أسامة مهدي من لندن: كشف مصدر أمني عراقي مسوؤل عن مكان مقبرة خاصة بقتلى قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الذين قتلوا في مواجهات مسلحة مع القوات الأمنية المشتركة وذلك بمنطقة تقع جنوب مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد .

واضاف المصدر ان مكان المقبرة يقع قرب منطقة عرب جبار وهي قرية زراعية مترامية الاطراف تقع الى شمال ناحية بني سعد (17كم جنوب غرب بعقوبة) عاصمة محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) قد جرى اكتشافها والتكتم عليها من قبل الأجهزة الأمنية اثناء عمليات عسكرية شنتها القوات الامنية المشتركة العراقية والاميركية العام الماضي خلال عمليات عسكرية اطلق عليها انذاك quot;صيد الثعالبquot; لتطهير 9 قرى زراعية كان عناصر تنظيم القاعدة يسيطرون عليها بعد ارتكابهم لعشرات عمليات القتل وتدمير حوالي 100 منزل وتهجير ما يزيد عن 700 عائلة من تلك المناطق اضافة الى احراق بساتين واسعة تعود ملكيتها الى عوائل هجرت من منازلها في تلك القرى تقدر بعشرات الدوانم الزراعية.

واكد المصدر في تصريح نقلته صحيفة quot;الصباح الجديدquot; البغدادية اليوم ان المقبرة تحوي على مايزيد عن 17 قبرا وهي كبيرة من ناحية الحجم ولاتحوي على اي علامات تدلل على اسماء اصحابها الا ان سكان القرية يؤكدون ان بين القتلى في تلك القبور مسوؤل تنظيم القاعدة في الجنوب الغربي لمدينة بعقوبة quot;عبد الرحمن السعوديquot; الذي قد قتل بغارة جوية لقوات متعددة الجنسيات بعيد بدء عمليات السهم الخارق في حزيران (يونيو)عام 2007 في منطقة الهاشميات غرب بعقوبة والتي كانت معبرا همهما للقاعدة للدخول الى القرى الزراعية في المنطقة .

واشار المصدر الى ان تنظيم القاعدة نشأ في بدايته في قرية عرب جبار ومن ثم بدأ بالاتساع ليسيطر على الطريق العام الرئيسي بين ناحية بني سعد باتجاه بعقوبة حيث نفذت عشرات جرائم القتل على الهوية ونصب السيطرات الوهمية التي استهدفت دوريات الشرطة . وقال ان القاعدة تمكنت من استمالة الكثير من شبان تلك القرى بحجة المقاومة وقتال المحتل الى ان توضحت الاهداف الحقيقية للتنظيم في استهداف ابناء القرى والقوات الامنية. واوضح ان القاعدة نفذت هجمات كبيرة ضد القوات الامنية ومتطوعي الاجهزة الامنية بداية عام 2007 راح ضحيتها عشرات القتلى من عناصر القوات الامنية بينهم ضباط كبار في الشرطة.

واضاف المصدر ان عناصر تنظيم القاعدة تتمركز في تلك القرى نظرا لاهميتها الاستراتجية وارتباطها بعدة مناطق وقربها من نهر ديالى حيث هناك امتداد طبيعي يتيح لها القدرة على الوصول الى القرى الجنوبية لناحية بهرز (13 كم جنوب بعقوبة) بسهولة والهروب في حالة اي ملاحقة أمنية لهم. واكد ان تلك المناطق لاتزال تأوي عناصر هاربة من تنظيم القاعدة في البساتين الكثيفة التي تعد مأوى آمنا لهم. واشار الى ان تلك المناطق تحتاج الى جهد استخباري وتعاون من قبل الاهالي لملاحقة من تبقى من تلك العناصر التي تعمل حاليا باساليب نصب العبوات الناسفة لاستهداف المدنيين والارتال العسكرية.

وقال احد سكان المنطقة ويدعى quot;احمد الخفاجيquot; ان تنظيم القاعدة دمر قرى باكملها في المنطقة ومنها قرية خفاجة او او ما يعرف بالوزون حيث دمرت القرية عن بكرة ابيها واحرقت المزارع لان القاعدة ادركت خطر الاهالي عليها بعد رفضهم الخضوع اليها . واشار الخفاجي الى ان تنظيم القاعدة فقد العديد من عناصره وقياداته حيث كانت تقام مراسيم دفن في بساتين زراعية تابعة لاحد قيادييها وهو quot;شمال بنيان الزيديquot; ثم اطلقت القاعدة على المكان quot;مقبرة الشهداءquot; ولم يكن احد يعرف موقعها الا بعد اشهر حيث اتضح انها تقع في بستان الزيدي على بعد كيلو متر من المطار الزراعي في المنطقة .