سعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى طمأنة الكونغرس الى أنها ستطالب quot;بأقصى درجة من درجات المحاسبةquot; لتقديم مساعدات قيمتها 7.5 مليار دولار لباكستان وبضمانات تكفل عدم وصول الاموال للمتطرفين.

واشنطن: في تقرير أرسلته وزارة الخارجية الأميركية الى لجان بالكونغرس عرضت الادارة أولوياتها بالنسبة للمعونات ومن ذلك مشروعات المياه والزراعة والكهرباء ووضعت استراتيجية لدرء الفساد عنها واساءة استخدام الاموال. وجاء في التقرير الذي حصلت رويترز على نسخة منه ان وزارة الخارجية quot;ستوقف أي مساعدات حكومية لاي جهاز تنفيذي اذا ظهر دليل ملموس على أن هذا الجهاز يسيء استخدام الاموال.quot;

وتعتبر الادارة الأميركية باكستان منطقة حاسمة في جهودها للتصدي لحركة طالبان في أفغانستان المجاورة. والمساعدات هي احدى الوسائل التي يستخدمها أوباما لمواجهة التطرف الذي يهدد استقرار المنطقة. وطلب الكونجرس اعداد التقرير بعد أن أجاز في أكتوبر تشرين الاول خطة دعم حجمها 7.5 مليار دولار تنفذ على خمس سنوات. ووافقت لجنة المخصصات حتى الان على تقديم نحو 1.5 مليار دولار في السنة الاولى.

وفيما يمثل تحولا عن الممارسات السابقة سيقدم معظم الدعم من خلال الحكومة الوطنية والحكومات الاقليمية في باكستان اضافة الى جماعات محلية بدلا من تقديمه عبر منظمات انسانية وشركات متعاقدة يقع مقرها في الولايات المتحدة. وجاء في التقرير quot;خلال هذه الفترة سيجري تقليص الاعتماد على شركاء مقرهم الولايات المتحدة لتنفيذ برامج التعليم والصحة والبرامج الميدانية الاخرى التي يمكن أن تديرها مؤسسات باكستانية بشكل مسؤول.quot;

وأضاف quot;ومن أجل توافر أقصى درجة من درجات المحاسبة والاشراف يجب التوصل لاتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وباكستان يتناول بالتفصيل شروط تقديم الاموال ومتطلبات المراقبة ورفع التقارير وذلك قبل تقديم أي مساعدات حكومية.quot; واعترف التقرير بوجود تحديات quot;حقيقية وكبيرةquot; في تنفيذ الخطة منها استشراء الفساد بالقطاع العام وضعف الامن ووجود عناصر quot; متطرفةquot; اضافة الى الشكوك العميقة في باكستان حول نوايا الولايات المتحدة والتزاماتها هناك على المدى الطويل.

وذكر التقرير أن ما يقرب من نصف المبلغ أي 3.5 مليار دولار سيوجه الى برامج البنية التحتية التي تظهر التزام واشنطن ازاء باكستان على المدى الطويل وتساعد على بناء الثقة المتبادلة بين البلدين. وسيخصص جزء كبير آخر يبلغ حوالي ملياري دولار للبرامج الانسانية والاجتماعية مثل التعليم والصحة مما يمدد تأثير الحكومة quot;في مجالات يتهددها خطر التطرفquot;.

وأضاف التقرير أن الجزء الاخير من المساعدات وهو مليارا دولار سيخصص لبناء مؤسسات الحكومة الباكستانية على المستوى الوطني والاقليمي والمحلي. وأحد المخاوف التي تنتاب أعضاء الكونجرس وغيرهم هو أن تصل المعونات الأميركية الى أيدي المتطرفين لكن التقرير وعد بوضع ارشادات صارمة لضمان عدم وصول المعونات quot;لمنظمات ارهابيةquot;.