تحذير غربي لطهران بعد اطلاقها قمرا اصطناعيا

لقاء اميركي ايراني محتمل في ميونيخ!

مصدر فرنسي: اجتماع للست حول إيران غدا في ألمانيا

باراك: على أميركا ترك الخيارات مفتوحة بشأن إيران

واشنطن، وكالات: رأى خبراء أن وضع إيران قمرا صناعيا في مداره يثبت أنها باتت تسيطر بشكل أفضل على التكنولوجيا التي قد تسمح لها بعد فترة بحيازة صاروخ برأس نووي قادر على ضرب اوروبا او الولايات المتحدة. وقال ريك لينر المتحدث باسم وكالة الدفاع المضاد للصواريخ الاميركية quot;في ما يتعلق بايران، همنا الاكبر هو دائما ان اي بلد قادر على وضع قمر صناعي في مداره، انما يثبت بذلك قدرته على اطلاق سلاح نووي على قارة اخرىquot;.

وما يعزز هذه المخاوف اصرار ايران على مواصلة برنامجها النووي المثير للجدل في وقت تتهم باخفاء شق عسكري فيه يهدف الى حيازة القنبلة الذرية، ولو ان الايرانيين يؤكدون على الدوام ان برنامجهم النووي محض مدني. والملفت بصورة خاصة في اطلاق القمر الصناعي بنظر الخبراء، ان العملية جرت في وقت تخضع ايران لعقوبات دولية صارمة فرضت عليها لارغامها على التخلي عن طموحاتها النووية.

وكتب جيفري فوردن الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مدونة الكترونية متخصصة quot;بالرغم من المعارضة الدولية ومن العقوبات، فان ايران انضمت الى ناد مغلق جدا هو نادي الدول التي نجحت في وضع قمر صناعي في مدارهquot;. وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه ان المعطيات تشير الى ان ايران وضعت فعلا قمرا صناعيا في مدار منخفض كما تؤكد.

غير ان فوردن اوضح ان الامر سيستغرق المزيد من الوقت لتحديد نوع الصاروخ المستخدم، ان كان صاروخا بثلاث طبقات مبنيا على اساس تكنولوجيا مستوحاة من صواريخ سكود السوفياتية القديمة، او من طبقتين اكثر تطورا، ما سيشير الى تحقيق ايران وثبة تكنولوجية كبرى. وقال الباحث quot;اذا كان الصاروخ بطبقتين، فهذا سيعني انهم حققوا تقدما تكنولوجيا هائلا وسيكون الامر مقلقا للغايةquot;. واضاف ان quot;هذا سيجعل امكانية (حصولهم على) صاروخ بالستي عابر للقارات اكثر احتمالا مما كنا نظن حتى الانquot;.

وبرأي عدد من الهواة في علم الفلك ان ايران استخدمت صاروخا بطبقتين، غير ان فوردن اشار الى انه ما زال يتعين اثبات ذلك. وقال خبير الفضاء الايراني اصغر ابراهيمي الثلاثاء ان الصاروخ quot;سفير 2quot; الذي حمل القمر الصناعي quot;اميدquot; الى الفضاء يصل الى ارتفاع quot;يبلغ خمسين او ستين كلم في الفضاء، ثم تنطلق الطبقة الثانية حاملة القمر الصناعي الى الارتفاع المطلوبquot;.

ويبدو ان الصاروخ سفير وكذلك الصاروخ كاوشكر الذي اعلنت طهران اطلاقه في تشرين الثاني/نوفمبر لاستعادة مسبار كان يحمله، مشتقان من الصاروخ البالستي quot;شهاب 3quot;، الافضل اداء في الترسانة الايرانية ويبلغ مداه المعلن حوالى الفي كيلومتر.

وعملية اطلاق القمر الصناعي الايراني قد تحمل ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما على المضي في مشروع نشر عناصر من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية، رغم معارضة روسيا الشديدة لهذا المشروع الذي ترى فيه استفزازا لها. واشار باتريك كلوسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى الى ان دعاة نشر الدرع الصاروخية الاميركية لطالما لوحوا بالخطر الايراني لتبرير تثبيت عناصر منها عند ابواب روسيا.

