وجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دعوة إلى إنهاء الحرب الباردة وتبني اتفاقية الأمن.

موسكو: لم تنته الحرب الباردة بين روسيا السوفيتية والغرب الإمبريالي بسقوط النظام الشيوعي في شرق الكرة الأرضية إذ هرع الغرب لفرض سيطرته على البلدان التي انسحبت منها القوات السوفيتية. وتمادى الغرب من دون حياء في مد نفوذه إلى بلدان وسط وشرق أوروبا ومنطقة بحر البلطيق.

واستمر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو آلة الغرب العسكرية، في الزحف على الساحة السوفيتية سابقا إلى أن يلقى المقاومة في أوسيتيا الجنوبية في عام 2008. ويمكن القول، إذن، إن شركاء روسيا الغربيين ظلوا يتجاهلون دعوات روسيا إلى ضرورة إصلاح النظام الأمني القائم في أوروبا حتى يصبح قادرا على حفظ أمن أوروبا حقا إلى أن تضربهم يد من حديد.

وإذ رفض الغرب إنهاء الحرب الباردة أضعف أنصار الديمقراطية والليبرالية في روسيا. وفي الحقيقة يدير السياسة الخارجية الروسية الآن ذوو الاتجاهات الغربية الذين حلت بهم خيبة الأمل في الغرب.

ووجه الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أخيرا دعوة جديدة إلى إنهاء الحرب الباردة ناشد فيها الغرب تبني اتفاقية الأمن الأوروبي التي أعدت روسيا مسودتها. إلا أن الغرب لا يبدو مستعدا لإعطاء رد واضح على اقتراح الرئيس الروسي وإن بات واضحا أن الغرب بدأ يدري أنه خسر الحرب الباردة في حين كسبتها الصين وغيرها من quot;مراكز القوى الجديدةquot;.

لقد دشنت مبادرة ميدفيديف مرحلة جديدة من الصراع من أجل إنهاء الحرب الباردة. ويبدو المستقبل مشرقا وإن تطلب الأمر سنوات طويلة أخرى لإنجاح مبادرة الرئيس الروسي.