طلال سلامة من روما: قد يكون اختباراً سياسياً سرعان ما سيصل الى أجندة عمل المحكمة الدستورية العليا بروما إنما ما تم الإقرار به اليوم يجعل من بلدية quot;كاولونياquot;، الواقعة بإقليم كالابريا جنوب ايطاليا ويقطنها سبعة آلاف نسمة تقريباً، خطوة فريدة من نوعها إيطالياً! إذ أعطى مجلس البلدية بالإجماع المهاجرين غير الأوروبيين، بغض النظر عن صفة إقامتهم بمدينة quot;كاولونياquot; الواقعة بمحافظة quot;ريدجو كالابرياquot; حق التصويت في الانتخابات الإدارية. ما يعني أن حصولهم على الجنسية الإيطالية، الصعبة للغاية حالياً نظراً لتشدد(لا بل هوس) وزارة الداخلية بشأن جميع الأمور الأمنية، بنداً جرى حذفه من أساسه. هكذا، سيستطيع المواطنون الأوروبيون وغير الأوروبيين، المقيمين في هذه المدينة، الانتخاب وترشيح أنفسهم في الانتخابات الإدارية القادمة، بدءاً بتلك التي ستحصل في شهر يونيو(حزيران) القادم.

ان القانون الإقليمي حول استقبال المهاجرين سيكون له صدى على الصعيد الوطني. برغم من الصعوبات المالية وبطالة العمل المقذعة التي يرزح تحتها إقليم quot;كالابرياquot; إلا أن ما تقوم به إداراته، من تجارب سياسية وانتخابية هامة تعطي معاملة المهاجرين واستقبالهم حساسية خاصة، يرفع الرأس ويتحدى سياسات الهجرة التي تتخبط بها أغنى أقاليم ايطاليا، يميناً وشمالاً!

صحيح أن التيارات اليسارية الراديكالية غاطسة الى رقبتها في مشاكل كيفية البقاء على قيد الحياة إنما على برلسكوني الاعتراف ببعض المبادرات الناجحة التي تقوم بها، بصمت، من دون الحاجة الى رؤساء أحزاب، ومنهم فلتروني وفرانشسكيني، الذين خضعوا لدروس مكثفة في quot;طق الحنكquot;! فالاندماج الاجتماعي بنظر مجلس بلدية quot;كاولونياquot; اليساري يدعى إعطاء حق التصويت والرعاية الصحية للأجانب، الشرعيين وغير الشرعيين! وتتوج هذه السياسات الاندماجية بدورات تكوينية لهم، اجتماعية ومهنية.

قريباً، سيصل ملف هذه البلدية الى حكومة روما المركزية التي قد تعارضه أمام المحكمة الدستورية العليا. كل شيء يتعلق بمدى فهم ماروني لقانون بلدي صديق للمهاجرين هو الأنجح منذ ولادة الديموقراطية هنا.