وذكر بان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين quot;لطالما سخر من التصريحات الاميركية بان ايران قد تمتلك بعد فترة نظاما يمكن ان يطاول اوروبا والمح الى ان هذه التأكيدات لا معنى لهاquot;.

تحذير غربي

الى ذلك حذرت الولايات المتحدة والدول الغربية طهران وصعدت لهجتها ضدها، وقالت واشنطن انها ستتخذ موقفا صارما من الملف النووي والبرنامج الصاروخي الايرانيين خلال اجتماع ممثلي الدول اعضاء مجلس الامن والمانيا لبحث هذين الملفين الاربعاء في المانيا. وترك الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس الباب مفتوحا امام كل الخيارات الممكنة للتعامل مع ايران لارغامها على الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي حسب قوله، وهو ما يعد تغيرا في مواقف ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعلن ان ادارته منفتحة على الجلوس مع ايران.

واضاف جيبس ان الخطوة الايرانية لن تقنعنا بانها تتصرف بمسؤولية نحو استقرار المنطقة وان quot;مساعيها لتطوير قدراتها الصاروخية واستمرارها بانشطتها النووية غير الشرعية وتهديداتها لاسرائيل ورعايتها للمنظمات الارهابية مصدر قلق شديد للحكومة الاميركيةquot;.

كما اعلنت وزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي في واشنطن عقب مباحثاتها مع نظيرها الالماني فرانك شتاينماير ان عدم التزام طهران بقرارات مجلس الامن يجب الا يمر من دون تداعيات وطالبت طهران بوقف تخصيب اليورانيوم.

وتناولت كلينتون الملف الايراني في اتصال هاتفي مع نظرائها الاوروبيين قبيل اجتماعات ممثلي الدول الخمس اضافة الى المانيا. يذكر ان إيران تخضع لعقوبات اقتصادية من قبل الأمم المتحدة حيث ترى الولايات المتحدة والدول الغربية أن طهران تحاول انتاج قنبلة نووية، وهو ما تنفيه إيران وتؤكد أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي.

وقال جون لين مراسل بي بي سي في طهران ان إطلاق القمر الاصطناعي كان متوقعا وان توقيته جاء مع الذكرى الثلاثين للثورة الاسلامية. وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن إطلاق الصاروخ جاء بهدف نشر quot;الإيمان والسلم والعدالة في العالمquot;.

الأهداف سلمية

في المقابل اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي الاربعاء ان لا quot;هدف عسكرياquot; خلف اطلاق القمر الصناعي. وقال قشقوي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان اطلاق الصاروخ quot;مكسب علمي وفني ولا هدف عسكريا لهquot;.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال مؤتمر علمي في طهران ان الغربيين quot;يحتكرون العلم اليوم، وينبغي، بجهد قوي، محاولة اخراج العلم من احتكار الظالمينquot;. واضاف كما نقل عنه التلفزيون الرسمي ان quot;اطلاق القمر الصناعي للاتصالات زاد قدرة ايرانquot;.

وسيلتقي ممثلو الدول الاربع اضافة الى الصين وروسيا الاربعاء في المانيا لمواصلة مشاوراتهم حول البرنامج النووي الايراني، وهو اول اجتماع مماثل منذ تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما مهماته. وردا على سؤال عن هذا الاجتماع، اكد قشقوي ان ايران quot;لن توقف انشطتها النووية السلميةquot;، طالبا من الدول الست الكبرى ان تكون quot;واقعيةquot; عبر قبول البرنامج النووي الايراني.

ورأى مسؤول عسكري في حلف شمال الاطلسي رفض كشف هويته انه اذا تبينت صحة اطلاق القمر الصناعي، فان هذا الامر يؤكد امتلاك ايران صواريخ قادرة على ضرب اسرائيل وجنوب شرق اوروبا. واذا تأكد وضع هذا القمر في المدار، تكون ايران البلد الثاني في المنطقة بعد اسرائيل، الذي يملك قدرة على اطلاق اقمار صناعية.