الخرطوم، وكالات: أعلن متحدث بإسم الرئاسة السودانية أن الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه غادر الخرطوم الخميس إلى أثيوبيا وهي ثالث رحلة خارجية له هذا الأسبوع. وقال المسؤول عن المكتب الصحافي في الرئاسة السودانية نادي البشير quot;لقد غادر بالفعلquot;.

وهذه ثالث زيارة يقوم بها البشير خارج السودان منذ اصدار المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من الشهر الحالي مذكرة توقيف في حقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور. وزار البشير اريتريا الاثنين ومصر الاربعاء.

وتعليقا على الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني الى القاهرة، قال مكتب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الاربعاء انه quot;لا مخرج ممكناquot; للبشير. وقال عضو في مكتب مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو لوكالة فرانس برس quot;نرغب في ان يوضح كل المسؤولين السياسيين الذين سيلتقون عمر البشير عدم وجود اي مخرج لهquot;. واضاف المصدر ذاته ان quot;الاعتقال عملية ستستغرق وقتاquot; موضحا ان مكتب المدعي quot;يراقبquot; تنقلات البشير.

واعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء انه ليس لديها quot;التزام قانونيquot; يملي عليها القيام باعتقال الرئيس السوداني. وقام رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بزيارة لخرطوم الثلاثاء جدد خلالها الدعوة الى البشير لحضور القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في 30 اذار/مارس الجاري رغم quot;الضغوط التي تمارس على قطرquot; لعدم استضافته.

وقال الشيخ حمد ان قرار حضور البشير من عدمه قمة الدوحة اصبح quot;بيد الحكومة السودانيةquot;. واكد وزير الخارجية السوداني دينق الور الاربعاء في القاهرة ان حكومته ما زالت quot;تقوم بتقدير الموقفquot; في ما يتعلق بمشاركة البشير في القمة العربية مشددا على ان quot;ذلك يختلف تماما عن الحضور الى مصر واريترياquot;. وكانت الوزير السوداني يشير بذلك الى ان زيارة جيران السودان مختلفة عن زيارة قطر التي تتطلب العبور في الاجواء الدولية.

سألت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية بالقاهرة السفير إدريس سليمان، عن أسباب الإعلان عن موعد زيارة البشير الى القاهرة، وتعليقه على المتابعة الإعلامية الواسعة لوقائع الزيارة لحظة بلحظة، فوصف المحكمة الجنائية الدولية بأنها quot;خيال مآتةquot;، وأضاف: quot;إن كل ما حدث كان مقصودا لنثبت للعالم أن الرئيس البشير يمارس صلاحياته ومهامه الوطنية بشكل طبيعي، ولن تستطيع أي قوة أن تمنعه من ذلكquot;.

وأوضح إدريس أن quot;الخلاف القائم حاليا خلاف هو بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان، وليس مع المجتمع الدولي، أو مؤسسة معترف بها دولياquot;، مشيرا إلى أن quot;قرارها (الجنائية الدولية) لا يعني السودان بشيء لأن السودان لا يعترف بها، وإذا أرادت المحكمة الجنائية أن تحيل هذا الملف إلى مجلس الأمن فلدينا 90 % من الدول الأعضاء يؤيدون موقفنا، وحتى في المرحلة التي تليها فنحن موعودون بالفيتو لصالحنا من دولتينquot;.

ووصف السفير الزيارة بأنها quot;مهمة للغايةquot;، وقال إن أهم مكاسبها هو quot;العلانية التي تمت في إطارها الزيارةquot;، والتي تؤكد وقوف مصر مع السودان بقوة وصلابة، مشيرا إلى أن quot;مصر أعلنت خلال هذه الزيارة بأنها ستعمل من خلال المؤسسات الإقليمية التابعة لها على تجميد القرار أو إلغائهquot;. وأشار إدريس إلى أن quot;الزيارة لم تكن مظهريةquot;، موضحا أن الرئيسين (مبارك والبشير) تطرقا إلى المباحثات السلمية في دارفور، وأبدت مصر رغبة أكيدة في العمل على تكثيف جهودها من أجل تسريع وتفعيل التحرك من أجل خلق سلام دائم في دارفور. وقال: quot;إن هذا الدعم المصري يعد رسالة قوية وواضحة للعالم أجمع لتأكيد عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقينquot;.