حجم المسيرات يفوق السكان... رئيس الأمن العام البحريني:
لا معتقلين سياسيين في المنامة ولن نقف مكتوفي الأيدي

السعيدي: شبهت المجرمين في البحرين بالصهاينة ولم أقصد الشيعة
سارة رفاعي من المنامة: أكد رئيس الأمن العام البحريني اللواء الركن عبداللطيف الزياني‮ أنه لا يوجد معتقلين سياسيين في البحرين و‬أن وزارة الداخلية لن تتهاون في‮ ‬التعامل مع أعمال الشغب والتخريب أيًا‮ ‬كانت الدوافع إليها أو الأشخاص مرتكبيها،‮ quot;‬لأن الغاية لا تبرر اللجوء إلى إستخدام طرق‮ ‬غير مشروعة لتحقيقها‮quot;‬،‮ ‬لافتًا‮ ‬إلى أن اللجوء لإستخدام القوة في‮ ‬التعامل مع الشغب والتجمهر‮ ‬يتم في‮ ‬إطار القوانين وبالقدر اللازم والمناسب،‮ ‬بما‮ ‬يكفل السيطرة على الأوضاع وفرض الأمن والنظام‮.‬

وكشف الزياني أن ‬الإحصاءات المبدئية تؤكد أن عدد المسيرات والتجمعات لا‮ ‬يتناسب والتعداد السكاني‮ ‬وهي‮ ‬أمور‮ ‬غير منطقية،‮ ‬فعلى سبيل المثال في‮ ‬العام‮ ‬2008‮ ‬كان عدد المسيرات والتجمعات نحو‮ ‬120‮ ‬أي‮ ‬أن ثلث السنة مسيرات وتجمعات وجميعها تمر بسلام ولا‮ ‬يتم اللجوء إلى استخدام وسائل التفريق إلا في‮ ‬القليل منها وبسبب اللجوء إلى أعمال الشغب والتخريب،‮ ‬وهو عدد لا‮ ‬يتناسب مع حجم المسيرات التي‮ ‬تمت،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن المسيرات الأخرى‮ ‬غير المعلن عنها‮quot;.

وقال الزياني،‮ ‬في‮ ‬تصريح له أمس ردًا ‬على ما أثير في‮ ‬مؤتمر صحافي‮ ‬عقدته كتلة الوفاق بشأن اعتصام سترة،‮ quot;‬إن مجموعة من أهالي‮ ‬المنطقة أخطروا عن قيامهم باعتصام سلمي‮ ‬يتعلق بدفان ساحل سترة بتاريخ‮ ‬6‮ ‬مارس،‮ ‬ووافقت الوزارة، بيد أن المشاركين لم‮ ‬يلتزموا بالزمان والمكان،‮ ‬وتحول التجمع إلى مسيرة باتجاه موقع قوة الدفاع،‮ ‬وهو من الأمور التي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى الإخلال بالأمن،‮ ‬وتم إبلاغ‮ ‬المشاركين بالتوقف والعودة إلا أنهم لم‮ ‬يمتثلوا لذلك مخالفين قانون المسيرات والتجمعات رقم‮ ‬18‮ ‬لسنة‮ ‬‭,‬1973‮ ‬ما استوجب تدخل قوات حفظ النظام لتفريقهم طبقا للقانونquot;.

‬وأكد اللواء الزياني‮ ‬أن‮ quot;‬الوزارة لم تمنع أي‮ ‬مسيرة أو تجمع‮ ‬يتم وفق أحكام القانون‮quot;‬،‮ ‬وأن‮ quot;‬أي‮ ‬قرار بالمنع لا بد له من أن‮ ‬يكون مبنيًا‮ ‬على أسباب وفق الضوابط القانونية‮''. ‬وأوضح أن‮ ''‬هذه الأسباب تتعلق بحفظ الأمن والنظام العام وإذا ما صدر أي‮ ‬قرار بفض المسيرات والتجمعات‮ ‬يكون بسبب خروج المشاركين فيها عن الإطار القانوني‮ ‬وارتكابهم جرائم معاقب عليها قانونًا''.‬

وأكد رئيس الأمن العام أن‮ ''‬مناخ الديمقراطية الذي‮ ‬تشهده البحرين في‮ ‬ظل مشروع الملك خلق حراكًا ‬سياسيًا‮ ‬ومجتمعيًا‮ ‬كفل حرية تعبير المواطنين عن آرائهم‮''‬،‮ ‬مشدداً‮ ‬على أن‮ ''‬موقف وزارة الداخلية سيظل داعماً‮ ‬لحرية وحق التعبير عن الرأي‮ ‬طالما كان في‮ ‬الإطار الدستوري‮ ‬والقانوني‮''.‬

