اعتدال سلامه من برلين: لم يكن من السهل على ألمانيا أن تحصل على موافقة كل بلدان حلف شمال الأطلسي للإحتفال ما بين الثالث والرابع من الشهر المقبل بمرور ستين عاما على تأسيس هذا الحلف العسكري فوق اراضيها ، لانها كانت الخاسرة في الحرب، الا ان القسم الاول من الاحتفالات التي سوف تجرى خلال قمة الاطلسي ستقام في ستراسبورغ ثم ينتقل المجتمعون الى مدينة كل الالمانية القريبة من بادن بادن.
وفي هذا المناسبة سوف تعاد كل نقاط التفتيش بين المانيا وبلدان اخرى موقعة على معاهدة شنغن التي تدعو الى الغاء نقاط التفتيش فيما بينها(ماعدا بريطانيا)منذ اليوم وحتى صباح الخامس من شهر نيسان(ابريل) اي بعد يوم من نهاية القمة.
ومنذ صباح اليوم فرضت رقابة مشددة في كل المرافق الحيوية الالمانية البحرية والبرية والجوية، وهذا يعني ان على الالمان حمل الهوية او جواز السفر اذا ما ارادوا الانتقال الى بلد من بلدان معاهدة شنغن من اجل ابرازها عند الحدود، وكان هذا الاجراء قد الغي منذ سنوات، وعلى الاجانب المسافرين الى المانيا او اي بلد اخر من بلدان شنغن ان يدخلوا في الحسبان بعض التأخير نتيجة لتشديد الاجراءات الامنية والتفتيس.
وهذا الاجراءات ليست فقط لحماية المشاركين في القمة بل ايضا لمواجهة المعارضين لها، اذ سوف يرافق القمة عدد من المتظاهرات للتعبير على مناهضتهم لسياسة الاطلسي والحروب التي يشنها بحجة احلال السلام كما عبر احد منظمي للتظاهرات التي سوف تبدأ في بادن بادن وكل وستراسبورغ مع مطلع الشهر المقبل. وتتوقع الشرطة الالمانية ان يتحرك حوالي 25 الف شخص من المانيا لوحدها من اجل المشاركة في مظاهرة ستراسبورغ وكل، من بينهم حوالي 3000 من اصحاب السوابق في افتعال العنف، وينتظرون اي سانحة للقيام باعمال تخريب،لذا سوف يصل عدد عناصر الامن الالمانية الى 14600 من اجل حماية 3500 شخصية سياسية وادارية من 35 دولة اطلسية، فالوفد الاميركي الذي يرأسه الرئيس باراك اوباما يصل الى الف شخص.
وعلم من مصادر موثوق بها ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يريد ان يبرز بلاده التي اعادت عضويتها الكامل في حلف الاطلسي، ويتخطى المستشارة الالمانية انجيلا ماركل في حفاوة الترحيب بالضيف الاميركي. اذ سيسبق ماركل ويستقبل اوباما في اول زيارة له الى اوروبا كرئيس في الثالث من نيسان(ابريل) ثم يرافقه الى ساحل النورماندي حيث نزلت جيوش الحلفاء في شهر حزيران(يونيو) عام 1944 وكانت بداية نهاية المانيا النازية. وبعد الظهر يسافر معه الى ستراسبورغ ليلقي اوباما من ارض فرنسية اول خطاب موجه الى الاوروبيين، بينما لن يتبقى للمستشارة ماركل سوى نصف ساعة للتحدث مع الضيف الاميركي، وهذا ما احدث بعض الفتور بين قصر الاليزيه وديوان المستشارة واعتبر نوعا من دفع المانيا الى الظل.
الا ان ماركل لن تترك ساركوزي ينفرد بالسياسة الاطلسية ، على الاقل على الصعيد البروتوكولي، اذ ستقيم للرئيس الاميركي في اليوم التالي حفلا فخما في قصر في مدينة كل ، وسوف تسير مع اوباما والوفود المجتمعة على جسر يربط ستراسبورغ بقصر في مدينة كل يمر فوق نهر الراين، لكن الرئيس الفرنسي سوف يرافق الوفود فقط في القسم الفرنسي من الجسر.
وذكر مسؤول حكومي الماني ان قرار ساركوزي استرجاع بلاده كامل عضويتها في حلف الاطلسي، والتي كانت لها لاكثر من عقدين صفة مراقب، قلب كل الموازين وحرم برلين من استقبال القمة، حيث كان من المقرر ان تقام فيها. لكن بدلا من باريس اختار ساركوزي ستراسبورغ.
ورغم اهمية المناسبة لن يشارك وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في القمة، والسبب في ذلك انشغاله في الاشراف على اعمال المجلس العسكري الاميركي الذي يحضر للميزانية العسكرية لعام 2010 التي ستقدم في الاول من شهر تشرين الاول(اكتوبر) المقبل.
التعليقات