دبي: إعتبر محللون أن الهجوم الإنتحاري الذي نفذ الأربعاء في اليمن وهو الثاني من نوعه في غضون 72 ساعة، عملية جريئة تحمل بصمات القاعدة وتشهد على تنامي نشاط هذا التنظيم في هذا البلد الفقير في جنوب شبه الجزيرة العربية. وكان هجوم انتحاري استهدف الاحد مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين بالقرب من مدينة شبام التاريخية في جنوب شرق البلاد ما اسفر مقتل اربعة سياح ومرشدهم اليمني.

والاربعاء، استهدف انتحاري موكب سيارات على متنها مسؤولون كوريون ارسلتهم سيول للتحقيق في هجوم الاحد، اضافة الى افراد من عائلات الضحايا، دون ان يسفر ذلك عن قتلى او جرحى. ونفذ الهجوم على طريق مطار صنعاء، وهو يحمل بصمات فرع تنظيم القاعدة المحلي الذي بات يعرف بتنظيم quot;القاعدة في جزيرة العربquot;.

وعزز الفرع المحلي الذي انضم اليه مؤخرا بقايا عناصر القاعدة في السعودية، نشاطه منذ 2007 عبر مضاعفة الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية والمنشآت النفطية والسياح الاجانب. وقال دبلوماسي طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الاعتداء الذي جرى الاربعاء هو quot;هجوم داخل المدينة. حتى الآن كانت الهجمات على الاجانب تجري خارج العاصمة. انه امر جديد فعلاquot;. كما يثير الهجوم الاخير التساؤلات حول هوية منفذه الذي قتل بانفجار الحزام الناسف الذي كان يريديه.

فبحسب الشهود، كان الانتحاري ينتظر على جانب الطريق وصول الموكب واندفع باتجاه السيارات ما ان وصلت، وبالتالي لم يكن استهداف موكب الكوريين صدفة. وقال الدبلوماسي في هذا السياق quot;اذا كان صحيحا ان الانتحاري كان ينتظر الموكب فهذا يعني انه تم ابلاغهمquot; في اشارة الى تنظيم القاعدة. وتطرح هذه الامكانية تساؤلات حول تواطؤ قد يكون استفاد منه مخططو ومنفذ العملية.

اما التساؤل الآخر فهو السبب خلف استهداف الكوريين الجنوبيين مرتين في غضون ايام قليلة. وقال الدبلوماسي الاجنبي في هذا السياق quot;من الصعب القول بان هناك سببا معينا لاستهداف الكوريين الجنوبيين لمجرد كونهم كوريين جنوبيين، او ما اذا كان الامر صدفةquot;. واضاف quot;لا ارى سببا آنيا لاستهداف الكوريين الجنوبيينquot;. ولكوريا الجنوبية مصالح مهمة في اليمن لاسيما في قطاع الطاقة.

وتملك ثلاث شركات كورية جنوبية حصصا في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال هي اس كي كوربوريشن (9,55%) وكوغاز (6%) وهيونداي (5,88%). وتقوم هذه الشركة التي تمتلك شركة توتال الفرنسية اكبر حصة فيها، حاليا ببناء مصنع للغاز الطبيعي المسال في جنوب البلاد. ومن المتوقع ان تتسلم شركة كوغاز الشحنة الاولى من الغاز المنتج في هذا المصنع في نهاية حزيران/يونيو.

ويرجح ان يؤدي الهجوم الجديد الى تشديد الحكومات الغربية تعليمات السفر الى اليمن بالنسبة لمواطنيها. وقال دبلوماسي آخر مقيم في صنعاء quot;لقد نصحت الجميع لتوي بتوخي اقصى درجات الحذر خلال تنقلاتهمquot;. وكان اليمن مسقط راس عائلة اسامة بن لادن، انضم الى الولايات المتحدة في حربها على تنظيم القاعدة بعد الاعتداء على المدمرة الاميركية كول في عدن في 12 تشرين الاول/اكتوبر 2000 الذي اوقع 17 قتيلا.

وفي 18 كانون الثاني/يناير 2008، تعرضت مجموعة من السياح البلجيكيين لهجوم في وادي حضرموت (شرق صنعاء) اسفر عن مقتل امراتين بالرصاص واصابة اربعة اشخاص كما اسفر عن مقتل مرشد وسائق المجموعة اليمنيين. وقبل ذلك بستة اشهر في الثاني من تموز/يوليو 2007، قتل ستة سياح اسبان وسائقان يمنيان واصيب تسعة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة في موقع اثري في منطقة مأرب (شمال شرق).

كما تبنت القاعدة هجوما بالقذائف الصاروخية استهدف في 18 اذار/مارس 2008 السفارة الاميركية في صنعاء وانما اصاب مدرسة للبنات قريبة من السفارة ما اسفر عن مقتل شرطي وتلميذة واصابة 20 شخصا اخر على الاقل بجروح. وفي 17 ايلول/سبتمبر 2008، تعرضت السفارة الاميركية من جديد لهجوم بسيارة مفخخة اوقع 16 قتيلا وفقا لحصيلة رسمية.