محمد حميدة من القاهرة: بعد خمس سنوات من التخرج من كلية التربية quot; مفرخة المعلمين بمصرquot;، فقد عمرو بيومي 27 عاما الأمل في مهنة التدريس. يقول عمرو quot;منذ تخرجي حتى الآن لم أتمكن من الحصول على وظيفة مدرس , وعملت في مهن ليس لها علاقة بدراستي كي ألبس احتياجاتي المعيشية quot;. عمرو عمل نقاشا quot; فى دهن الحوائطquot; وعاملا فس سوبر ماركت وسكرتيرا فس مكتب كما قال لquot; ايلافquot;.وهو حالة ليست فريدة , بل واحدا من بين آلاف تخرجوا من كليات التربية وفشلوا فس العمل فس مهنة التدريس بسبب زيادة أعدادهم من ناحية وتخلس الحكومة عن تعيينهم فى السنوات الأخيرة .
ويوجد وفقا للخبراء حوالي 26 كلية تربية فى مصر يتخرج منها حوالي 250 ألف خريجا سنويا , بينما سوق العمل لا يحتاج إلا 100 ألف فقط . وكانت الحكومة حتى أواخر التسعينات من القرن الماضي تلتزم بتوفير فرص العمل لخريجي كليات التربية في المدارس الحكومية بهدف تشجيع طلاب الثانوية العامة على التقدم لهذه الكليات, لكن تخلت عن التزامها هذا مع المضي فى برنامج الإصلاح الاقتصادي القائم على الخصخصة .
يقول احمد يحيى الأستاذ بكلية التربية جامعة قناة السويس quot;على مدى العامين الماضيين تراجع عدد الطلاب الملتحقين بكليات التربية بسبب زيادة معدلات البطالة بين الخريجينquot; , مضيفا ان الذين يتقدمون لهذه الكليات فى الوقت الحالي , يهتم معظمهم فقط بالانضمام إلى أقسام اللغات ورياض الأطفال , لانها تضمن لهم وظيفة بعد التخرجquot; . وهذا الوضع وفقا للدكتور يحيى أدى الى انخفاض أعداد المسجيلين فى الأقسام الأخرى , وهو ما quot;يهدد أقسام مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة بالإغلاق quot; , لكن لن يمثل هذا مشكلة على حد قوله نظرا لوجود أقسام مماثلة بكليات الآداب.
ولكن محمد حامد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس ,ثاني أكبر الجامعات المصرية بعد جامعة القاهرة ، يختلف مؤكدا ان كليات التربية quot;لا يمكن الاستغناء عنهاquot; , مشيرا إلى أن خريجي التربية مختلفين تماما عن خريجي الآدابquot; , وبرأيه quot; خريجي كليات التربية يتم إعدادهم ليكونوا مدرسين , بينما طلاب الآداب يمكنهم العمل فى وظائف أخرى غير التدريسquot; . ويرى الدكتور حامد إغلاق كليات التربية أو بعض الأقسام فيها quot;غير منطقيquot; وسيترك أثارا سلبية كبيرة على العملية التعليمية فى مصر.
وقد انتشرت شائعات في الأونة الأخيرة بأن وزارة التعليم العالي تخطط لإغلاق بعض كليات التربية , وهو ما نفته سلوى غريب أمين عام المجلس الأعلى للجامعات قائلة quot;هذا الكلام ليس له أساس quot; , وأضافت قائلة : quot; على العكس تماما هناك اهتمام كبير بدعم وتطوير كليات التربية quot;, مشيرة الى تخصيص 13 مليون دولار من اموال البنك الدولي لتطوير هذه الكليات ورفع مستوى خريجيها .
وأضافت الدكتورة سلوى غريب : quot;بموجب خطة التطوير هذه , تلقى حوالي 12 ألف طالب فى كليات التربية تدريبات لمحو الأمية في مجال الكمبيوتر واللغة الانكليزية , وعلاوة على ذلك تم تزويد هذه الكليات بمختبرات متقدمة للدراسات العملية وتطوير الكتب الدراسية باستخدام أساليب التعلم الإلكترونيquot;.
التعليقات