طلال سلامة من روما: تشهد ايطاليا، في الآونة الأخيرة، موجة اغتصابات بحق مراهقات ونساء، في وضح النهار، في قلب الأماكن والمنتزهات العامة، مما يزيد من سلبية النظرة التي يكنها الإيطاليون حيال الأجانب. وهذا يعود بذاكرتنا الى عهد هجرة الإيطاليين الى ألمانيا، للعمل، حيث حدثت اعتداءات متبادلة بينهم وبين الألمان بسبب محاولة بعض المهاجرين الإيطاليين التوغل في الأنسجة الاجتماعية الأنثوية، بالقوة مثيرين هكذا غيرة الألمان منهم. وتتكرر هذه الظاهرة هنا إنما بصورة أشرس تعكس معها الوحدة والعيش على هامش المجتمع الذين تعاني منهما شريحة quot;هامةquot; من المهاجرين.

صحيح أن بعض الأجنبيات يتعرضن بدورهن لشتى أنواع الاعتداءات الجنسية هنا، بيد أنه يبدو أن المهاجرين، المتأتيين من أوروبا الشرقية وأفريقيا الشمالية، يستأثرون بحصة الأسد في هذه الاعتداءات والاغتصابات الجماعية، التي لا ترى لا عمراً ولا رحمة. فالعديد من هذه الاغتصابات، في المدن الرئيسية الكبرى، تطال مراهقات عزل يخضعن لنوعين من العذاب، الجسدي والنفسي، على مرأى السلطات الأمنية الحاضرة الغائبة.

في سياق متصل، تتحرك رابطة الشمال لمواجهة هذه الاعتداءات بكافة الوسائل المتاحة أمامها. وستقود حملة لجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات من أجل إخضاع المغتصبين لعملية الخصي الكيميائي. فالعديد من المدن الواقعة شمال ايطاليا بدأت تتذمر من تفشي هذه الظاهرة الموجعة بحق نساؤها. ما يحث رابطة الشمال على الاستنفار بإقليم quot;لومباردياquot;(عاصمته ميلانو) لاحياء حملة استفتاء شعبية تؤيد إسكات الأنشطة الجنسية للمغتصبين، كيميائياً، بصورة أبدية. هذا وتريد رابطة الشمال، عن طريق جمع هذه التوقيعات، الضغط على البرلمان الإيطالي من أجل الإسراع الى التصويت حول اقتراح قانوني، خاص بالعنف الجنسي، موجود في سلة القوانين الأمنية.

وتتمسك رابطة الشمال بأن الحل quot;الصيدلانيquot; الوحيد القادر على ردع المغتصبين من تكرار أعمالهم الوحشية بحق النساء العزل. إذن، فهي تخطط لجمع مئات الآلاف من التوقيعات لتشغيل محرك قانوني، يعتمد على الخصي الكيميائي، حيز التنفيذ في العديد من الدول الأوروبية، وفق ما تدعيه هذه الرابطة برغم أن الحل يبقى quot;مريباًquot; قليلاً، حضارياً، ويذكرنا بعادات أهل الكهف.