طبخت في القاهرة
تهدئة جاهزة بين حماس وإسرائيل بانتظار قرار

خلف خلف من رام الله: يعلق الكثير من الفلسطينيين أمالاً كبيرة على الاتصالات الجارية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوساطة مصرية، وإذ يعول الكثيرون على تهدئة وصفقة تبادل أسرى تتمخض عن الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين، لا سيما أصحاب الاحكام المرتفعة منهم، لكن هذه الامنية تصطدم في تعنت إسرائيلي شديد، الهدف منه تخفيض حجم الثمن المدفوع في الصفقة المزدوجة، وبحسب العديد من المعطيات والتصريحات الرسمية فإن قادة تل أبيب على ما يبدو يخشون في الوقت الحالي إنجاز تهدئة لا تشمل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت. وهو ما يتضح من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي أشار خلاله إلى أن معابر غزة لن تفتح ما دام شاليت في الأسر.

ويرى مراقبون أن مخاوف إسرائيل مستمدة من إمكانية تحقيق تهدئة تحسن الحياة المعيشية في القطاع، وبالتالي عدم القدرة على لي ذراع حركة حماس من جديد، ومواصلة تمسك الحركة في شروطها، وهي إطلاق 1500 أسير فلسطيني، من ضمنهم أسماء كبيرة، مثل الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، والقيادي البارز في حركة فتح، مروان البرغوثي.

أما حركة حماس فتؤكد من جانبها، أنه لا علاقة بين صفقة التبادل وملف التهدئة، إذ أن كل منهما قضية منفصلة يجري التعامل معها على حده، وهو ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة المقالة في قطاع غزة غزة، طاهر النونو، الذي قال في تصريحات من القاهرة: quot;لا علاقة بين ملفي التهدئة وشاليط ولكل منهما استحقاقاته المختلفةquot;. وعلى ما يبدو فإن حماس لا تريد الخضوع لضغوط إسرائيل، وإتمام صفقة تبادل تشمل إطلاق شاليت مقابل فتح المعابر، بمعنى إبقاء قواعد اللعبة في يد إسرائيل فقط.

ويأتي ذلك بموازاة مشاورات مكثفة يجريها أولمرت مع وزير دفاعه إيهود باراك للبحث في بنود التهدئة التي نقلتها مصر إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، وبحسب التسريبات الإعلامية فإن المطروح حاليا هو تهدئة مدتها 18 شهرا، قابلة للتمديد ما لم يحدث ما يعيقها، وهو ما ينتظر موافقة إسرائيل في الوقت الراهن.

وكانت صحيفة quot;يديعوتquot; نقلت عن مصدر أمني وصفته بالرفيع إيضاحه أن القرار حول صفقة تبادل الأسرى سيتخذ الأسبوع الحالي، وأن إسرائيل باتت أمام ساعة الحسم في هذا الشأن. وقال المصدر أن quot;صناع القرار الإسرائيليين سيتطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة بشأن إطلاق سراح غلعاد شاليط في إطار تسوية توصلت إليها مصر مع حماسquot;. موضحا أن quot;القرارات الصعبة تتعلق بإطلاق سراح الأسرى الذين تطالب بهم حركة حماس ومن بينهم أسرى من قيادة الحركة وعرب من إسرائيل(فلسطينيين من داخل الخط الأخضر)quot;.

وتأتي هذه المحادثات العاصفة في وقت تعيش إسرائيل نقاشا حادا من أجل ترتيب البيت الداخلي، مع العلم أن مسألة تشكيل حكومة جديد باتت مهمة صعبة التحقق في ظل تقارب عدد المقاعد بين حزبي الليكود وكاديما، وتقول الإذاعة الإسرائيلية إن لعبة البوكر الائتلافية على أشدها ولاعبو البوكر يتحلّقون حول الطاولة استعدادا لطرح اوراقهم عليها باستثناء احد اللاعبين الرئيسيين افيغدور ليبرمان زعيم حزب quot;إسرائيل بيتنا quot; الذي يتغيب مؤقتا عن اللعبة.

في غضون ذلك قال مسؤول في حزب الليكود صباح اليوم إن رئيس الحزب بنيامين نتانياهو سيدعو فور تكليفه المرجَّح بتشكيل الحكومة المقبلة رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني للقائه لدراسة فرصة تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الحزبين. جاء ذلك تزامناً مع تزايد الأصوات داخل كاديما التي تدعو ليفني إلى الجلوس في مقاعد المعارضة البرلمانية علماً بأن هذه المسألة ستكون مدار بحث خلال اجتماع كتلة الحزب بعد ظهر اليوم.

وقال الوزير أفي ديختر وهو من كبار مسؤولي كاديما إن الحزب لن يشارك في حكومة لا يتناوب على رئاستها نتانياهو وليفني . صحيفة معاريف بدورها أوردت اليوم أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت نصح السيدة ليفني في اجتماع مغلق بينهما يوم الخميس الماضي بعدم الانضمام الى ائتلاف بقيادة نتانياهو بل الذهاب الى مقاعد المعارضة بحيث ستقود حزب كاديما الى الفوز في الانتخابات المقبلة. .