أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي لم تغب ابتسامته أبدا في اطلالاته الإعلامية والسياسية داخليا وخارجيا على مدى اليومين الماضيين ترك الباب مواربا أمام أي اتصالات أو تحركات من شأنها أن تعيد الأمور الى نصابها بين الحكومة ndash; التي لايزال يدعمها بقوة، ومؤمنا بقدرات رئيسها ndash; وبين البرلمان الكويتي الذي لا يزال بنظر الأمير الكويتي يضم أصواتا رشيدة وعاقلة تحب الكويت، وتؤمن بمستقبل أفضل له، إلا أن أمير دولة الكويت الذي لا يزال يؤثر بشدة منح الوقت الكافي لصوت العقل في تحركه لإبعاد الأزمات السياسية وتنفيسها على نحو آمن يراقب عن كثب حصيلة تلك الإتصالات والمشاورات، ويفضل ألا تكون منطلقا للفهم من قبل البعض بأن هنالك ضعفا وقصورا في هيبة الدولة، وأن تطاولهم عليها تحت لافتات ديمقراطية لن يكون مسموحا أو مسكوتا عنه.
آخر الحراك السياسي الذي لم يثمر حلولا في أي اتجاهات هو توجه حكومة الشيخ ناصر المحمد الى احالة الإستجوابات الثلاث المقدمة من جانب البرلمان لمساءلته سياسيا الى المحكمة الدستورية التي غالبا ما تتأخر أحكامها الى فترات طويلة، وهو ما تعتقد الحكومة معه أنه يجنبها مناقشة الإستجواب في الوقت الراهن، مطمئنة الى أنها تملك أغلبية برلمانية مريحة ستصوت لصالح الإحالة الى المحكمة الدستورية، إلا أن مقدمو الإستجوابات رفضوا توجه الحكومة ذاك، واعتبروا معه أن ما ترمي إليه الحكومة من وراء خطوتها المنتظرة هو الهرب من الإستجوابات مع يقينها أنها ستنجو من المساءلة عبر قرارات المحكمة الدستورية التي لم تخرج منذ وقت بعيد عن نمطية أحكامها التي لا تجيز مساءلة رئيس حكومة أو أيا من وزرائه على أفعال وقرارات وقعت قبل توليهم المسؤولية.
واللافت في المواقف أمس هو البيان الذي أصدره النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح الذي تضمن أول رد فعل له على اتهام النائب أحمد المليفي له بتأييده وتحريضه على توقيع مرسوم بحل غير دستوري لمجلس الأمة، إذ نفى الشيخ المبارك - الذي قال أن بيانه جاء بعد استئذان أمير الكويت بالرد- ضمنا ما تردد من اتهامات له مجددا احترامه للدستور وثقة المواطنين الكويتيين بأسرة آل الصباح، متهما أطرافا ووسائل إعلام لم يسمها أنها هدفت الى ضرب وتعطيل اجتماعات الأسرة وبث الفرقة بين صفوف أفرادها.
وحال صدور بيان الشيخ المبارك استغربت صحيفة quot;القبسquot; الإتهامات لوسائل الإعلام والتحريض عليها، فيما طالبته صحيفة quot;الرايquot; عبر زاوية بدا أنها معبرة عن موقف الصحيفة بالإعتراف على نحو مباشر عما إذا كان قد طالب بالحل غير الدستوري أم لا.
التعليقات