لجان عراقية تلتقي في الخارج الضباط السابقين لحسم ملفاتهم
طالباني يقود مفاوضات لحل أزمة استقالات قياديي حزبه

أسامة مهدي من لندن : باشر الرئيس العراقي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني اليوم مفاوضات لحل الازمة التي يواجهها حزبه اثر استقالة عدد من قياديه وتاييد مجموعة أخرى من كادره المتقدم لهم بالترافق مع مباحثات مماثلة في مدينة السليمانية الشمالية يقوم بها نائب طالباني في قيادة الحزب برهم صالح مع النائب الاخر كوسرت رسول في محاولة لحل أزمة استقالته وقياديين اخرين من الاتحاد أمس.. فيما اعلن في بغداد عن تشكيل لجان في وزارة الدفاع العراقية للسفر الى عواصم عربية للقاء ضباط الجيش العراقي السابق ودراسة حسم ملفاتهم بأعادتهم الى الخدمة أو منحهم مرتبات تقاعدية .

وفي وقت لم يصدر فيه اي بيان رسمي عن الاتحاد حول الازمة والتزم اعلام الحزب الصمت ازاءها فقد اجرى طالباني في بغداد الليلة مباحثات مع وزير داخلية اقليم كردستان عثمان حاجي محمود حول ورقة عمل قدمها خمسة من قياديي الاتحاد للطالباني موضحا ان اجتماعا ثانيا سيعقد خلال الساعات المقبلة لاستكمال النقاشات حول الورقة . كما بدأ نائب طالباني في الاتحاد برهم صالح مباحثات مع النائب الاخر كوسرت رسول بمنزله في مدينة السليمانية مقر الحزب (330 كم شمال شرق بغداد) عصر اليوم مباحثات في محاولة لحل الازمة التي تعصف به اثر اعلان رسول امس رفقة 5 قياديين اخرين استقالاتهم ثم تبعهم اليوم 11 قياديا اخر . ويسعى صالح في مباحثاته هذه التوصل الى صيغة توافقية لتقريب وجهات النظر والحفاظ على وحدة الاتحاد الوطني بحسب مصادر كردية .

وقلل قيادي في الاتحاد الوطني من حجم ldquo;الازمة الحزبيةrdquo; التي حدثت داخل الاتحاد مبينا ان ما يجري من طروحات فكرية لا يحدث للمرة الاولى ولن يكون الاخير وأنه في طريقه الى الحل.

وقال عضو المكتب السياسي في الاتحاد الكردستاني سعدي احمد بيرة لوكالة quot;اصوات العراقquot; إن الاتحاد ldquo;يمتلك مساحة كبيرة من حرية ابداء الرأي لكن بعض وسائل الاعلام فسرت تقديم اعضاء في الاتحاد لافكارهم بمثابة ازمة وهذا غير صحيح لانه دلالة على وجود الديمقراطية داخل التنظيمrdquo; .

وفي وقت سابق اليوم علق 11 قياديا اخر في الاتحاد علقوا عضويتهم واعلنوا تأييدهم لمجموعة المنسحبين الخمسة بانتظار رد زعيم الاتحاد جلال الطالباني على مطالب قدموها له ونقلها وزير الداخلية عثمان حاجي محمود اليه.

ومجموعة المنسحبين الخمسة هم نائب الامين العام للاتحاد كوسرت رسول وأربعة من أعضاء المكتب السياسي : عمر سيد علي وعثمان حاجي محمود وجلال جوهر ومصطفى سيد قادر الذين هددوا بتقديم استقالاتهم بناء على خلافات قالت مصادر ان ابرزها مسألة بقاء عضوية نوشيروان مصطفى النائب السابق لامين الحزب الذي استقال من منصبه قبل ثلاثة أعوام اثر خلافات فكرية مع زعيم الاتحاد جلال الطالباني.

وكانت مجموعة من أعضاء وكوادر الاتحاد الوطني قد أصدروا بيانا صيف العام الماضي من خارج العراق أعلنوا فيه عن تشكيل تكتل جديد أطلقوا عليه ldquo;تيار التغيير والديمقراطيةrdquo; وطالبوا فيه باستقالة قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وأعلنوا فيما بعد تأييدهم لتيار نائب الأمين العام للاتحاد نوشيروان مصطفى.

واستقال نوشيروان مصطفى من منصبه كنائب للطالباني في كانون الأول (ديسمبر عام 2007 ثم أسس شركة إعلامية باسم شركة (وشه) أي الكلمة لكن قيادات في الاتحاد قالت أن نوشيران لم يبتعد فعليا عن التدخل في الشؤون الداخلية للاتحاد. وكان المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني قرر في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي طرد اربعة كوادر اثر مطالبتهم باجراء تغيير في قيادة الحزب. واكد بيان للحزب حينذاك ان المكتب السياسي قرر بحضور طالباني طرد اربعة كوادر متقدمة بسبب انشاء منبر داخل الحزب ومطالبات بتغييرات في قيادة الاتحاد.

واشار الى ان هذه المجموعة تريد القيام بانقلاب على هيئة القيادة في الحزب والانقلاب على الشرعية والهيئات المنتخبة من قبل اعضاء الاتحاد خلال المؤتمرات . والكوادر الاربعة هؤلاء هم من قادة الاتحاد الوطني الكردستاني في بريطانيا. وقد شكل الاربعة تكتلا باسم quot;عصبquot; مؤكدين ان الحزب يمر بمرحلة تنظيمية صعبة تهدد استمراريته وحملوا الهيئة القيادية الحالية مسؤولية ذلك وطالبوا باستقالتها. وتتكون الهيئة القيادية من اربعين شخصا بينهم 16 اعضاء في المكتب السياسي.

