خسرو علي أكبر من طهران: التقى رئيس المکتب السياسي لحرکة المقاومة الاسلامية في فلسطين (حماس) مساء الأحد مع المرشد الأعلى للجمهورية السلامية اية الله علي خامنئي في العاصمة الايرانية طهران. ويترأس مشعل وفدا من اعضاء المکتب السياسي لحماس لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله على خامنئي والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. كما من المقرر أن يلقي كلمة في جامعة طهران وفي البرلمان الايراني .

و افادت وکالة الانباء الایرانیة الرسمیة انمشعل قدم للمرشد الأيراني الأعلى تقريرا کاملا عن حرب ال22 يوما في غزة وانتصار المقاومة الاسلامية والتطورات السياسية المتعلقة بهذه الحرب. وأكد المرشد الأعلى اية الله علي خامنئي أن الحرب لم تنته في غزة وان الحرب السياسية والاعلامية تتواصل ضد الشعب الفلسطيني وان على المقاومة الاسلامية أن تكون في منتهى اليقظة والتهيؤ لجميع الاحتمالات ، ولم يستبعد المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية من اندلاع الحرب مجددا في غزة .

وذكرت مصادر ايرانية مطلعة لايلاف نقلا عن مسؤول في حركة حماس أن الزيارة تأتي في اطار حملة اقليمية لتعزيز الدعم لحماس بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وأضافت هذه المصادر ان زيارة مشعل والوفد المرافق له سوف تساهم في ترسيخ مكانة حماس باعتبارها الممثل الأقوى فاعلية وحضورا على الصعيدين الداخلي والاقليمي.

و تأتي هذه الزيارة بعد تصريحات مثيرة للجدل قال فيها مشعل quot;إن منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت إلى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني quot;.ولم تستبعد مصادر خبرية ايرانية أن تتطرق المحادثات الى السبل التي تضمن للفلسطينيين الحق في الدفاع عن النفس تجاه الهجمات الاسرائيلية ، وهذا ما ينطوي على تلميح بامكانية حصول حماس على صواريخ ايرانية قادرة على استهداف تل ابيب .

وتربط هذه المصادر حضور الجانب التسليحي لحماس في صلب المحادثات بتصريحات سابقة لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني أكد فيها على حق حماس بالحصول على السلاح في مواجهة العدوان الصهيوني .

وحسب موقع عصر ايران فان حماس حصلت على مكاسب دولية اقليمية خصوصا مع الانتقادات الحادة التي وجهتها تركيا لاسرائيل والجهود القطرية لاقامة اجتماع على مستى رفيع بمشاركة حماس ، الأمر الذي يضاعف من تهميش فتح ويدفعها الى التعويل على القاهرة باعتبارها حليفا يتضاءل دوره بسبب موقفه المتواطئ مع العدوان الاسرائيل على غزة والذي قوبل برفض جماهيري واستهجان شخصيات سياسية عربية .لة في هذه الزيارة .

وكانت حماس على اتصال وثيق بايران خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على غزة والذي اوقف الشهر الماضي مع اعلان كل من الجانبين هدنة منفصلة. وقالت حماس انها ستكثف جهودها الدبلوماسية بعد الحرب لرفع الحصار الاسرائيلي عن غزة والذي فرض بمساعدة مصر.

وتحرص حماس على الاحتفاظ بخط مفتوح مع القاهرة التي تتوسط في اتفاق لابرام هدنة أكثر ثباتا تضمن لاسرائيل وقف تدفق السلاح الى غزة ولحماس رفع الحصاروفتح المعابر الحدودية .وحسب محللين للعلاقات الدولية أن نجاحا ديبلوماسيا لحماس يضمن يرفع مستوى العلاقات مع القاهرة ، ويساهم في عودة العلاقات الايرانية المصرية الى مستواها ماقبل الهجوم الاسرائيلي على غزة ، قد يحقق لحماس الحصول على مساعدات عسكرية ايرانية خصوصا وأن مصادر اسرائيلية اعلنت عن تخوف اسرائيلي من حصول حماس على صواريخ ايرانية تبلغ العمق الاسرائيلي .

وكانت صحيفة صندي تايمز قد كشفت عن أوامر صدرت إلى السفن الحربية الأميركية المنتشرة في خليج عدن لتصيد سفن الأسلحة الإيرانية المشبوهة المتجهة إلى البحر الأحمر في إطار المساعي التي تبذلها طهران لإعادة تسليح حليفتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة. واشارت الصحيفة إلى أن وثيقة سرية وزّعتها الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية على الوزارات في بلادها اوردت بأن الحرس الثوري الإيراني اعتمد برنامجاً ضخماً لإعادة تزويد غزة بالأسلحة وصل إلى مرحلة متقدمة.

ونقلت عن الوثيقة قولها إن الإيرانيين يسعون إلى تهريب الذخائر من ميناء بندر عباس حيث يتم شحن الأسلحة في سفن تجارية من ثم يقومون بتهريبها عبر ممرين الأول الصومال والسودان حيث يعمل مهربون محترفون على نقل شحنات الأسلحة براً من السفن الإيرانية بعد أن ترسو في مرافئ البلدين إلى صحراء سيناء ويقوم البدو بتهريبها من هناك عبر انفاق إلى غزة.

وزعمت وثيقة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الممر الثاني الذي يستخدمه الحرس الثوري الإيراني لتهريب الأسلحة إلى غزة هو قناة السويس ومن هناك إلى البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت إلى أن إيران تخطط لشحن صواريخ من طراز (فجر) التي يصل مداها إلى نحو 70 كيلومتراً إلى غزة والتي ستهدد وللمرة الأولى مطار تل أبيب الدولي ومفاعل ديمونة النووي.