نجلاء عبد ربه من غزة: عبر فلسطينيون يفترشون الأرض ومن فوقهم خيام، نصبتها لهم مؤسسات وجمعيات إنسانية، بعد تدمير منازلهم من قبل إسرائيل، عبروا عن إستيائهم وغضبهم الشديد للصورة التي وصفوها بـ quot;الضبابية حول توحيد الجهود المبذولة في القاهرة لإنهاء الإنقسام الحاد بين أكبر فصيلين فلسطينيينquot;.
ففي الوقت الذي شهدت القاهرة خلال الأيام العشرة الماضية رحلات مكوكية لتثبيت التهدئة بين حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، وإسرائيل، باتت الأنظار تتجه الآن صوب الفصائل الفلسطينية التي ما إن أنفتئت لحظة من التواجد في القاهرة لإعادة اللحمة الفلسطينية الداخلية، بعد إنقسام حاد نتيجة سيطرة حركة حماس على غزة عسكرياً منتصف حزيران من عام 2007م.
وقال محمد عبد ربه من بيت لاهيا لإيلاف quot;ننتظر بفارغ الصبر إعادة الصف الفلسطيني من جديد، لأن كافة الدعم العربي والغربي المالي لإعادة إعمار المنازل والمؤسسات المهدمة، لن تعطى لحماس أو فتح إلا إذا توحدوا وأنهوا خلافاتهم وشكلوا حكومة وحدة وطنيةquot;.
وأضاف عبد ربه الذي فقد منزله خلال الهجوم البري للدبابات الإسرائيلية على منطقة شرق بيت لاهيا، quot;المشكلة أنهم غير مبالين بما يحدث لنا، وكأنهم قياديون على شعب آخر غير الشعب الذي تضرر وقتل وشرد، وإلا ما تفسير عدم مبالاتهم بإعادة الحوار الجدي نحو إنهاء المناكفات، والتي تعني بكل الأحوال ثقة الحكام العرب من جديد لنا كفلسطينيين، ويمكن من خلال ذلك إعطائنا ما وعدونا به من ملياراتquot;.
ويخشى الفلسطينيون، تحديداً أصحاب البيوت المدمرة والتي قدر عددهم بـ 600 بيت دمرته إسرائيل بشكل كامل، وقرابة الـ 8000 بين بشكل جزئي، يخشون من مقايضة الدول العربية إعادة إعمار غزة بتوحيد الفلسطينيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مقبولة للمانحين الدوليين، في المقابل تماطل حركتا فتح وحماس في إنهاء الإنقسام، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام هؤلاء الناس من إعادة إعمار منازلهم.
وتعيش الأسر التي فقدت بيتها داخل خيام نصبوها فوق أنقاض منازلهم، لكن ذلك ليس سهلاً أمام ما تعودوا عليه في حياة أفضل من التي يعيشونها الآن.
وتقول سمر معروف من نفس المنطقة quot;ستكون مصيبة كبيرة إن قل حماس الدول العربية شيئاً فشيئاً نحو إعمار بيوتنا، وبالتالي قد تحل نكبات جديدة علينا، فينسونا نحن أصحاب البيوت المدمرةquot;.
وكانت الحكومة المقالة قد رصدت مساعدات مالية تقدر بـ 50 مليون دولار لأصحاب البيوت المدمرة بشكل عاجل، فيما قامت حومة رام الله برصد مبلغ 56 مليون دولار للسبب ذاته.
وبحزن قالت السيدة أمال، فقدت منزلها وأحد أبناءها في الحرب الأخيرة، بعد تنهيدة ألهبت صدرها quot;يبدو أننا سنبقى في العراء طويلا. لأن الدول المانحة لا تعترف بسلطة حماس في غزة. وستبقى قضية إعادة بناء منازلنا معلقة إلى حين التوصل إلى حكومة وحدة وطنية توافق عليها الدول الغربية والعربيةquot;.
وتضاربت التقارير المختلفة حول حجم الأضرار الحقيقية التي لحقت بمنازل الفلسطينيين، ففي الوقت الذي كشف تقرير أممي أن 14 ألف منزل دمرت خلال الحرب إضافة إلى 68 مبنى حكومي و31 منظمة غير حكومية، حيث أصبحت هناك حاجة لإزالة 600 ألف طن من الركام. قالت وزارة الأشغال العامة في حكومة غزة أن 5 آلاف أسرة بالقطاع هدمت منازلها وفقدت أثاثها بشكل كامل، وأن مجمل البيوت السكنية التي دمرت وباتت غير صالحة للسكن وصلت إلى 20 ألف وحدة سكنية وتحتاج إلى 40 مليون دولار تكاليف إزالة أنقاضها.
وأكد التقرير الذي أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في القدس، أن ثلاثة ملاجئ تابعة للأونروا ما زالت توفر ملاجئ لـ 388 نازحاً فلسطينياً وأن آلاف السكان ما زالوا دون مسكن بسبب تدمير بيوتهم.
وتحدث التقرير عن تضرر 48% من المرافق الصحية في القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي حيث حصلت أضرار جزئية لـ 15 مستشفى و41 مركزاً للرعاية الصحية الأساسية كما تعرضت 29 سيارة إسعاف لأضرار جزئية أو كاملة.
وكانت وزارة الأشغال العامة في حكومة غزة قد قالت في بيان لها إن إجمالي الأضرار التي لحقت بكل القطاعات المدنية والصناعية والزراعية بالقطاع جراء العدوان الإسرائيلي بلغت حوالي quot;2.215 مليار دولارquot;.