اعتدال سلامه من برلين: على الرغم من ان القرار كان للحكومة الاميركية السابقة واتخذه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس يومها، الا ان سحب جزء من القوات الاميركية المرابطة فوق الاراضي الالمانية سوف يبدأ مطلع الربيع المقبل ويدوم حتى عام 2011، حيث يرابط في المانيا حاليا 64 الف جندي اضافة الى عشرة الاف موظف مدني اميركي.

لكن تقرير وزارة الدفاع الالمانية اشار اليوم الى ان تخفيض الولايات المتحدة لقواتها لن يكون كما اقرت في السابق ليصل العدد الى 24 الف بل ستبقي على 43 الف جندي، كما سيتواصل استخدام القوات الاميركية لنفس المطارات الالمانية. وتستخدم الولايات المتحدة المطارات المدنية الالمانية او القسم العسكري منها مثل مطار فرانكفورت من اجل نقل قواتها الى مناطق التوتر مثل العراق وباكستان دون الحاجة الى اخذ تصريح من السلطات الالمانية.

واستخدام الولايات المتحدة للمطارات والاراضي الالمانية بدا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وذلك بناء على اتفاقيات ابرمت على حقبات زمنية مختلفة بدءا من عام 1954، اضافة الى معاهدة مع حلف شمال الاطلسي.

وتعتبر المانيا من اكثر البلدان التي تضم مواقع عسكرية اميركية وتصل الى 823 موقعا وثكنة بعدها اليابان وفيها 130 ثكنة عسكرية اميركية ثم جنوب كوريا 106 موقعا عسكريا اميركيا. وتصل المساحة التي تحتلها المواقع العسكرية الاميركية في المانيا الى 74،700 هكتار.

واكثر التواجد العسكري الاميركي كثافة في الولايات الجنوبية، ففي ولاية بادن فورتنبيرغ حوالي 8200 جندي اميركي وفي بافاريا 19 الف وفي ولاية هسن 11200 جندي وفي راين بفالس 23،800 جندي.

يشار الى انه في مدينة هايدلبيرغ يوجد المقر الرئيسي للقوات الاميركية وهو الذي يشرف في نفس الوقت على توزيع القوات الاميركية في القارة الاوروبية، اضافة الى المقر الرئيسي للقوات الجوية الاميركية في مدينة رامشايد والقيادة العسكرية الاميركية للقوات المسلحة في اوروبا ومقرها مدينة شتوتغارت والقاعدة الحربية في بلدة بوخل. وكان فد بني في شتوتغارب قبل سنوات قليلة مقر قيادة للمهات الاميركية في القارة الافريقيةAFRICOM.

ومن المراكز التي تلعب دورا كبيرا في مهمات القوات الاميركية في العالم مقر القوات الجوية في رامشايد والقاعدة الحربية في بوخل، حيث يخزن فيهما ايضا الصواريخ التي تحمل روؤسا نووية لا يعرف حتى الان عددها ، لكن يتردد ان هناك 20 صاروخا مخزنا في بوخل.

وتستخدم القوات الاميركية مطارات مدنية مثل مطار لايبزيج الذي زاد عدد رحلاته في الاوانة الاخيرة حيث يتم نقل الوحدات الاميركية الى المملكة العربية السعودية وعمان والكوبت واوزبيكستان وافغانستان والعراق. وتتهم منظمات حماية الانسان القيادة العسكرية الاميركية بانها استغلت المطارات المدنية الالمانية من اجل نقل اشخاص تم خطفهم باعتبار انهم عناصر من القاعدة ونقلوا الى معتقل غوانتانامو وغيره.

ولا يمكن حتى الان تقدير مصاريف القواعد العسكرية الاميركية في المانيا، لكن هناك اتفاقيات موقعة تلزم الحكومة الالمانية بتحمل جزء منها ووضعت في خانة quot; تكاليف حمايةquot; منها تكاليف حماية المستخدمين المدنيين العاملين في الثكنات وتغطية الاضرار التي تسببها المناورات العسكرية الاميركية فوق الاراضي الالمانية. وبناء على تقدير رسمي وصلت هذه التكاليف ما بين عامي 2001 و2006 الى 460 مليون يورو.