بيونس أيريس: طلبت السلطات الأرجنتينية من الأسقف الكاثوليكي، ريتشارد وليامسون، مغادرة البلاد في غضون عشرة أيام، وذلك في أحدث تطور يطرأ بقضية رجل الدين المسيحي الذي ظهر الشهر المنصرم على شاشة التلفزيون السويدي مشككاً في حصول المحرقة اليهودية quot;هولوكوستquot; خلال الحرب العالمية الثانية.

وأعادت الوزارة قراراها إلى قيام الأسقف بـquot;إخفاء الدافع الحقيقي لوجوده في البلاد،quot; إلى جانب تصريحاته المنكرة للمحرقة التي وصفتها الوزارة بأنها quot;حقيقية تاريخيةquot; يؤدي التشكيك فيها إلى quot;إيذاء المجتمع الأرجنتيني والشريحة اليهودية والإنسانية جمعاء.quot;

وبحسب الوزارة فإن وليامسون أشار إلى أنه موظف لدى جمعية لا تراديسيونquot; الاجتماعية، في حين أنه بالواقع كاهن ومدير فرع جمعية القديس بيوس الخامس في منطقة مارينو، علماً أن الجمعية كانت تضم عناصر كاثوليكية متشددة فرض عليها البابا يوحنا بولس الثاني حظراً كنسياً عام 1988 بعدما رفض مؤسسها، مارسيل ليفيبريف، الإصلاحات التي رغب البابا آنذاك بإدخالها على الكنيسة.

وذكرت وزارة الداخلية الأرجنتينية أن تصريحات وليامسون التي أدلى بها للتلفزيون السويدي quot;معادية للساميةquot; وقد تسبب هذا quot;برفض المجتمع له.quot;

وكان وليامسون قد قال في المقابلة، التي تناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام لاحقاً: quot;أعتقد أن الدلائل التاريخية تخالف بقوة (القول) بأن ستة ملايين يهودي قتلوا بصورة متعمدة في غرف الغاز ضمن سياسة مقصودة وضعها أدولف هتلر.quot;

وأضاف الأسقف: quot;أعتقد أنه ليس هناك غرف غاز.quot;

وسبق ذلك قيام البابا بنديكتوس السادس عشر برفع العزل الكنسي عن ويليامسون في يناير/ كانون الثاني الماضي، غير أن الضجة التي أثارتها تصريحاته دفعت الفاتيكان إلى إصدار بيانات تذكّر بمواقف البابا المدينة لما تعرض له اليهود خلال الحقبة النازية.

وقد اعتذر الأسقف عن quot;التوترquot; الذي يمكن أن تكون تصريحاته قد تسببت به للبابا، غير أنه لم يسحبها، علماً أن إنكار المحرقة يعتبر جريمة في ألمانيا.