إيران ترفض إطفاء الديون العراقية التي قدرتها بألف مليار دولار
مفاوضات صعبة خاضها الطالباني في طهران

عبد الرحمن الماجدي وخسرو علي أكبر من طهران: واصل الرئيس العراقي جلال الطالباني مباحثاته الشاقة مع المسؤولين الايرانيين التي تدور منذ ثلاثة أيام في العاصمة طهران حول عدة ملفات سياسية واقتصادية أهمها مسألة الديون العراقية لايران المرتبطة بالحرب العراقية الايرانية والتي تقدر بألف مليار دولار حسب وسائل الاعلام الايرانية التي أكدت رفض المسؤولين الايرانيين إلغاءها، على الرغم من تذكير الرئيس العراقي للمسؤولين الايرانيين بإلغاء عدة دول اوروبية وغير اوروبية لديونها على العراق فيما قامت دول اخرى بتخفيضها، داعياً الايرانيين الى اتخاذ مواقف أكثر مرونة ويناسب حجم العلاقة الودية بين الشعبين العراقي والايراني.

وذكر مصدر إعلامي لايلاف أن المباحثات بين الجانبين الايراني والعراقي لم تقتصر على العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي انما شملت ملفات عدة من بينها استئناف المفاوضات الايرانية الاميركية حول العراق، مضيفاً ان الطالباني عرض الوساطة بين الجانبين، إضافة الى ملف الدبلوماسيين الخمسة الايرانيبن المعتقلين لدى الجيش الأميركي في العراق، مبيناً أن الرئيس الطالباني وعد الجانب الايراني بالعمل على اطلاق سراحهم ضمن خطة القوات الاميركية في تسليم ملفات المعتقلين العراقين وغير العراقيين لديها للجانب العراقي.

كما تضمنت المباحثات بين الجانبين ملف منظمة مجاهدي خلق في العراق التي تسلم الجانب العراقي معسكراتها قبل أشهر من القوات الاميركية مما وضع مقاتلي هذه المنظمة امام الإبعاد من العراق، حيث يطالب عدد من البرلمانيين والسياسيين العراقيين باخراجهم من العراق دون تسليمهم لايران متهمينهم بالمساهمة في عمليات قتل عراقيين ابان فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو مانفته المنظمة في تصريحات سابقة. غير أن المصدر الايراني كشف لايلاف عن سعي إيراني لتسليم قادة المنظمة المتواجدين في العراق لايران ضمن اتفاقية تسليم المجرمين بين البلدين، حسب تعبيره.

وفي تصريح للرئيس العراقي جلال الطالباني لعدد من وسائل الاعلام الايرانية أشار الى عدم وجود أي عوائق تحول دون تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين وفي مختلف المجالات. وأن الشعب العراقي يتخذ خطوات مهمة في مجال الاستقرار والامن والاعمار. مبينا أن مساهمات إيران في المجالات الاقتصادية في العراق هي تحت إشراف الحكومة العراقية، داعيا إلى تطوير هذه العلاقات بشكل أكبر.

وبين الطالباني للايرانيين quot;أن رجال الحكم في العراق الان حاربوا الى جانب إيران في الحرب التي فرضها عليهم النظام البعثي، وان الشعب العراقي بريء مثلما الشعب الايراني بريء، وان صداماً قد اعتدى في هذه الحرب على الشعب العراقي قبل أن يعتدي على الشعب الايرانيquot;.

يذكر أن هذه هي الزيارة السادسة للرئيس العراقي جلال الطالباني لايران منذ عام 2003. ويرافقه وزراء التجارة والكهرباء والاسكان والتعمير إضافة إلى مساعد وزير الخارجية العراقية ورئيس لجنة العلاجات الخارجية في البرلمان العراقي ورئيس وزراء اقليم كردستان العراق نيجرفان برزاني. والتقى خلال الزيارة إضافة إلى نظيره الايراني عددا من المسؤولين كرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، الذي وجه إليه دعوة رسمية لزيارة العراق.