبعدها أيضا حدثت انفجارات مماثلة والمعلومات الأمنية تصل إلى الجهات التنفيذية لكن ردود الفعل لا تتناسب مع حجم الجريمة .. واضاف quot;ان العدو طرف جبان لا أخلاق عنده ولا دين ولا عقل ولا منطق له .. حثالة من حثالات الأرض يواجه مجتمع من الأبرياء العزل من شباب وأطفال ونساء وشيوخquot; .

وطالب المسؤولين بتعزيز بناء الأجهزة الإستخباراتية لمنع حصول الكوارث واتخاذ مواقف تؤرخ لهم وهم في الأيام الأخيرة من سلطتهم قبل الانتخابات المقبلة ويطرحوا للشعب ما الذي يجري حقيقة quot;وأين سينتهي بنا المطافquot; . وغبر عن الاستياء قائلا quot;القوات الأمنية عندما تلقي القبض على الإرهابي صباحاً يتوسط بعض المسؤولين فيخرجونه ليلاً .. ولذلك اخذ الإرهابيون الآن ينظمون خططهم الإجرامية وهم في السجنquot; .

وشدد على ضرورة بناء الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها من جديد وقال quot;أنا لا احتاج إلى دبابة في الشارع أنا ليس عندي قتال مع عدو واضح مكشوف ولكنني احتاج إلى رجل امن يحفظ دماءنا من أن تجرى وتسفك .. والطريقة التي يدار بها الملف الأمني حاليا طريقة غير صحيحة والدليل هذه الاختراقاتquot; . وطالب الصافي بحلول سريعة وذلك بإفساح المجال أمام الخبراء للعمل الجاد للقضاء quot;على الزمر الإرهابيةquot; .
ومن جهة اخرى قال المرجع الشيعي الشيخ محمد اسحاق الفياض انه لا يدعم اي قائمة في الانتخابات المقبلة ولايؤيد أي طرف وحذر من تسييس الدين واستغلال المناسبات الدينية والاماكن الدينية للدعوة الى بعض الجهات الحزبية.

ودعا الفياض في كلمة باحتفال ديني في مدينة النجف السياسيين والكتل الحزبية جميعا الى وحدة الصف وتوحيد الكلمة والتفكير بجد بكافة الطرق الممكنة لانقاذ العراق quot; من هذه الاوضاع الماساوية لان مسؤوليتهم امام الله وامام شعبهم ان يكونوا حريصين على مصالح الشعب والبلد قبل مصالحهم اواهدافهم الحزبية الضيقة والتصدي بحزم لتضييق الخناق على الارهاب وضربه بشدة في كل مكان ومعاقبة المجرمين والاسراع بتنفيذ العقاب الصارم لمن تثبت عليهم الجرائم وانزال القصاص العلني والعادل بهم ليكونوا عبرة لالاخرين وليعرفوا ان دماء العراقيين عزيزة ولن تذهب هدراquot; .

وعبر عن الامل في ان لايكون الاستياء من الكتل السياسية حاليا لعدم تقديم الخدمات الضرورية الى المواطنين سببا لعدم مشاركتهم في الانتخابات المقبلة وقال quot;ان عدم المشاركة فيها خطير جدا وينبغي الانتباه الى عواقبه الوخيمة وان ينتخبوا من كان له سمعة طيبة وكفاءة ونزاهة واخلاص وان لايدلوا باصواتهم بعشوائية بدون معرفة المرشح وعدم الانجرار وراء الوعود غير الواقعية والشعارات الرنانة والدعايات الفارغة وعدم بيع اصواتهم بالمال لانه امر في غاية الخطورة وخيانة للبلد حيث انه يغير مجرى الانتخابات عن موقعها الصحيح ويؤدي الى ما لايحمد عقباه quot;.

واضاف ان مسؤولية الخطباء والمبلغين دعوة الناس الى الهدوء والاستقرار ونبذ المشاحنات الطائفية ورص الصفوف والعيش معا بسلام وامان محذرا بشدة من تسييس الدين واستغلال المناسبات الدينية واماكن العبادة . وقال quot; ان الاوضاع المتردية للمجتمع العراقي تحتم علينا جميعا ان نرفع اصواتنا وان نضغط على الجهات الرسمية لتؤدي واجبها وتتخذ قراراتها والاجراءات اللازمة لحل هذه الازمات الخانفةquot; .
وطالب الفياض الحكومة والبرلمان بتخفيض رواتب الموظفين الكبار وفي طليعتهم هيئات الرئاسة الثلاث والوزراء والبرلمانيين واعضاء مجالس المحافظات وقال ان رواتبهم العالية ليس لها مثيل في أي بلد من بلدان العالم .