دعا لمسيرة مليونية مشتركة الجمعة إلى سامراء بحماية الحكومة
الصدر: لتكون يد الشيعي بيد السني ويكون السني حاضناً للشيعي

أسامة مهدي من لندن: دعا الزعيم الشيعي العراقي الشاب مقتدى الصدر الى مسيرة مليونية شيعية سنية مشتركة الى مدينة سامراء الجمعة المقبل في ذكرى وفاة الامام حسن العسكري الذي حطم انفجار قبة ضريحه هناك مطلع عام 2006 وقاد البلاد الى عنف طائفي غير مسبوق ادى الى مقتل الاف المواطنين وكاد ان يجر البلاد الى حرب اهلية وحيث توشك عمليات اعمار القبة والضريح هناك على الانتهاء. وقال الصدر quot;بعد ان أحرزنا رضى القوى الدينية الفاعلة وبالتنسيق مع الحكومة العراقية الحالية وجدت ان من المصلحة ان ادعو العراقيين لملحمة جديدة تسطر فيها اروع معاني التلاحم العقائدي والوطني فيكون الشيعي يدا بيد مع السني ويكون السني حاضنا للشيعي لتكون هذه الملحمة المليونية شوكة بعين الاستعمار والاحتلال فنثبت للعالم اجمع اننا منتصرون وقادرون على ادارة بلدنا صفا واحدا بلا محتل ولا ارهاب ولا طائفية ولا نزاعات موحدين ارضا وشعباquot;.

واضاف الصدر في بيان اليوم وزعته مكاتبه المنتشرة في انحاء العراق quot;لذا ادعو المؤمنين لزيارة مرقد الامامين العسكريين في سامراء المقدسة (125 كم شمال بغداد) في ذكرى شهادة امامنا العسكري اي في الثامن من ربيع الاول على ان تكون هذه الملحمة مسيرة دينية خالية من السياسة الدنيوية وبعيدة عن الاهواء والاحزاب لنقيم مع اخواننا في سامراء صلاة جماعة او جمعة موحدة في المرقد الشريفquot;. ودعا quot;الحكومة العراقية عموما والجهات الامنية الحكومية خصوصا لحماية هذه الملحمة الدينية السلمية العراقية العقائدية المحصنة ليكون الجميع في حمى حكومتهم وليكونوا بعيدين عن الاحتلال والارهاب والميليشيات المندسة من هنا وهناكquot;.

ومن جهته قال مسؤول الهيئة الإعلامية في التيار الصدري حازم الاعرجي إن التيار يجري حاليا استعدادات مكثفة حاليا لتنفيذ توجيهات الصدر بتنفيذ هذه الزيارة المليونية الى سامراء. واشار الى ان هذه الزيارة ستكون عنوانا للأخوة العراقية لنبذ الطائفية موضحا تم الاتصال برجال الدين في سامراء ومنهم الشيخ عز الدين السامرائي مفتي سامراء الذي ابدى ترحيبه بهذه الزيارة.
واضاف انه تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية في بغداد وسامراء من اجل تأمين الطريق بينهما حيث سيتم الاعلان عن بدء خطة أمنية خاصة بهذه الزيارة.

وكانت مسيرة مماثلة دعا لها الصدر الى سامراء عام 2007 تم إلغاؤها خوفا من حوادث عنف يتعرض لها المشاركون في الزيارة وذلك في خضم مواجهات كانت تقودها القوات العراقية والاميركية ضد جيش المهدي التابع للصدر او منشقين عنه شكلوا مجاميع مسلحة وصفتها الحكومة بالخارجة على القانون. وكان مرقد الإمامين العسكريين تعرض إلى تفجيرين الأول في 22 شباط (فبراير) عام 2006 أسفر عن انهيار القبتين الذهبيتين للمرقد واندلعت في أعقابه موجة عنف وتهجير طائفي كانت بين تداعياتها سلسلة عمليات تفجير طاولت مئات الجوامع السنية في بغداد والمحافظات الجنوبية على أيدي متشددين.

اما التفجير الثاني فحدث بعد سنة تقريباً على الأول بواسطة قصف أصاب مئذنة وباحة المرقد. وقد مثل ذلك مرحلة مفجعة في تاريخ المدينة التي هجرها ثلثا سكانها وامتنع الزوار عن التردد على عتباتها حيث يعيش في المدينة التي تضم حوالى 300 الف مواطن خليط من الشيعة والسنة. لكن المدينة بدأت مؤخرا ومع تقدم عمليات اعمار المرقد تشهد توافد حوالى 15 الف زائر من مختلف انحاء العراق يوميا.

وتواصل لجنة اعمار المرقدين التي تضم ممثلين عن الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو اعادة البناء حاليا بكلفة تصل الى خمسة ملايين دولار حيث تم انجاز مراحل متقدمة من أروقة الحرمين العسكريين وشمل البناء ثماني قباب داخلية من أصل 12 تعلو الأروقة الأربعة وبقي اربع منها يجري العمل للانتهاء منها قريبا. كما اكتملت الاعمال المدنية للأروقة وتنتظر تثبيت المرايا المقطعة فنيا للسقوف وللجزء العلوي من الجدران والتغليف بالمرمر للجزء الأسفل وكتائب البلاط الكربلائي للآيات القرآنية.

واشار زهير الأنصاري احد خبراء الآثار المكلف من قبل اليونسكو على اعادة البناء إن الذهب من عيار 24 قيراطاً وهو أغلى وأرقى انواع الذهب سوف يستخدم في عملية إكساء طابوق القبة المذهبة وقد تم اختباره بنجاح في مختبرات بريطانية. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زار سامراء مؤخرا وقال للصحافيين ان ثلاثة أعوام مرت على الفاجعة توقف فيها الزمن العراقي والإسلامي حين استهدف الحقد الدفين المقدسات والوحدة بين العراقيين سنة وشيعة وأكراداً وارادوا إشعال فتنة طائفية. ومن جهته اعتبر حقي الحكيم مسؤول اعمار المرقد ان تفجير المرقدين كان حادثة مؤلمة في تاريخ العراق نجح العراقيون بامتياز في اجتيازها بالتخلص من كل اشكال العنف والإرهاب بعدما كان تفجيره بداية لمحنة.