طلال سلامة من روما: يشعر سيلفيو برلسكوني بالحرج الشديد بعدما قام مئة نائب، تقودهم quot;أليساندرا موسولينيquot; حفيدة quot;بنيتو موسولينيquot; قائد الحركة الفاشية الموالية لهتلر خلال الحرب العالمية الثانية، من نواب نفس ائتلاف برلسكوني الحاكم، أي حزب الحرية، برسم خط أحمر أمام قوانين تجريم المهاجرين غير الشرعيين وامكان إبلاغ أطباء المستوصفات والمستشفيات السلطات الأمنية عنهم إذا ما قصدوهم للعلاج. يذكر أن هذه quot;الإخباريةquot; الأمنية التجسسية يقررها ضمير كل طبيب على حدا. في الواقع يدعو هؤلاء النواب برلسكوني الى إعادة النظر في هذه القوانين الأمنية، المبالغ بها، لأن محتوياتها غير مقبولة، لا أمنياً ولا إنسانياً. وحتى لو وقع برلسكوني عليها فان هذه القوانين طالتها انتقادات جمعيات الأطباء ونقابات رجال الشرطة قبل أن يعلق المهاجرين غير الشرعيين عليها.

ويعتمد هؤلاء النواب، في هذه المعارضة، على دعم مؤكد من جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي، الذي يمر بمرحلة quot;مياه عكرةquot; مع برلسكوني. إذن، قد تكون فرصة مواتية لفيني للانتقام مسبقاً من مخطط برلسكوني quot;الجهنميquot; الذي لن يتأخر من طرده من حكوماته القادمة. ويدور الصراع الداخلي في ائتلاف برلسكوني حول صيغة القوانين الأمنية، التي ساهم في وضعها روبرتو ماروني وزير الداخلية، التي ينبغي تصحيحها جزئياً. بين هؤلاء النواب، نجد النائبة quot;سعاد سبايquot; المغربية الأصل التي تدافع عن حقوق المهاجرات المسلمات هنا. في الحقيقة، تفتقر هذه القوانين حالياً الى حقوق الإنسان الأكثر ابتدائية، لا سيما تلك المتعلقة بالطفولة وحماية الأمهات.

من جانبه يرحب الحزب الديموقراطي اليساري بمبادرة تحتضن تحت سقفها ثلث نواب برلسكوني تقريباً في البرلمان الإيطالي. ما يعكس تبايناً عميقاً ومقلقاً في وجهات نظر نواب برلسكوني حول كيفية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. فالليونة غير مفيدة معهم (على حكومة روما أن تكون شريرة معهم وفق نظرة ماروني إليهم) ولا قسوة القلب أيضاً!