طلال سلامة من روما: تم تنصيب داريو فرانشسكيني، قبل ثمانية أيام، سكرتيراً عاماً جديداً في الحزب الديموقراطي اليساري. مع ذلك، يشعر فرانشسكيني أنه يرأس هذا الحزب المعارض منذ أكثر من سنتين وكأن لكل يوم يعيشه، رئيساً للحزب، ثقلاً يعادل شهوراً برمتها. ولا يتأخر فرانشسكيني في الإعراب عن قلقه حيال ما قد يجري من أحداث مأساوية إذا ما فاز ائتلاف برلسكوني بالانتخابات الأوروبية المقبلة، في شهر يونيو(حزيران) القادم. ان فوز برلسكوني يعني أوتوماتيكياً ذهاب فرانشسكيني بدوره الى التقاعد السياسي! لذلك، يحاول الأخير إقناع المتعاطفين مع حزبه(12 مليون إيطالي تقريباً) بعدم الامتناع عن التصويت في الانتخابات القادمة وإلا فانهم سيقدمون هدية رائعة الثمن الى الائتلاف اليميني الحاكم. يذكر أن فرانشسكيني وضع برنامجاً أمامه، مدته 100 يوماً، لاعادة هيكلة حزبه بصورة مؤقتة تحول دون أن تتآكل ثقة الشعب به الى حد أبعد من ذلك الدرامي الذي شعر به الجميع هنا، من يسار ويمين، في الآونة الأخيرة.

في ما يتعلق بالانتخابات لتجديد التمثيل الإيطالي في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، يكفي أن يحقق مجهود فرانشسكيني نتيجة متواضعة، أي التعادل في الأصوات، لتفعيل عقيدة الحزب الديموقراطي وإنعاشها بعدما خسرت ثقة شرائح حزبية داخلية واسعة. في الواقع، كان باستطاعة الحزب الديموقراطي الصمود أكثر في وجه برلسكوني وقوته لو تم تأسيسه قبل عشر سنوات برعاية البروفيسور رومانو برودي. ولا يستبعد المحللون أن يُمحى هذا الحزب من خريطة ايطاليا السياسية في حال حقق برلسكوني النتائج المنشودة في هذه الانتخابات القريبة. ويعلم فرانشسكيني مسبقاً بهذا الخطر مما يحضه على القول ان رئاسته للحزب مؤقتة ستنتهي مع اجتماع ممثليه السنوي، في الخريف القادم، لانتخاب سكرتير عام ثابت.

في الحقيقة، تعيش ايطاليا مرحلة انتقالية، من عهدها السياسي القديم وأحزابه الى عهد جديد يتمثل في ولادة أحزاب جديدة أم اندماجها بعضها ببعض. وليس من المستغرب أن يزول حزب فرانشسكيني عن قائمة الأحزاب المحلية مفسحاً المجال أمام ما يسمى باليسار الراديكالي quot;المنتقمquot; الذي أعدمه فلتروني علناً برصاص الصمت.