وأضاف‮: ''‬لا‮ ‬يجوز لأي‮ ‬شخص التذرع بأي‮ ‬أسباب فيما تقوم به أجهزة الأمن من واجبها في‮ ‬تنفيذ القانون،‮ ‬وإن من‮ ‬يشارك أو‮ ‬يساهم بأفعال‮ ‬غير مشروعة من أعمال تخريب وإشعال حرائق وتعدٍ‮ ‬على المواطنين الآمنين وقوات الأمن بارتكاب جرائم جنائية معاقب عليها،‮ ‬فعليه تحمل تبعات ذلك ولن تتوانى أجهزة الأمن عن القيام بواجبها‮''.

‬وفي ما‮ ‬يتعلق بما ورد من أن لجوء كتلة الوفاق لمجلس حقوق الإنسان كان بسبب أن الأبواب كانت موصدة أمامهم،‮ ‬علق رئيس الأمن العام بالقول‮: ''‬هناك الكثير من الأسئلة التي‮ ‬قدمت لوزارة الداخلية من أعضاء مجلس النواب بشأن هذه الوقائع،‮ ‬وردت الوزارة عليها من خلال الأطر الدستورية وتطبيقاً‮ ‬لقانون مباشرة الحقوق السياسية واللائحة الداخلية لمجلسي‮ ‬الشورى والنواب،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن اللقاءات الكثيرة التي‮ ‬قام بها وزير الداخلية مع مختلف طوائف المجتمع وممثلي‮ ‬الكتل النيابية‮''.

‬واعتبر رئيس الأمن العام أن هذه اللقاءات‮ ''‬أكبر دليل على التواصل مع الكتل النيابية كافة وجميع طوائف المجتمع وأن الأبواب مفتوحة على مصراعيها لما فيه مصلحة الوطن،‮ ‬أما من‮ ‬يريد التضليل فيلجأ إلى أبواب أخرى‮''.‬ وبخصوص أوضاع حقوق الإنسان في‮ ‬البحرين،‮ ‬ذكر رئيس الأمن العام أن منهج وزارة الداخلية‮ ‬يقوم على احترام حقوق الإنسان واتخاذ جميع الضمانات التي‮ ‬تكفل ذلك في‮ ‬كل أعمالها‮.‬

وأضاف‮: ''‬الوزارة تدرك أن كون البحرين أول دولة‮ ‬يتم مناقشة تقريرها الشامل حول حقوق الإنسان في‮ ‬الأمم المتحدة‮ ‬يعكس أمرين،‮ ‬أولهما أن المملكة ستكون محل نظر المجتمع الدولي‮ ‬ولا‮ ‬يعقل أن تقوم الأجهزة الأمنية أو أي‮ ‬مؤسسة حكومية بالسماح بارتكاب أي‮ ‬مخالفات لحقوق الإنسان،‮ ‬والأمر الثاني‮ ‬أن ذلك كان صورة حقيقية عن ثقة وزارة الداخلية فيما تتخذه الأجهزة الأمنية من إجراءات تقوم على الالتزام بجميع التعهدات الدولية في‮ ‬هذا الشأن‮''.‬

ورداً‮ ‬على ما أثير في‮ ‬المؤتمر الصحافي‮ ‬عن‮ ''‬تعذيب السجناء داخل المعتقل‮''‬،‮ ‬أكد رئيس الأمن العام عدم صحة ذلك نافياً‮ ‬وجود أي‮ ‬معتقل في‮ ‬البحرين،‮ ‬وأوضح قائلاً‮: ''‬فقانون الإجراءات الجنائية لم‮ ‬يتضمن هذا المصطلح وكل من‮ ‬يتم إلقاء القبض عليه أو حبسه إنما‮ ‬يكون بناء على إجراءات قانونية وبمعرفة سلطات التحقيق المختصة وبأمر منها وبسبب ارتكابهم جرائم جنائية في‮ ‬قانون العقوبات،‮ ‬والاعتقالات لا تكون إلا في‮ ‬ظل القوانين الاستثنائية وهي‮ ‬إعلان حالة الطوارئ أو الأحكام العرفية،‮ ‬وهو ما لم‮ ‬يتم الإعلان عنه في‮ ‬المملكة‮''.‬