وكان طالباني اسس عام 1975 الاتحاد الوطني الكردستاني في خطوة كرست انفصاله عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعام رئيس اقليم كردستان حاليا مسعود بارزاني .

وقد احتج كوسرت رسول على تصريحات ادلى بها الشيخ اراز جنكي ابن شقيق الطالباني لصحيفة هاولاتي المستقلة الناطقة باللغة الكردية أثارت انزعاجه وعدد من قيادات الاتحاد الوطني، كون اراز هو خارج الاتحاد ولا يحق له التدخل بشؤون الاتحاد .

وقال مصدر كردي ان الازمة الحزبية التي اثيرت داخل قيادة الاتحاد الوطني خلال الايام الماضية نتجت عن رفض قيادات في الاتحاد لتدخلات نائب الامين العام المستقيل نوشيران مصطفى في النشاطات الفكرية للاتحاد خصوصا وانه (نوشيران) ما زال يطالب باجراء اصلاحات داخل الاتحاد رغم استقالته عام 2007 .

بغداد تستقبل الضباط السابقين العائدين من الخارج لحسم ملفاتهم

أعلنت بغداد عن تشكيل لجان في وزارة الدفاع العراقية للسفر الى عواصم عربية للقاء ضباط الجيش العراقي ودراسة حسم ملفاتهم بأعادتهم الى الخدمة أو منحهم مرتبات تقاعدية . واجتمع وزير الدفاع عبد القادر محمد جاسم في بغداد اليوم الأحد مع رئيس لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية وأعضائها وبحث معهم موضوع حسم ملف الجيش العراقي السابق. وتم خلال الاجتماع مناقشة عودة ضباط الجيش العراقي السابق إلى الخدمة أو إحالتهم على التقاعد والاتفاق على تشكيل لجان مختصة للقاء ضباط الجيش العراقي السابق ممن هم خارج العراق وخاصة في سوريا والأردن واليمن ومصر بالتنسيق مع السفارات هناك لحسم ملفاتهم إما عن طريق إعادتهم إلى الخدمة أو إحالتهم على التقاعد كما قال بيان لوزارة الدفاع تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه .

وكانت السلطات العراقية قررت الاسبوع الماضي فتح مكاتب في خمس عواصم عربية من اجل اعادة الاف الضباط العراقيين من منتسبي الجيش القديم الى القوات العراقية الحالية بهدف تطوير قدراتها تهيئة لاستلام الملف الامني في انحاء البلاد بعد انسحاب القوات الاجنبية الذي يبدأ في تموز (يوليو) المقبل وكذلك لتعزيز خطط المصالحة الوطنية اضافة الى انهاء ملفات هؤلاء الضباط الذين خرجوا من العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 .

وقررت السلطات فتح خمسة مكاتب لهيئة المصالحة الوطنية في كل من عمان ودمشق وصنعاء ودبي والقاهرة للقاء ضباط الجيش العراقي المقيمين فيها وهم بالالاف لبحث عودتهم الى الجيش العراقي واستلام طلبات التحاقهم او احالة من يرغب منهم الى التقاعد وتسهيل استلامهم لمرتباتهم التقاعدية واوضح ان عمل هذه المكاتب سيستمر حتى الرابع من الشهر المقبل . واشارت الى ان هذه الفترة ستكون كافية للانتهاء من حسم امر الضباط المقيمين خارج العراق والراغبين في العودة الى الجيش . ومن جهته رصد مجلس الوزراء العراقي مبلغ مبلغ مقداره 65 مليون دولار (72،67 مليار دينار) ضمن الموازنة العامة لعام 2009 لمشروع المصالحة الوطنيةrdquo; .

وخلال العامين الماضيين اعلنت الحكومة العراقية موافقتها على اعادة ضباط الجيش المنحل برتبة رائد فما دون الى الخدمة واحالة الرتب العليا الى التقاعد وذلك ضمن الخطوات المتخذة في سبيل تحقيق laquo;المصالحة الوطنية . وقالت ان الضباط برتبة مقدم فما فوق سيمنحون راتبا تقاعديا مساويا لاقرانهم حاليا حتى انجاز معاملات التقاعد وتسوية الفروق المالية لاحقا أما بالنسبة للراغبين في العودة فان ذلك مرتبط بامكانية استيعابهم . وفي ما يتعلق بالضباط برتبة رائد فما دون فانهم laquo;سيعادون للخدمة العسكرية وعليهم مراجعة الجهات المختصة لانجاز معاملاتهم .

واوضحت ان الضباط من رتبة رائد فما دون من ذوي الاختصاصات العلمية كالطب والهندسة وغيرها سيلتحقون بالوزارات المدنية المناسبة لاختصاصاتهم . واضافت ان هذه الاجراءات تأتي تلبية لتوصيات اللجنة الخاصة بحقوق منتسبي الجيش والكيانات المنحلة وبتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي . وقالت ان القرار يأتي انسجاما مع عملية المصالحة الوطنية ومن اجل رفع معاناة عائلات الضباط ومنتسبي الجيش والكيانات المنحلة .

وتعمل لجان رسمية من وزارتي الحوار الوطني والدفاع ولجنة المصالحة بمجلس النواب على إنهاء ملف منتسبي الجيش العراقي السابق وتخييرهم بين العودة إلى القوات الأمنية أو التقاعد . ولحد الان يبلغ عدد الضباط والمنتسبين غير المعادين الى الخدمة حوالي 141 الفا . وكان الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق بول بريمر قد اصدر قرارا بحل الجيش العراقي بعد سقوط النظام العراقي السابق ودخول القوات الأميركية الى البلاد عام 2003 .