الجزائر: رسم مؤسس quot;الجماعة السلفية للدعوة والقتالquot; حسان حطّاب صورة مرعبة للأوضاع في جبال الجزائر، قائلاً إن العدد الأكبر من المسلحين يريد النزول والإستفادة من إجراءات قوانين السلم والمصالحة الوطنية. وشن حطّاب في مقابلة مع صحيفة quot;الحياةquot; هي الأولى منذ تسليمه نفسه إلى السلطات العام 2007، هجوماً شديداً على القادة الحاليين لـquot;الجماعة السلفيةquot; بعدما انضموا إلى تنظيم quot;القاعدةquot; قبل عامين وتحوّلوا إلى فرعه المغاربي.

وروى حطّاب قصة التحاقه بالجبل في العام 1992، مؤكداً أنه على رغم التزامه الديني وتربيته في مسجد إلا أنه لم يفكّر أبداً في القيام بعمل مسلح ضد السلطات، لكن quot;ممارسات التعسف من قوات الأمن في حق الإسلاميين حتى من غير المؤيدين لجبهة الإنقاذquot; عقب الغاء الانتخابات في 1992، دفعته إلى quot;الفرارquot; إلى الجبل حيث أقنعه دعاة بمشروعية quot;الجهادquot; ضد السلطة. وقدّم تفاصيل عن علاقته بأمراء quot;الجماعة المسلحةquot; وخلافاته معهم وتصديه لـquot;انحرافهمquot;، قائلاً إنه اصطدم منذ البداية بـquot;الأميرquot; جمال زيتوني عندما حاكم أحد أعضاء الجماعة من طلبة العلم الشرعي وأعدمه بزعم أنه يعمل لمصلحة الاستخبارات، وهي تهمة قال حطاب إنه لم يقتنع بها خلال جلسات المحاكمة. ويقدّم حطّاب أيضاً تفاصيل عن خلافه الشديد مع عنتر زوابري، قائلاً إن الأخير هو من كان يدفع بزيتوني نحو الغلو والتطرف.

وشدد على رفضه تولي زوابري قيادة رأس الجماعة خلفاً لزيتوني في 1996، لـquot;علمنا بهذا الرجل والخط الذي انتهجه مع بطانته في ما بعد وهو خط المجازر الجماعيةquot;. وقدّم حطّاب أيضاً روايته للخلافات التي وقعت آنذاك مع أعضاء وفد أرسله زعيم quot;القاعدةquot; أسامة بن لادن إلى الجزائر، مؤكداً أن أعضاء الوفد الثلاثي كانوا في منطقته فعلاً، لكنه لم يؤذهم ولم يسمح لجمال زيتوني بأن يمسّهم، وسمح لهم بالمغادرة وquot;لو أردنا سوءاً بهم لفعلناquot;.

وأكد حطّاب أن زوابري قتل فعلاً أعضاء quot;الجماعة الإسلامية المقاتلةquot; الليبية الذين ذهبوا إلى الجزائر للقتال إلى جانب الجماعة المسلحة بعدما دبّت خلافات معهم، موضحاً أن quot;أمير الجماعةquot; السابق زيتوني طلب منهم البيعة quot;فكان موقفهم الرفضquot;.

وروى حطّاب أيضاً كيفية تأسيسه quot;الجماعة السلفيةquot; من المنشقين عن قيادة عنتر زوابري، وكيف عارض عملية السلم والمصالحة في البداية ثم سار بها بعد وصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى الحكم في 1999 وبعدما تلقى فتاوى مع علماء كبار بعدم مشروعية quot;الجهادquot; في الجزائر. ولخّص ذلك بالقول: quot;تغيّرت تصرفات النظام، فتغيّرناquot;. وأكد أنه كان واصل القتال لم بقيت ممارسات الحكم على ما كانت عليه في التسعينات.