ولفت رئيس الأمن العام إلى إحصاءات تؤكد أن هناك عددًا‮ ‬من المسيرات والتجمعات‮ ‬يتم دون إخطار،‮ ''‬ومع ذلك لم‮ ‬يتم استخدام القوة في‮ ‬تفريقها رغم صلاحية ذلك‮''‬،‮ ‬متسائلاً‮: ''‬فلماذا‮ ‬يتجاهل هؤلاء ذلك ولمصلحة من؟ أليست هذه من الأمور الإيجابية التي‮ ‬تحسب لوزارة الداخلية؟‮''.‬

وتابع‮: ''‬الإحصاءات المبدئية تؤكد أن عدد المسيرات والتجمعات لا‮ ‬يتناسب والتعداد السكاني‮ ‬وهي‮ ‬أمور‮ ‬غير منطقية،‮ ‬فعلى سبيل المثال في‮ ‬العام‮ ‬2008‮ ‬كان عدد المسيرات والتجمعات نحو‮ ‬120‮ ‬أي‮ ‬أن ثلث السنة مسيرات وتجمعات وجميعها تمر بسلام ولا‮ ‬يتم اللجوء إلى استخدام وسائل التفريق إلا في‮ ‬القليل منها وبسبب اللجوء إلى أعمال الشغب والتخريب،‮ ‬وهو عدد لا‮ ‬يتناسب مع حجم المسيرات التي‮ ‬تمت،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن المسيرات الأخرى‮ ‬غير المخطر عنها‮''.

واشار الزياني إلى أن عدد المسيرات التي‮ ‬تمت في‮ ‬أول شهرين من العام الجاري‮ ‬بلغ‮ ‬نحو‮ ‬16‮ ‬مسيرة‮ ‬غير مخطر عنها،‮ ‬وأردف‮: ''‬ألا‮ ‬يكفي‮ ‬ذلك للتدليل على موقف الأجهزة الأمنية من احترام التعبير السلمي؟‮''.‬ وبشأن ما ورد في‮ ‬المؤتمر الصحافي‮ ‬من أنه من حق النواب مراسلة الجهات الدولية وأنه لا‮ ‬يوجد نص قانوني‮ ‬يحظر قيام النائب بمخاطبة مختلف الجهات،‮ ‬وكذلك ما أثير عن رفع الحصانة عن بعض النواب،‮ ‬قال رئيس الأمن العام‮: ''‬ذلك أمر‮ ‬ينظمه قانون مباشرة الحقوق السياسية ويختص به مجلسا الشورى والنواب ولائحتهما الداخلية‮. ‬ومن جانبها،‮ ‬فإن وزارة الداخلية تلتزم بكل ما‮ ‬يصدر عن السلطة التشريعية من قوانين وقرارات،‮ ‬ويجب على الجميع الالتزام بذلك تأكيداً‮ ‬لمبدأ الشرعية‮''.‬

وأعرب رئيس الأمن العام عن تقديره للاستنكار الذي‮ ‬عبّر عنه النائب جلال فيروز في‮ ‬المؤتمر الصحافي‮ ‬على لسان كتلة الوفاق،‮ ‬إزاء قيام البعض باستخدام العنف وإلقاء الزجاجات الحارقة على الناس وترويعهم،‮ ‬لأن ذلك لن‮ ‬يخدم أي‮ ‬قضية ولأنه محرم شرعاً‮ ‬وأعمال شاذة‮.

‬وعلق رئيس الأمن العام بالقول‮: ''‬نتفق مع النائب في‮ ‬ذلك إلا أن الوزارة لن تقف عند حد الاستنكار والشجب بل ستقوم بواجبها وبكل حزم في‮ ‬مواجهة من‮ ‬يقوم بهذه الأفعال الإجرامية أيا كان شخص مرتكبها في‮ ‬إطار الصلاحيات القانونية التي‮ ‬تخولها المحافظة على الأمن وسلامة الممتلكات والأرواح وضبط مرتكبي‮ ‬أفعال الشغب والتخريب،‮ ‬فالوطن وسلامة أبنائه واجب رجال الأمن ولا‮ ‬يمكن التهاون فيه،‮ ‬ويجب على الجميع المشاركة الإيجابية في‮ ‬صون المجتمع والمحافظة علي‮ ‬مكتسباته الديمقراطية‮''.‬