تل ابيب: بات زعيم اليمين الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة أمام خيار وحيد وهو تشكيل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل بعد فشل محاولته الأخيرة لإقناع زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني بالانضمام اليه. وقال نتانياهو الذي يعارض اقامة دولة فلسطينية مستقلة انه لن يكون من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب كاديما (اليمين الوسط) ملقيا اللوم في ذلك على ليفني، وزيرة الخارجية المنتهية ولايتها.
واضاف نتانياهو اثر لقاء مع ليفني في تل ابيب quot;فعلت كل ما بوسعي من اجل الوحدة التي هي مهمة جدا في وجه التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجهها اسرائيل. للاسف الشديد، اصطدمت بمعارضة قاطعة من السيدة ليفنيquot;. وتابع quot;قبل وبعد الانتخابات، وعدت بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وكنت بالتالي مستعدا للذهاب بعيدا في تقديم تنازلاتquot;، مؤكدا انه كان مستعدا لمنح كاديما ثلاث وزارات اساسية، هي الخارجية والدفاع والمالية.
وقالت ليفني من جانبها انها تفضل ان تكون في صفوف quot;المعارضة المسؤولةquot;. وصرحت بعد اللقاء الذي استمر تسعين دقيقة مع نتانياهو quot;انتهى الاجتماع بدون الاتفاق على المسائل الرئيسيةquot;. ولكنها اضافت quot;سادعم الحكومة التي سيتم تشكيلها اذا لزم الامر، وعليه سنكون معارضة مسؤولة. سندعمها في التصدي للتهديدات التي تواجهها اسرائيل عند الضرورةquot;.
ومعنى هذا الفشل ان نتانياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة موسعة وسيتعين عليه ان يتحالف مع اليمين المتطرف والاحزاب الدينية ليضمن اغلبية من 65 مقعدا من اصل 120 في الكنيست. وكلف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز زعيم حزب الليكود (27 مقعدا) رسميا بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة في 20 شباط/فبراير، وامامه حتى الثالث من نيسان/ابريل للحصول على مصادقة البرلمان.
وكانت المرة الثانية التي يسعى فيها نتانياهو لاقناع ليفني بالانضمام الى حكومته بهدف زيادة مصداقيتها. وكانت ليفني تامل في ان يتم تكليفها بتشكيل الحكومة، واعلنت مرارا انها لن تنضم الى نتانياهو لانه سيعيق كل فرص السلام لرفضه اقامة دولة فلسطينية. وتمسكت ليفني بموقفها رغم ان استطلاعات الراي بينت ان اغلبية من الاسرائيليين وخصوصا من ناخبي كاديما يفضلون حكومة وحدة، وان بعض قادة الحزب لا يؤيدون الانتقال الى المعارضة.
وعارضت ليفني المشاركة في حكومة برئاسة نتانياهو معتبرة انها ستعطل كل فرص اعادة اطلاق مسيرة السلام من خلال رفض زعيم الليكود اقامة دولة فلسطينية. وقالت ليفني لصحيفة quot;معاريفquot; الجمعة ان quot;نتانياهو لا يؤمن بعملية السلام وهو سجين الرؤى التقليدية لليمينquot; المعارض للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة. واضافت ليفني التي حصل حزبها كاديما على 28 مقعدا في الانتخابات التشريعية في العاشر من شباط/فبراير، quot;في ظل هذه الظروف فان افضل خيار هو خدمة الشعب في المعارضةquot;.
وينفي نتانياهو رفضه التفاوض مع الفلسطينيين رغم معارضته لمبدأ الدولتين. وخلال مقابلة الخميس مع الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، اكد ان الحكومة التي سيشكلها quot;ستعمل مع واشنطنquot; من اجل استئناف عملية السلام وستحترم الالتزامات السابقة التي وقعت عليها اسرائيل، كما افاد مقربون منه.
في هذا الوقت، سعى زعيم quot;اسرائيل بيتناquot;، الذي سيكون اكبر حزب في ائتلاف نتانياهو بزعامة افيغدور ليبرمان (15 مقعدا) والطامح لتولي حقيبة الخارجية، الى تصحيح صورته كقومي يميني متطرف. ففي مقابلة مع صحيفة quot;جويش ويكquot; الاميركية التي يعاد اصدارها في اسرائيل، اعلن ليبرمان انه يؤيد اقامة quot;دولة فلسطينية تملك مقومات الاستمرارquot; ورفض ان يوصف بانه quot;يميني متطرفquot;، ووعد بالتعاون مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وحظي ليبرمان القادم من الاتحاد السوفياتي السابق بلقب quot;الرجل القويquot; بعد ان ركز حملته الانتخابية على التهديد بطرد العرب من اسرائيل ان لم يعلنوا ولاءهم الكامل للدولة اليهودية، واعلن ان على اسرائيل ان تتعامل مع حماس في غزة كما تعاملت روسيا مع الشيشان.
التعليقات