ام قصر: قال ضباط بريطانيون أن خطر القرصنة في خليج عدن قد يرغم البحرية الملكية البريطانية على مرافقة البحارة العراقيين في أول رحلة يقومون بها من إيطاليا إلى الوطن. ففي الأول من حزيران/يونيو، سيقطع اولى زوارق الدرويات الايطالية الصنع من جيل جديد مسافة 5500 ميل بحري انطلاقا من تارانتو عبر البحر الأبيض المتوسط ثم قناة السويس الى خليج عدن قبالة سواحل الصومال، ومضيق هرمز وصولا الى المياه الاقليمية العراقية.

الشكوك حيال خبرة افراد الطاقم وعما اذا كان الزورق الجديد مجهزا باسلحة مناسبة، دفعت بالضباط البريطانيين الى التفكير بتوفير حماية مسلحة عند النقاط الرئيسية على امتداد طريق الرحلة التي تدوم شهرا. وقال الكابتن ريتشارد انغرام رئيس فريق البحرية الملكية لتدريب البحارة العراقيين في ام قصر (جنوب البصرة) quot;انها خطوة كبيرة للبحرية العراقية ويتم النظر في مختلف التدابير لاجهاض المخاطر خلال رحلتهمquot;. واضاف quot;كما تعلمون، فان البحرية العراقية لم تفعل شيئا مثل هذا منذ فترة زمنية طويلة (...) ويتم التدقيق بعناية فيما يخص سلامة الرحلة 5500quot;.

وتعمل البحرية العراقية حاليا على اعادة بناء قدراتها بعد تدميرها في حرب الخليج عام 1991 والاجتياح الاميركي عام 2003. ولديها حاليا ما يقارب الفي بحار في حين تهدف وزارة الدفاع الى رفع عديدهم الى 6500 في غضون سنتين الى ثلاث سنوات.

والرحلة الطويلة من ايطاليا ستكون الاولى للبحرية العراقية الجديدة خارج المياه العربية، والاولى من نوعها لها منذ عقود عدة. ويخضع حاليا واحد وثلاثين رجلا من البحرية للتدريب في ايطاليا على سفينة الدورية وهي من طراز quot;سايتياquot; وتزن 390 طنا. لم يحدد انغرام التدابير التي ستتخذ، لكن ضابطا اخر في البحرية الملكية البريطانية قال quot;من المحتمل ان يكون هناك بعض الدعمquot; للسفينة العراقية. من جهته، قال ضابط اخر ان الدعم quot;قد يعني مرافقة السفينة من قبل فرقاطات او مدمرات خلال عبورها المناطق الخطرة في طريق رحلة العودةquot;.

بدورهم، ابدى ضباط عراقيون مخاوف بشان سلامة الرحلة. وقال احدهم quot;قد نواجه بعض المشاكل في خليج عدن وبحارتنا ليسوا متفائلين في هذه المرحلة لانهم يفتقرون الى الخبرة ، لكن لا ينبغي ذلك لانهم يعملون بشكل جيدquot;. وكانت البحرية الاميركية والاوروبية والصينية ارسلت طرادات الى المياه الواقعة قبالة الصومال في خليج عدن حيث هاجمت مجموعة من القراصنة أكثر من مئة سفينة العام الماضي.

واعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الاميركية ان سفينة حربية دنماركية احبطت هجوما شنه قراصنة مسلحون الخميس الماضي استهدف سفينة صينية. كما ذكرت وسائل الاعلام الصينية الرسمية في وقت سابق ان القوات البحرية الصينية احبطت محاولة القراصنة الاعتداء على سفينة ايطالية تجارية ترفع علم ليبيريا الثلاثاء في المنطقة ذاتها.

ويتزامن شراء الزوراق الايطالية الصنع مع تصاعد مسؤوليات البحرية العراقية في الخليج جنوب ميناء ام قصر، المنفذ الحيوي اقتصاديا حيث يقع اثنان من محطات تصدير النفط. واواخر نيسان/ابريل، ستقوم البحرية العراقية باتخاذ نقطة دفاع في وحدة فرعية في خور العمية. وستكون المرحلة الاولى لبسط السيادة على المنصات النفطية قرب البصرة بعد انسحاب قوات التحالف بحلول نهاية 2011.