|
يستمر الجدل القائم في اليمن حول إنفصال الجنوب عن الشمال بعد أن توحدوا عام 1990، ومع خوض اليمن حربا على جبهتين الأولى ضد الحوثيون والثانية داخلية مع دعوات الإنفصال، يشير تقرير لصحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية الى أن الحركات الإنفصالية في الجنوب تهدد بحرمان الشمال من الموارد التي يحتاجها الشمال، إذ أن ثمانون في المئة من النفط اليمني من الجنوب يذهب لدعم مشاريع تساعد على إزدهار مناطق الشمال.
تعد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تقريرا ً مطولا ً تحت عنوان quot;لما يسعى جنوب اليمن للانفصال ؟ quot;، وتقول في بدايته إنه وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة اليمنية لقمع المتمردين الحوثيين في الشمال، بدأت تتأجج حركة انفصالية في الجنوب تهدد بحرمان الحكومة المركزية من الموارد التي تحتاج إليها بصورة ماسة. وتمضي لتشير إلى أنه وفي الوقت الذي بات يعبر فيه المحللون الأجانب عن قلقهم المتنامي من أن الصراعات الداخلية تعمل خلال هذه الأثناء على خلق دولة غير مستقرة، قد تزاول بها القاعدة نشاطها بصورة أكثر تحرراً، فإن مصدر القلق المحلي الرئيسي الآن هو أمر أكثر إلحاحا ً، يتمثل في قضية البقاء على قيد الحياة.
وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن عضو في حزب الإصلاح المعارض بالعاصمة صنعاء، رفض الكشف عن هويته، قوله :quot; يمتلك الجنوب كل الموارد، ولديه ثلث السكان فحسب، ولا يمكننا أن نسمح لهم بالانفصال. سيناضل الشماليون من أجل الإبقاء على وحدة اليمن، وهم يعرفون أنها مسألة حياة أو موتquot;.
ثم تواصل الصحيفة الحديث لتلفت إلى أن ما يزيد عن 70% من عائدات اليمن تأتي من صادرتها النفطية، وتشير أيضا ً إلى الدراسات التي أجراها البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، توقعت حدوث انخفاض حاد في إنتاج النفط اليمني على مدار السنوات الخمس المقبلة، مما يزيد من المخاطر المتعلقة بالسيطرة على الموارد المتناقصة.
ويقول عضو في الحزب الاشتراكي اليمني، مقره في عدن، ولم يشأ أن يكشف عن هويته خوفا ً من انتقام الحكومة: quot;يأتي ثمانون في المئة من النفط اليمني من الجنوب، لكن أين تذهب هذه الأموال ؟ إنها تذهب إلى العاصمة صنعاء. ولا يستفد أهل الجنوب من أي من هذه الثروة التي توشك الآن على النفاذquot;. وهو السبب الذي بررت به الصحيفة انطلاق أعداد غفيرة من سكان الجنوب للتظاهر في الشوارع، برغم الدعوات التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح للتضامن ووحدة الصف. ومن منطلق غضبهم من ارتفاع الأسعار والنقص العام في عملية التنمية، بدأ يدعو الجنوبيون للانفصال بعد أقل من عقدين من الانضمام إلى الشمال لإنشاء يمن موحد.، الأمر الذي أسفر عن نشوب مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الحكومية.
وفي محور آخر ذو صلة، تنتقل الصحيفة عبر تقريرها لتبرز حقيقة التناقض الصارخ في كل من مدينة عدن الجنوبية والعاصمة، صنعاء، حيث أنها بطبيعة الحال مركز الإهتمام وتحتوي على وسائل المواصلات والمحلات التجارية والفنادق وغيرها من الخدمات. وتمضي لتنقل عن مواطن يدعى محمد نحاس، متحدثا ً عن الأسماك المكدسة على قطعة من الورق المقوى في سوق السمك الخاص بمدينة عدن، قوله: quot; لماذا تزيد تكلفة تلك السمكة التي يتم اصطيادها على بعد عشرة كيلومترات من هنا عن السمكة التي يتم شحنها إلى صنعاء ؟quot;. وهو ذات التساؤل الذي يشغل بال عدد كبير آخر من سكان المنطقة الجنوبية.
وهنا، تلفت الصحيفة إلى أن الجنوبيين ينظرون إلى توحدهم مع الشمال في العام 1990 على أنه توحد ذو منفعة ضئيلة. وتلفت الصحيفة في النهاية إلى أن الوضعية التي تعيشها اليمن في هذه الأثناء تنذر بنشوب حربا ً أهلية أخرى، إذا ما نفذت الثروات الحالية. وتنقل الصحيفة عن عقيد سابق في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تحذيره: quot; سوف تنشب حربا ً عندما تنفذ الأموال، صحيح أن الرئيس علي عبد الله صالح يتمتع بالذكاء، ويعرف كيف له أن يتعامل مع القبائل، إلا أن ذلك يستنزف أموالا ً، يتم منحها إلى شيوخ تلك القبائل، وإلى الجيش، بصورة لا تنتهي. وسيتحين الناس هنا الفرصة حتى يصبح ضعيفا ً بما فيه الكفاية، ثم سيقدمون على القيام بضربتهمquot;.
التعليقات