وأفشلت إسرائيل، بحسب الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، العديد من المحاولات الفلسطينية والعربية لأسر إسرائيليين ومبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين والعرب. وقال فروانة لإيلاف quot;إن إسرائيل إعتمدت على قوة إستخباراتها وتكنولوجيتها العالية، وكانت تراهن دوماً على عامل الوقت لإنهاء قضايا تبادل الأسرى، لكن حنكة العرب والفصائل الفلسطينية وحزب الله، اجبرها على تغيير إستراتيجيتها إزاء قضية تبادل الأسرىquot;.
وأكد فروانة أن إسرائيل لا زالت quot;تتحفظ على الكثير من الأسماء التي وضعتها حركة حماس في ملف التبادل، لكنها ستُجبر في نهاية المطاف بالمصادقة على إطلاق 450 أسير كمرحلة أولىquot;. وقال quot;يبلغ عدد الأسرى حالياً قرابة 9000 أسير موزعون على قرابة عشرين سجن ومعتقل ومركز تحقيق وتوقيف، بينهم 336 أسير معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، و760 أسير يقضون حكماً بالسجن مدى الحياة، منهم 11 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن . وتابع quot; من بين الأسرى، يوجد 41 نائب ووزير سابق، كما و يوجد بينهم أيضاً 69 أسيرة منهن أمهات، و246 طفل، أصغرهم هو يوسف الزق الذي أنجبته والدته الأسيرة فاطمة الزق في يناير من العام الماضيquot;.
ويبدو أن وتيرة ملف تبادل شاليط بأسرى فلسطينيين تتسارع قبل تسليم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت منصبه لتسيبي ليفني التي فازت بـ 28 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي، والتي من المحتمل أن تخفق في تشكيل حكومتها، أو بيبي نتنياهو الذي حاز حزبه الليكود على 27 مقعداً، وهو الأقرب لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
ويحاول أولمرت أن ينهي حياته السياسية بعودة الجندي الأسير جلعاد شاليط إلى أهله سالماً. ويسعى إلى quot;تنظيف الطاولةquot; قبل إنهاء ولايته وحل قضية شاليط. حيث عقد جلسة تشاورية بمشاركة عدد من الوزراء لمناقشة موضوع التهدئة وقضية الجندي الأسير شاليط . لكن مراقبون فلسطينيون أوضحوا لإيلاف أن إسرائيل قد لا تسمح للمفرجين عنهم، خاصة سكان قطاع غزة quot;بالعودة إليها، وقد تصر على نقلهم إلى الضفة الغربية، الأمر الذي يكون من السهل عليها إعتقالهم تحت حجج جاهزة ومعدة لهم مسبقاًquot;.
ويوجد من بين الأسرى العشرات من العرب، منهم 9 أسرى من الجولان المحتل، فضلاً عن وجود أسير سعودي، وعشرات المعتقلين من جنسيات عربية مختلفة اعتقلوا بعد اجتيازهم الحدود المصرية - الإسرائيلية لأسباب مختلفة. إلى جانب إحتجاز إسرائيل لجثامين مئات الشهداء والشهيدات في ما يُعرف بمقابر الأرقام.
وتحولت القاهرة التي تلعب دور الوسيط في حل القضايا الفلسطينية هذه الفترة، خاصة تثبيت التهدئة وإنهاء الإنقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وإغلاق ملف شاليط ومبادلته بأسرى فلسطينيين وعرب، محجاً لوفود حركة حماس، بالإضافة إلى زيارة المسؤولين الإسرائيليين. ويضغط المصريين على إسرائيل للموافقة على تحقيق صفقة التبادل وإنهاء هذا الملف الذي يزيد عمره عن العامين.
وكانت ثلاث فصائل فلسطينية مشتركة، منهم كتائب القسام التابعة لحركة حماس، قاموا باقتحام معسكر إسرائيلي منتصف يونيو عام 2006، وتمكنوا من اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أعقبها قيام إسرائيل باعتقال معظم نواب حركة حماس في المجلس التشريعي في الضفة الغربية من بينهم رئيس المجلس الدكتور عزيز الدويك، فضلاً عن ضرب قطاع غزة وبنيتها التحتية.
ونفى رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل أمس الأول وجود أي اتفاق بين حركته وإسرائيل حول الجندي الإسرائيلي. واتهم إسرائيل بأنها quot;تسعى لخلط الملفات وتحاول ربطها بموضوع فتح المعابرquot;. وهو ما أكده مستشار رئيس وزراء الحكومة المقالة الدكتور احمد يوسف بالقول quot;ملف تبادل الأسرى يعتبر ملفا مستقلا تماما، وهو مرتبط بعملية واسعة لتبادل الأسرى بين الاسرائيليين والفلسطينيينquot;. وقال مشعل في تصريح صحافي له، إن حركته quot;ترفض ربط قضية شاليط بفتح المعابر وأنها أبلغت المصريين بذلك. هذا الأمر مرفوض ونحن أبلغنا المسؤولين المصريين بذلكquot;.
وتطالب حماس إسرائيل بالإفراج عن نحو 1400 أسير فلسطيني، منهم 350 قادة كبار من الحركة ومن الفصائل الفلسطينية الأخرى، بما فيهم أسرى عرب الـ 48. وهو ما ترفضه تل أبيب حتى اللحظة، وتبين معلومات صحافية أن الأخيرة توافق فقط على تحرير 200 اسم من العدد الإجمالي لأصحاب الأحكام المؤبدة، فيما تصر الأخيرة على أن quot;الأسرى من عرب الداخل هم مواطنين إسرائيليين، ولا يمكن لأي كان التدخل بأمور داخليةquot;.
وأكد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة انه منذ عام 1948، تم رصد 36 عملية تبادل للأسرى بين العرب أو الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي. وقال لإيلاف quot;بدأتها مصر في العام 48، وفي 1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باختطاف طائرة إسرائيلية تابعة لشركة العال، كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكب، وتم إبرام الصفقة مع إسرائيل من خلال الصليب الأحمر الدولي، وأفرج عن الركاب مقابل 37 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام العاليةquot;.
التعليقات